الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيم الرمضانية بجامع الشيخ زايد الكبير تستقبل الآلاف على مائدة «إفطار صائم»

الخيم الرمضانية بجامع الشيخ زايد الكبير تستقبل الآلاف على مائدة «إفطار صائم»
22 يوليو 2013 15:44
يحظى جامع الشيخ زايد الكبير في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي بمكانة خاصة لدى المصلين من كل أنحاء العالم، لما يتمتع به من طابع معماري رصين، فهو معلم ديني يتميز بجمال عمارته الإسلامية، فضلاً عن دوره الثقافي البارز في إعلاء قيم التسامح، ومن ثم توضيح رسالة الإسلام السمحة التي تتقبل الآخر وتتفاعل معه، ونظراً لهذه المكانة فإن الجامع أصبح قبلة للصائمين الذين يتوجهون له من أجل تناول طعام الإفطار في أجواء روحانية جميلة، وسط جموع غفيرة من الناس، ومن الجنسيات كافة، فضلاً عن أن الحضور ينتهزون فرصة وجودهم في جامع الشيخ زايد الكبير فيستمتعون بصلاة المغرب والعشاء والتراويح خصوصاً في حضور القارئ صاحب الصوت الجميل الخاشع مشاري راشد العفاسي الذي يؤم المصلين في صلاتي العشاء والتراويح. تتزايد أعداد الصائمين في ساحات جامع الشيخ زايد الكبير عاماًِ بعد آخر خلال شهر رمضان الذي يعد مناسبة جليلة في نفس كل مسلم، واللافت أن الجامع يستقبل أعداداً من النساء والعائلات في أماكن مخصصة لهم من أجل تناول طعام الإفطار، وهو ما يؤكد دور جامع الشيخ زايد الكبير في إثراء الجانب الخيري في المجتمع، وتقديم خدمة عالية المستوى في إطار العمل الجماعي الذي يبرز فيه دور العديد من المتطوعين والمنظمين الذين يشرفون على عملية إفطار الصائمين بشكل يومي. خيم رمضانية حول مشروع «إفطار صائم»، الذي يقام سنوياً بجامع الشيخ زايد الكبير عن روح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بين سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، طوال أيام شهر رمضان المبارك يقول مدير إدارة التواصل الحضاري والأنشطة الثقافية بالإنابة لمركز جامع الشيخ زايد الكبير عبدالعزيز المعمري: يستقبل جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة والذي يحظى برعاية ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، يومياً من 21 إلى 24 ألف صائم ضمن مشروع «إفطار صائم» الذي تحرص عليه إدارة مركز الجامع منذ سنوات خلال أيام شهر رمضان الفضيل في الخيم المكيفة التي تم تجهيزها بشكل جيد، والتي تم نصبها في ساحات الجامع، وهي تسع الأعداد الكبيرة التي تتوافد قبل صلاة المغرب، وتأخذ أماكنها في أريحية تامة، بفضل الجهود المبذولة من أجل تذليل كل الصعوبات أمام زوار جامع الشيخ زايد الكبير في هذه الأيام المباركة، ويلفت المعمري إلى أن الجامع استقبل العام الماضي أعداداً كبيرة جداً، وخلال الأسبوع الأول من هذا العام استقبل نحو 170 ألف صائم في ظل وجود العديد من اللجان التي تم تأليفها بالجامع والتي تشمل عدداً من الموظفين والمتطوعين الذين فضلوا عن طواعية القيام بمهمة خدمة الصائمين ومتابعة عمليات الاستعداد داخل الخيم التي تم تخصيص جانب منها للنساء والعائلات. ويبين المعمري أن العديد من الجهات الحكومية داخل الدولة تقوم بتنظيم سير العمل داخل أورقة جامع الشيخ زايد الكبير، ومنها مديرية التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية ممثلة في قيادة شرطة أبوظبي، ومديرية المرور والدوريات وإدارة الطوارئ والسلامة العامة، والمهام الخاصة والدفاع المدني والشرطة النسائية، فضلاً عن دائرة النقل في أبوظبي وهيئة الهلال الأحمر، ونادي ضباط القوات المسلحة، ومركز إدارة النفايات في أبوظبي. رعاية صحية وبالنسبة للرعاية الصحية للمصلين والوافدين على جامع الشيخ زايد الكبير طوال شهر رمضان المبارك يذكر عبدالعزيز المعمري، أن شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» تقدم رعاية طبية متميزة للزائرين طوال شهر رمضان المبارك وذلك من منطلق المسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن مبادراتها الدائمة التي تهدف بشكل مباشر إلى خدمة أفراد المجتمع، ومن ثم الاعتناء بصحتهم، وذلك في إطار تقديم رعاية صحية وإسعافية بصورة عاجلة للمصلين الذين يحتاجون لمثل هذه العناية، فضلاً عن مساعدة ذوي الأمراض المزمنة وفئة المسنين. أصوات خاشعة