الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو هريرة.. روى «5374» حديثاً

2 فبراير 2017 22:23
أحمد مراد (القاهرة) لازم النبي فترة من الزمن، وتعلم منه، وروى عنه الآلاف من الأحاديث، وكان صلى الله عليه وسلم يوجهه كثيراً، قال له: «يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس»، وكان أكثر الصحابة رواية من حيث عدد الأحاديث. هو الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، نشأ في اليمن يتيماً، وأسلم في السنة السابعة من الهجرة على أيدي الطفيل بن عمرو الدوسي، وفي نفس العام هاجر إلى المدينة المنورة، وكان عمره 28 عاماً، وقيل إنه سمي «أبو هريرة» لأنه وجد هرة برية، فأخذها في كُمه، وقيل إنه كان يرعى غنماً لأهله، فكانت له هُريرة يلعب بها، فكناه أهله بها. عند وصوله إلى المدينة المنورة، لزم المسجد النبوي ضمن أهل الصفة الذين لم يكن لهم مأوى ولا أهل، وأمضى أربعة أعوام في معية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث انقطع فيها عن الدنيا ليلازمه، يدور معه في بيوته ويخدمه ويغزو ويحج معه، وكان للنبي الأثر الأكبر في حياته، وخلال هذه الأعوام حصّل من العلم عن الرسول ما لم يحصله أحد من الصحابة جميعاً، حتى أصبح أعلم الناس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان السابقون من الصحابة يسألونه عن الحديث. تمكن أبو هريرة من استيعاب قدر كبير من أحاديث النبي وأفعاله، وساعده على ذلك قُدرته الكبيرة على الحفظ، وكان يسأل النبي عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فضلاً عن أن النبي أوكل له بعض الأعمال كحفظ أموال الزكاة، كما بعثه مؤذناً مع العلاء بن الحضرمي حين بعث النبي العلاء والياً على البحرين. ذكر الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء» أن أحاديث أبي هريرة بلغت 5374 حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على 326 حديثاً منها، وانفرد البخاري بـ 93 حديثاً، ومسلم بـ 98 حديثاً، كما أحصى له المحقق شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد 3870 حديثاً، وقد جمع أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري في القرن الثالث الهجري مسند أبي هريرة، وتوجد نسخة منه محفوظة في مكتبة كوبريللي بتركيا، كما جمع الطبراني مسنداً لأبي هريرة في مصنف. شهد معاصروه على سعة الحفظ لديه، بينما ذكر أبو هريرة أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان أحفظ منه، نظراً لتدوين عبدالله لما كان يحفظه من أحاديث، بينما لم يكن أبو هريرة يكتب، كما حفظ أبو هريرة القرآن، وقرأه على أبيّ بن كعب. شارك أبو هريرة في عهد أبي بكر الصديق في حروب الردة، كما شارك في الفتح الإسلامي لبلاد فارس في عهد عمر بن الخطاب، وعينه عمر والياً على البحرين، كما تولى إمارة المدينة من سنة 40 ه حتى سنة 41 ه، وبعدها لزم المدينة يعلم الناس الحديث النبوي، ويفتيهم في أمور دينهم، ولسعة حفظ أبي هريرة، التف حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث الذين قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا الثماني مئة ممن رووا عن أبي هريرة. واختلفت الروايات في تحديد تاريخ وفاة أبي هريرة، فقيل سنة 57 ه، وقيل 58 ه. أوصى أبو هريرة حين حضره الموت، فقال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، لا تضربوا عليّ فسطاطاً، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي، كما كانت له قبل وفاته دار في ذي الحليفة، تصدق بها على مواليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©