تراجع النفط أمس مقلصاً بعض مكاسبه في الجلسة السابقة مع صعود الدولار وانتظار التجار إعلان نتائج بنوك استثمارية في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم لتبين علامات على قوة الاقتصاد في المستهلك الرئيسي للنفط في العالم. في الوقت الذي دعا فيه وزير النفط السعودي علي النعيمي منتجي النفط إلى التزام تأمين الإمدادات اللازمة للأسواق، وأكد مجدداً أن سعر برميل الخام بين سبعين وثمانين دولاراً هو سعر عادل.
وانخفض الخام الأميركي الخفيف 30 سنتاً إلى 82,78 دولار للبرميل بعد أن صعد 2,25% أمس الأول في أكبر مكسب من نوعه خلال أسبوعين. وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت للشحنات تسليم ديسمبر 48 سنتاً إلى 83,89 دولار للبرميل.وتراجع متوسط أسعار سلة خامات “أوبك” إلى 79,3 دولار للبرميل يوم الاثنين من 79,86 دولار يوم الجمعة.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية أخرى 0,5%، بعد أن قال تيموثي جايتنر وزير الخزانة الأميركي إن واشنطن لن تشارك في التنافس على خفض قيمة العملات.
وفي الرياض، قال وزير النفط السعودي إن على منتجي النفط الالتزام بتأمين الامدادات اللازمة للأسواق وأكد مجدداً أن سعر برميل الخام بين سبعين وثمانين دولاراً هو سعر عادل.وقال النعيمي بحسب تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية ان دول منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك” :”ترى في سعر يتراوح بين سبعين إلى ثمانين دولاراً للبرميل سعراً عادلاً”، مؤكداً أن “السعر لم يعد في أيدي المنتجين وإنما يخضع لآلية السوق”. وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لـ”أوبك” عبد الله البدري بعد افتتاح ندوة للطاقة في الرياض، “نأمل من المنتجين سواء كانوا دولاً أو شركات، العمل سوياً من أجل جعل العرض من النفط متوافراً في السوق”. وأشار إلى أن “أوبك”، وفي خضم تداعيات الأزمة المالية العالمية “حاولت القيام بادخال التوازن المطلوب”.
الى ذلك، ذكر النعيمي بأن السعودية، صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم والمنتج الأكبر للنفط في “أوبك”، تتمتع بقدرة انتاجية حالياً تصل إلى حوالى 12 مليون برميل في اليوم، ولو أنها لا تنتج في الوقت الراهن إلا حوالى ثمانية ملايين برميل. وأضاف “لدينا احتياطي (من القدرة الانتاجية الفائضة) يقدر بنحو 4,5 مليون برميل وذلك جزء من سياسة المملكة الرامية إلى توفير قدرة احتياطية لمواجهة أي تقلبات سعرية في السوق النفطية مهما تعددت أسبابها”. وتوقع النعيمي أن يبقى الوقود الاحفوري “الوقود الحالي والمستقبلي خلال الأعوام الثلاثين المقبلة،” لكن “يتوجب علينا أن نجعل مصادر الطاقة صديقة للبيئة وهو أمر مرهون بتطويع التقنية”. وأكد أيضاً أن “الاحتياطيات موجودة بكثرة، بيد أن الأهم هو العمل من أجل جعل أي مصدر للطاقة متوافر للعالم اجمع خاصة وأن هناك حاجة مستمرة للمزيد من الطاقة”.
من جانبه، قال أمين عام “أوبك” إن لدى المنظمة نسبة التزام بحصص الإنتاج تبلغ في المتوسط 61%، في حين تبلغ لدى بعض الدول الأعضاء 90% والبعض الآخر 50%. وأكد البدري أن لدى المنظمة الدولية آليات محددة لدخول وخروج الأعضاء من عضويتها، غير “اننا لا نسعى حاليا لانضمام المزيد من الدول إلا في حال وجود رغبة منها بذلك”.
عدد اليوم
