الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحسين» يقتل شهيداً في تربة حمراء بالعراق

21 يوليو 2013 22:37
القاهرة (الاتحاد) - تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن وفاة سبطه الحسين بن علي ريحانة أهل الجنة، فقال: «لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال، فأخرج تربة حمراء». بعد وفاة معاوية سنة ستين، ولي الخلافة ابنه يزيد فلم يكن له هم إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة له، فكتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يأمره بأخذ البيعة من هؤلاء النفر وعلى رأسهم الحسين، وبلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه إلى البيعة، أنهم لا يريدون إلا عليا وأولاده، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. حقيقة البيعة أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة، فلما وصل مسلم الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين، فبايعوه على بيعة الحسين، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة، ليمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين، فدخل الكوفة. وخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله وحاصر قصره بأربعة آلاف، فقام عبيد الله وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه، وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده، فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له، وقال في رسالته، ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي. وخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم، وهذا ابن عمر يقول للحسين إني محدثك حديثاً، إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة منه، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع، فاعتنقه وبكى وقال، استودعك الله من قتيل. حديث عمرة وكتبت إليه إحدى النساء وتسمى «عمرة» تقول: حدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقتل الحسين بأرض بابل»، فلما قرأ كتابها قال، فلا بد إذا من مصرعي، وخرج بمن معه متوجها إلى العراق وفي الطريق لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً، وأثناء سير الحسين إلى العراق بلغه خبر مقتل ابن عمه مسلم، فأثناه ذلك واعتزم العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم قالوا والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل، فقال لا خير في الحياة بعدكم. وروى ابن جرير، فانطلق الحسين يسير بطريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث، أن يسيروه إلى أمير المؤمنين «يزيد» فيضع يده في يده، أو أن ينصرف من حيث جاء، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله، فقالوا لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد، فلما سمع الحر بن يزيد ذلك «وهو أحد قادة ابن زياد» قال ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم، والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حل لكم أن تردوه، فأبوا إلا على حكم ابن زياد، فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه جاء ليقاتلهم، فلما دنا قلب ترسه وسلم عليهم، ثم كر على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، ثم قتل. وكانت المعركة غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة، وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه، حتى قام الخبيث شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً رضي الله عنه في كربلاء العراق عام 60 هـ، ويقال إن شمر هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي. قال ابن تيمية، إن يزيد لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع، وأكرم بيته حتى ردهم إلى بلادهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©