دبي- مصطفى عبد العظيم:
جددت شركة سيركو لخدمات الطيران عقد تقديم خدمات الملاحة الجوية في مطار ابوظبي الدولي حتى مارس من العام 2009 لتواصل بذلك مسيرة الشراكة بين الشركة وقطاع الطيران في دولة الإمارات بشكل عام ومطار ابوظبي ودائرة الطيران المدني في الإمارة والتي تمتد لأكثر من 40 عاماً·
وقال سيث ستيفنس المدير العام لشركة سيركو ان الشركة تستعد لتوسع شبكة أعمالها في الدولة لتواكب النمو المضطرد في صناعة الطيران بها وفي ظل ما تشهده من توسعات للمطارات الحالية وبناء مطارات جديدة وتزايد معدلات الحركة الجوية في الأجواء·
وأكد ستيفنس في لقاء خاص مع ''الاتحاد'' حضره مواطنان من موظفي الشركة يعملان في قسم المراقبة الجوية وهندسة المطارات، أن سيركو تعمل وفق منهج ثابت يرمي إلى تدريب وتأهيل الشباب المواطن لاقتحام مجال خدمات الطيران الذي يعد واحدا من أسرع القطاعات نموا في الدولة والمنطقة، لاسيما وان استراتيجية الشركة التي تنتشر في أكثر من 80 موقعاً حول العالم وتتعامل مع ستة ملايين حركة جوية في العام، تقوم على الاستعانة بكفاءات مواطنة من الدول والمناطق التي تتواجد بها بشكل تام، وهو الأمر الذي تسعي الشركة لتحقيقه في الإمارات على المدى البعيد والمتوسط·
وأوضح المدير العام لـ ''سيركو'' أن الشركة تولي مجال التدريب أهمية خاصة حيث تعمل على تخريج كفاءات مواطنة قادرة على استيعاب أنظمة الملاحة الجوية والتعامل معها بكفاءة عالية وفقاً للأنظمة العالمية، وهذا ما يؤكده النمو الكبير في أعداد الموظفين المواطنين لدي الشركة والذين يشكلون حاليا نحو 18% من إجمالي قوة العمل البالغة 253 موظفا، يعملون في مجالات حساسة مثل المراقبة الجوية وهندسة المطارات والأرصاد، لافتاً إلى ان مدراء الأقسام المهمة في الشركة أغلبهم مواطنون، مثل أقسام خدمات المراقبة الجوية وخدمات الطيران والخدمات الهندسية والتدريب وهم ممن يعملون في الشركة منذ أكثر من 15 سنة ونجحوا في اعتلاء هذه المواقع الريادية في الشركة·
وقال ان الشركة نجحت في تدريب أكثر من 55 مواطناً خلال السنوات الخمس الأخيرة في مختلف مجالات الملاحة الجوية، مشيرا الى ان الشركة لديها عدد كبير من المتدربين المواطنين يجري حاليا تأهيلهم للتخرج والالتحاق بالعمل في الشركة بعد مرورهم بمراحل التدريب المختلفة والتي قد تستغرق في بعض الأوقات 4 الى 5 سنوات والحصول على الرخصة المعترف بها عالمياً·
وأضاف ستيفنس ان ''سيركو'' تقوم بتقديم كافة خدمات الملاحة الجوية في مطارات الدولة بالتعاون مع دوائر الطيران المدني في كل إمارة منذ سنوات طويلة، مشيراً الى انه تم كذلك تجديد التعاقد مع مطار دبي الدولي لتقديم خدمات التحكم في الملاحة الجوية والهندسة الالكترونية وخدمات الأرصاد والعمليات الملاحية الفرعية·