ويتابع مدير إدارة التواصل الحضاري والأنشطة الثقافية بالإنابة لمركز جامع الشيخ زايد الكبير عبد العزيز المعمري: من الواضح أن زوار جامع الشيخ زايد الكبير يستثمرون هذا الشهر الفضيل بشكل بديع، فالعديد من الذين يشملهم مشروع «إفطار صائم» ينتظرون إلى صلاتي العشاء والتراويح للاستمتاع بالأصوات الخاشعة لمشاهير قراء القرآن الكريم في العالم العربي إذ استقبل الجامع في الأسبوع الأول من شهر رمضان نحو 70 ألف مصلى أدوا الصلاة خلف القارئ فارس عباد، إضافة إلى أن الأعداد تزايدت في هاتين الصلاتين أيضاً أول أمس في حضور القارئ صاحب الصوت الندي مشاري راشد العفاسي الذي سيؤم المصلين حتى الخامس عشر من رمضان الجاري. ومن بين الذين حرصوا على الحضور مبكراً إلى الخيم الرمضانية التي نصبت في ساحات جامع الشيخ زايد الكبير، وليد يوسف (28 عاماً)، ويذكر أنه اعتاد على تناول طعام الإفطار في الجامع منذ العام الماضي حيث كان يحضر مع مجموعة من أصدقائه بهدف التلاحم مع الجموع الغفيرة التي تتوافد يومياً على الجامع وتتخذ أماكنها بين الخيام وفي الساحات ويلفت إلى أنه سجل حضوراً كبيراً العام الماضي، إذ إنه تناول طعام الإفطار في معظم أيام شهر رمضان في هذه الخيام، لكنه في هذا العام كان يحضر على فترات بسبب عمله في وظيفة جديدة تتطلب منه العمل في بعض الأحيان ليلاً، ويرى وليد أن الجامع بزخارفه الفنية العالية ونقوشه التي تثير الفضول يجعل الزائر في حالة انبهار مستمرة، ويقول: عن نفسي لم أملأ عيني بعد من عمارة جامع الشيخ زايد الكبير الإسلامية التي تجمع بين الماضي والمعاصرة لذا أحرص دائماً حتى في الأيام العادية على زيارة الجامع من أجل الاستمتاع برؤية هذا الصرح الإسلامي الرائع. روح الجماعة أما إبراهيم الحسيني (34 عاماًِ)، فيبين أن هذه هي الزيارة الأولى له لجامع الشيخ زايد الكبير، ولم يكن يتصور أن عينه سترى كل هذا الجمال الآسر والبناء الضخم، ويقول: استقللت أحد الباصات العامة المتجهة إلى الجامع وقررت أن أتناول طعام الإفطار هناك، إذ إنني سمعت كثيراً من أصدقائي عن الجامع وما يحوي من بناء إسلامي رفيع ولا أخفي أنني حين دخلت إلى باحته وتأملت مآذنه وتعمقت في نقوشه وأبنيته أحسست أنني أعيش في أحد العصور الإسلامية السابقة والمزدهرة، فضلاً عن الإفطار بين جموع كبيرة من الصائمين جعلني أشعر بروح الجماعة. ويضيف: بعد تناول طعام الإفطار صليت المغرب وجلست في إحدى القاعات وظللت أقرأ القرآن حتى ارتفع أذان العشاء ومن ثم صليت مع الناس خلف القارئ مشاري راشد العفاسي الذي أحرص على الاستماع إلى القرآن الكريم يومياًِ بصوته ولا أخفي أنني من الذين يحبون العفاسي ويجدون في صوته راحة وسكينة. تنظيم رائع ووجبات جيدة أثنى محمد حسن (42 عاماً)، على التنظيم الرائع من قبل إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير ووجبة الإفطار المقدمة، ويوضح أنه لم يكن يتوقع أن يجد عدداً كبيرًا من الناس يعملون في وظائف مرموقة في داخل الخيام الرمضانية التي رصت فيها الوجبات بشكل جيد واحتوت على العناصر الغذائية كافة التي يحتاجها الصائم بعد عناء يوم طويل، إذ تصل عدد ساعات الصيام في هذا الشهر المبارك إلى 15 ساعة تقريباً. ويلفت إلى أنه يشعر بالراحة حين يأتي إلى جامع الشيخ زايد الكبير ويعد نفسه في رحلة استجمام خصوصاً حين يتجول بين أورقته ويشاهد الفنون الإسلامية المختلفة التي توزعت في كل ركن بصورة بديعة. أصغر صائم قبل ارتفاع أذان المغرب جلس الطفل أحمد حسين البالغ من العمر 8 سنوات إلى جوار أبيه، وبين جموع الصائمين في إحدى الخيام، وحين بدأ الجميع في تناول طعام الإفطار رفض أن يساعده أحد في فتح علبة اللبن، ومن ثم تناول إفطاره كاملاً، ويلفت إلى أنه منذ عام كان يصوم ساعات متقطعة من نهار رمضان، لكنه قرر في هذا العام أن يصوم ما استطاع من أيامه، ويشير إلى أنه ألح على والده في أن يذهب به إلى جامع الشيخ زايد الكبير من أجل تناول طعام الإفطار، خصوصاً وأنه لم ير الجامع إلا عبر شاشة التلفزيون ويؤكد أنه أحب الجامع «الوسيع» على حد تعبيره ويتمنى أن يأتي به والده إليه ما استطاع ليصلى العشاء والتراويح مع الأطفال الذين كانوا موجودين بكثرة في هاتين الصلاتين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©