الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإرهاق الإصلاحي يهدد مسيرة الانتعاش الاقتصادي في اليابان

16 أغسطس 2006 00:38
اعداد - أيمن جمعة: حذر خبراء الاقتصاد من ان الانتعاش الاقتصادي الحالي في اليابان ربما يتسبب في انتشار ما يعرف باسم أعراض ''الارهاق الاصلاحي'' حيث يشعر الناس بقرب انتهاء المسيرة، وهو ما يخفض حماستهم، ويهدد بالتالي بتراجع وتيرة التغييرات الهيكلية الجوهرية المطلوبة· واعترف كاورو يوسانو وزير الاقتصاد والسياسات المالية الياباني مؤخرا، بهذه المشكلة قائلا إنه يشعر بالقلق من ان يتواكب خروج اليابان من فترة الضعف الطويلة، مع تزايد ردود الفعل الرافضة للاصلاح· وقال ''انا متفائل ازاء مستقبل الوضع الاقتصادي الياباني· فقد انتشلنا أنفسنا من الهوة التي تلت مرحلة الانكماش· والاقتصاد يسير الان الى طبيعته· ولكن مع توسع الاقتصاد فان هناك بوادر على اصابة الناس بأعراض الارهاق الاصلاحي، وهي الاعراض التي تنذر بأن الاصلاح ربما يفقد قوة زخمه·'' وتجيء هذه التحذيرات وسط هواجس بأن الخليفة المنتظر لرئيس الوزراء الحالي جونيتشيرو كويزومي والذي ستنتهي فترته في سبتمبر، قد لا يتمكن من اكمال مسيرة الاصلاحات التي أطلقها كويزومي· ويقول الخبراء إن كويزومي يتعرض لانتقادات حادة تركز أساسا على ان برامجه الاصلاحية تسببت في تراجع مستويات الدخل· ويقول يوسانو ''لا أشعر بارتياح ازاء مسار الحكومة بعد رحيل كويزومي، وهناك من يطالب بفترة هدوء للالتقاط الانفاس·'' بل ان تسونيو واتانابي رئيس تحرير جريدة يوميوري ألقى باللوم في كل نقاط الانتقادات الحالية في اليابان على السياسات الاصلاحية لكويزومي وطالب خليفته المنتظر بان يوقف كل هذه السياسات بمجرد توليه منصبه· ''القدرة التنافسية'' لكن تراجع عدد القوة العاملة في اليابان التي تتحول بشكل متزايد الى مجتمع من كبار السن، يفرض المضي بقوة في الاصلاحات الهيكلية للحفاظ على القدرة التنافسية لطوكيو على الساحة الدولية· ويقول خبراء الحكومة ''ما يتردد عن تراجع الدخل لا يبرر اطلاقا التراجع عن هذه الاصلاحات، العنصر الحاسم في سرعة الاصلاحات الهيكلية هو المنافسة مع العالم· وتهدئة هذه الاصلاحات بسبب عناصر داخلية سيجعل الدولة تتخلف عن ركب المنافسة العالمي·'' ويشير الخبراء الى انتاجية قطاع الخدمات المنخفضة على انها مجال رئيسي للاصلاح، ويشددون على ضرورة رفع هذه الانتاجية بالاصلاحات· وكان البنك المركزي الياباني قد أنهى قبل أسابيع سياسة ابقاء سعر الفائدة عند مستوى الصفر تقريبا وهو ما أثار مخاوف من ان النمو الاقتصادي قد يتعرض للخطر اذا تحرك البنك بسرعة أكثر من اللازم لتشديد السياسة النقدية· ويشير تيتسوفومي ياماكاوا المسؤول في ''جولدمان ساكس'' في طوكيو الى عنصرين رئيسيين يهددان الاقتصاد الياباني هما·· المبالغة في تشديد السياسة النقدية، وتراجع الاصلاحات الهيكلية· ويحذر الخبير الدولي ماديسون في مقال نشرته صحيفة ''فاينانشال تايمز'' من مخاطر عدم تحرك السلطات اليابانية بحسم لمواجهة التراجع عن مسيرة الاصلاحات· ويقول ''صحيح ان من حق اليابانيين تغيير توجهاتهم الاقتصادية لكنهم يخطئون تماما اذا اعتقدوا ان الانتعاش الحالي يعني انهم قد وصلوا الى بر الامان·'' ويقول ''مع تسارع السباق على خليفة كويزومي فان اليابان تشهد جدلا اخر لا يقل سخونة ويتعلق بالاصلاحات الاقتصادية· بعد فترة الانتعاش التي تشهدها اليابان منذ عام 2002 فان البعض لا يشعر بحرج الان في ان يتساءل عما اذا كانت هناك ضرورة لمزيد من الاصلاحات· للاسف فان تركيز هذه المناقشات ينصب على تهدئة وتيرة الاصلاحات لا على المضي قدما في تحرير القطاع الخاص· هذا ليس جيدا لان اليابان تحتاج الان لاعادة هيكلة في الشركات وقطاع المالية، أكثر من أي وقت مضى·'' ''العرض والطلب'' ويوضح ماديسون انه في غالبية الدول الاقتصادية المتقدمة عادة ما يكون اجمالي الطلب أعلى من اجمالي العرض وهو ما يؤدي لرفع الاسعار بشكل مستمر· ويمضي قائلا ''في مثل هذه الاوضاع يكون الحل هو الاصلاحات الهيكلية بما في ذلك اعادة توزيع الايدي العاملة ورؤوس الاموال من الشركات غير المنتجة الى تلك المنتجة والاكثر ربحية، ليرتفع العرض من السلع والخدمات الى مستوى الطلب وبالتالي تخف وطأة الضغوط التضخمية· ولذا فيبدو ان اليابان بحاجة الآن اكثر من أي وقت مضى لاصلاحات في مجال الانتاج· ولا يجب ان تسمح اليابان لمشاعر الثقة الاقتصادية بأن تغطي على هذه الحقيقة·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©