من جانبه قال المهندس نايف جمعة المنصوري والذي يعمل مهندسا للإلكترونيات في مطار ابوظبي - الذي اجتاز مرحلة التدريب وتم تعيينه في سيركو - ان التعامل مع المعدات الحساسة التي ترشد الطائرات للإقلاع والهبوط ليس بالأمر السهل ويحتاج لمهارات عالية استطاع ان يكتسبها من خلال التدريب المتواصل والمكثف الذي تقدمه شركة سيركو لتخريج شباب مؤهل للتعامل مع هذه الأجهزة والمعدات وغيرها من أجهزة الطيران والملاحة والمطارات وصيانتها، مشيرا الى ان تخرجه من الجامعة وتخصصه في هندسة الالكترونيات كان عاملا أساسيا في احتواء صعوبة التعامل مع هذه الأنظمة·
وأكد المنصوري ان استراتيجية ''سيركو'' التدريبية تفتح الباب أمام الشباب المواطن الذي يبحث عن فرصة لدخول عالم الطيران والملاحة خاصة وان الدولة مقبلة على قفزة كبيرة في هذا المجال، داعيا الشركات الأجنبية الأخرى ان تحذو المنهج ذاته لرعاية الخريجين المواطنين وتأهيلهم للعمل في المجالات الحيوية والمطلوبة ولإثبات قدرة أبناء البلد على العمل في ادق المجالات وأصعبها·
ودعا الى ضرورة تكثيف الجهود الحكومية أيضا لتأهيل أعداد كبيرة من المواطنين للعمل في مجال الطيران والمطارات، لاسيما وان الدولة تنفق المليارات لبناء وتوسعة المطارات وشراء الطائرات·
وفي السياق ذاته يؤكد محمد طاهر اذي ليعمل ضابطا للحركة الجوية في مطار أبوظبي -ان مجال المراقبة الجوية يشهد خططا جديدة كل يوم وهو الأمر الذي يستلزم التدريب والمتابعة الدقيقة لهذا المجال خاصة عند العمل في مجال جوي محدود وبكثافة عالية من الحركة كما هو الحال في أجواء ابوظبي وبقية مطارات الدولة·
وقال ان إدارة الفضاء ليست بالمهمة السهلة لان القرارات فيها مصيرية وتتطلب يقظة تامة خاصة في التعامل مع قرارات تحديد الوقت والسرعة والبعد بين الطائرات وفي حالات الطوارئ وتنظيم الحركة بطريقة سلسة·
وأضاف: ''انه على الرغم من تلك الصعوبة نجح عدد كبير من المواطنين في اقتحام هذا المجال الحساس، حيث يعمل نحو 30 مواطنا في المراقبة الجوية 27 منهم مراقبون و3 في الإدارة العليا وهو الرقم الذي يشكل 41% من إجمالي الموظفين في القسم· في وقت يشكل فيه أيضا المهندسون المواطنون 18% من إجمالي قسم الهندسة و13% من قسم الأرصاد الجوية·
وأوضح طاهر ان برامج التدريب التي تمنحها شركة سيركو للعاملين فيها شجعت كثيرا من المواطنين لدخول هذا المجال الذي هو بحاجة الى مزيد من الكفاءات المواطنة بهدف استيعاب النمو الكبير المتوقع مستقبلا، لاسيما مع تزايد عدد شركات الطيران الوطنية وخاصة طيران الاتحاد التي تحتل الجزء الأكبر من الحركة الجوية في مطار ابوظبي، بالإضافة الى تزايد عدد شركات الطيران العالمية التي تصل الى المطار، والتعامل مع أحدث طرازات الطائرات والتي كان آخرها وصول طائرة ايرباص 380 حيث تمت إدارة عمليات هبوطها وإقلاعها من خلال كفاءات مواطنة رغم ان هذا الطراز يحتاج لتعامل مغاير، لما تسببه الطائرة كبيرة الحجم من موجات هوائية كثيفة خلفها وهو الأمر الذي قد يؤثر على الطائرات الأخرى اللاحقة، الى جانب ان حجم الطائرة ووزنها وسرعة التفافها مختلف كليا عن بقية الطائرات العادية·
عدد اليوم
