21 يناير 2012
فاجأت مايكروسوفت منذ عام مضى قطاع التكنولوجيا بتحول استراتيجي جذري، حين أعلنت عن عزمها على تطوير جيل جديد من البرمجيات التي لا تعتمد حصرياً على شريكها لثلاثين عاماً هو شركة إنتل.
وبعد مرور عام، لا يزال من غير الواضح ما إن كان تحول عملاقة البرمجيات سيعمل بالفعل على تحسين وضعها المتأخر في أجهزة المحمول، أم أن ذلك التحول سيكون له تأثير سلبي كبير على إنتل، كما بدا في أول الأمر.
وفي الاثنين 9 يناير كشف ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت في معرض إلكترونيات المستهلك في لاس فيجاس عن خطط الشركة للبرمجية الجديدة المسماة ويندوز 8. غير أن بالمر لم يوضح أي خصائص جديدة ولم يعرض تفاصيل عن مدى التقدم الذي تم في تطوير البرمجية الجديدة.
ولا تتوقع أوساط صناعة التكنولوجيا أن تتوفر ويندوز 8 في صورتها النهائية حتى النصف الثاني من هذا العام. غير أن هناك جدلاً دائراً بالفعل عن نتائج نظام التشغيل الجديد المرتبط بهذه البرمجية والذي يشمل جهازاً يعمل باللمس من المتوقع أن يساعد مايكروسوفت على منافسة آبل، وغيرها في سوق الأجهزة اللوحية.
يتمثل أكبر تحول لنظام ويندوز 8 عن ماضي مايكروسوفت في أنه يعمل على رقائق شبيهة برقائق الهواتف المحمولة مرتكزة على تصاميم مرخصة من شركة آرم ARM هولدنجز وعلى رقائق إكس 86 التي تبيعها إنتل وأدفانست ميكرو ديفايسز لأجهزة الكمبيوتر.
وقال موردو رقائق آرم - مثل كوالكوم - إن ويندوز 8 سيدفع برقائقهم إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب) للمرة الأولى.
كما قالت إنتل إن البرمجية الجديدة ستساعد على تركيب رقائقها في العديد من أجهزة التابليت. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنتل بول أوتليني خلال أحد مؤتمرات المستثمرين في شهر نوفمبر الماضي: “نحن مبهورون بويندوز 8 وأعتقد أنه من أفضل ما حدث لشركتنا على الإطلاق”.
ناقش أوتليني هذا الموضوع في كلمته في معرض لاس فيجاس لإلكترونيات المستهلكين والذي استقبل نحو 150 ألف زائر.
إن أي تعديل في نسخة من نسخ ويندوز يترتب عليه تعديل في صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وكل نظام تشغيل جديد من مايكروسوفت يتطلب رقائق أقوى من صنع إنتل، ولذلك فإن أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم معالجات إنتل إكس 86 وتعمل على نظام ويندوز من مايكروسوفت، والتي يطلق عليها اسم وينتل (كلمة تجمع ويندوز وإنتل) تقتنص نصيب الأسد من أرباح هذا القطاع.
غير أن الإنفاق على أجهزة الكمبيوتر الشخصية تباطأ، حيث تتوقع شركة جارتنر البحثية أن تتقلص سوق أجهزة الكمبيوتر بنسبة 1% هذا العام إلى 233 مليار دولار، ولكنها توقعت أن تزيد مبيعات الأجهزة اللوحية (تابليت) بنسبة 53% من نحو 50 مليوناً.
كانت مايكروسوفت في وقت ما ذات نفوذ كبير على مطوري البرمجيات، ثم تغير الوضع وبدأت تتوارى حصتها السوقية حين انتشرت أجهزة آي فون وآي باد (من آبل) وأجهزة أخرى تعمل بنظام تشغيل أندرويد (من جوجل) لما تتميز به من تطبيقات محمول بسيطة عززت من شعبيتها.
وقررت ميكروسوفت أن تستخدم في أجهزتها ونظم تشغيلها رقائق مرتكزة على آرم ARM التي تتميـز بانخفاض استهلاكها للطاقـة وبالتالي تطيل عمر بطارية الأجهزة المحمولة.
وتعول مايكروسوفت على ويندوز 8 حسب فيل ماكني الذي كان لغاية شهر ديسمبر نائب رئيس مجموعة هيوليت باكار ومدير التكنولوجيا بها. غير أن ماكني أضاف: “ولكن ذلك يفرق بين أسرة وينتل التقليدية”.
يتوقع محللون وتنفيذيون في مجال التكنولوجيا أن تنجح ويندوز 8 فنياً، ولكنهم قالوا إن الأمر لم يتضح بعد ما إن كانت البرمجية ستساعد مايكروسوفت في سوق الأجهزة اللوحية (تابليت) التي واجهت فيها الأجهزة المستخدمة لأندرويد مصاعب في منافسة آي باد من أبل.
تتمثل أهم ميزات ويندوز 8 في أنه أشبه ما يكون ببرمجية كمبيوتر شخصي.
هذا فضلاً عن أن الخصائص الأمنية المصاحبة لويندوز يمكن أن تجتذب بعض مستخدمي الشركات الذين لا يميلون إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحية.
تشترك البرمجية مع أحدث برمجيات هواتف مايكروسوفت المحمولة ومنصاتها للألعاب الشهيرة المسماة إكس بوكس في أداة جديدة تعمل باللمس تسمى مترو تقوم مربعات صغيرة على شاشتها بعرض صور متحركة ونصوص ونقل معلومات بدون الاستعانة بتطبيق معين.
غير أن المتنافسين لم يستسلموا. إذ تقوم جوجل بتطوير نسخة حديثة من أندرويد طال انتظارها اسمها الرمزي آيس كريم ساندويتش.
ويعتبر طرح جوجل الجديد برنامجاً واحداً يستهدف كلاً من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية بخلاف نسخ أندرويد السابقة لتلك الأجهزة التي نشأت من رموز حاسوبية أساسية مختلفة.
وقال جين هسن هوانج رئيس تنفيذي نفيديا كورب: “تحل آيس كريم ساندويتش مشكلة كبيرة جداً”.
وتتوقع شركته التي تبيع رقائق مرتكزة على آرم أن تستخدم آيس كريم ساندويتش في أجهزة تعمل على برمجيات جوجل وويندوز 8 أيضاً.
كما أن إنتل تحمي منتجاتها، فرغم أنها تستخدم ويندوز 8 في أجهزة الكمبيوتر الشخصية واللوحية إلا أنها تستخدم برمجية جوجل الجديدة في الهواتف الذكية.
وبعد أن استبعدت من تلك السوق، تعكف تدريجياً على تعزيز كفاءة طاقة رقائقها لتنافس المنتجات المرتكزة على آرم.
كما انتهز اوتليني فرصة معرض إلكترونيات المستهلك في الإفصاح عن عملاء هواتف ذكية جدد.
عن «وول ستريت جورنال»
ترجمة عماد الدين زكي
عدد اليوم
