الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنسان المنهمك في الدنيا يغفل قلبه عن ذكر الموت

21 يوليو 2013 22:38
أحمد شعبان (القاهرة) - الإنسان المنهمك في الدنيا المكب على شهواتها وملذاتها يغفل قلبه عن ذكر الموت فلا يذكره وإن ذكره كرهه ونفر منه قال تعالى: «قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون»، «سورة الجمعة: الآية 8». الاستعداد للموت ويقول أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الدكتور أحمد الشاعر وردت آيات كثيرة تتحدث عن الموت وأهمية الاستعداد له قال تعالى: «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة»، «سورة النساء: الآية 78»، وقال تعالى: «كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون»، «سورة الأنبياء: الآية 35»، وأما الإنسان الذي يعرف ربه ويذكره دائماً، فإنه يذكر الموت أخذا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت»، وجاء في حديث ابن عمر أنه قال: جاء رجل من الأنصار فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ قال: «أحسنهم خلقا» قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعداداً أولئك الأكياس»، وقال بعض العلماء عن الموت: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والكسل في العبادة. تخفيف الذنوب وأضاف: والموت له سكرات وكربات تعتري كل مخلوق وقد يهونها الله تعالى على بعض عباده كالشهداء وقد تشدد هذه السكرات على بعض العباد تخفيفاً من الذنوب ورحمة وزيادة في الدرجات كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي مقدمتهم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فقد لقي من الموت شدة وهو أحب الخلق إلى الله تعالى جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: «لا إله إلا الله إن للموت سكرات» ثم نصب يده فجعل يقول: «اللهم في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده وحينما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم، جعل يتغشاه فقالت فاطمة: واكرباه يا أبتاه فقال لها صلى الله عليه وسلم: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم»، وكان كلما اغتسل عليه الصلاة والسلام وهم بالصلاة مع الناس يغمى عليه ثلاث مرات. سكرات وتشدد هذه السكرات على المذنب والعاصي قال تعالى: «ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق»، «سورة الأنفال: الآية 50»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد الفاجر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه معهم المسوح من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©