يكتشف معظم متتبعي الحميات الغذائية أو الذين يمارسون الرياضة بانتظام، أنه وبعد انقضاء شهر رمضان المبارك، يحدث فرق مهم في الوزن من خلال إنقاصه أو زيادته يتراوح بين (2 و5) كيلوجرامات بعد انقضاء عطلة الأعياد.
وتقول أخصائية التغذية لبنى قباني إن هذا الموضوع عادي جداً ومتوقع حصوله، وذلك لعدة أسباب أهمها: سوء التغذية أثناء الشهر الفضيل، نقص الماء في الجسم، عدم انتظام سير عملية الأيض، النوم غير المنتظم، وتناول الأطعمة السيئة أثناء فترة عيد الفطر السعيد.
عن موضوع الغذاء السليم بعد انتهاء فترة الصيام، تقول أخصائية التغذية لبنى قباني: «علينا بعد الإفطار الأخير في شهر رمضان المبارك الانتباه منذ اللحظة الأولى، وعدم اتباع الشراهة في الأكل، فذلك سيخرب على الجسم عملية حرق الدهون ويصعب بذلك استعادة الجسم قبل أسبوعين أو ثلاثة، ومن هنا تكمن أهمية الانتباه إلى أن الجسم الذي تعرض لساعات طويلة من نقص الماء والغذاء أصبح قادراً على استقبال الدهون بطريقة سريعة، ما يجعل الطعام في فترة عيد الفطر وأول أسبوع بعد انقضاء العيد مهما جداً وحساسا ليتسنى للجسم إعادة التأقلم مع الحياة اليومية للأشهر الـ 11 الباقية، ناهيك عن الناس المدمنين على القهوة الصباحية والسيجارة والنيسكافيه، وهو ما يجعل جسد الواحد منهم مطالباً بالكافيين والنيكوتين فيعطيه كمية تفوق المطلوب».
لتجنب زيادة الوزن
وتتابع: «كما أن محاولات تناول طعام صحّي خلال فترة عيد الفطر، تبوء بالفشل لأنّ الناس يميلون إلى إهمال صحّتهم والنظام الغذائي، مغتنمين فرصة تناول مختلف أنواع الأطعمة الدّسمة، ما يؤدّي إلى ??زيادة في الوزن تتراوح ما بين 1 و3 كلج والتي غالباً ما نحافظ عليها طيلة أيّام السنة على الرغم من الوعود الكثيرة التي نقطعها على أنفسنا بخسارتها.
وتشير التقديرات إلى أنّ الشخص العادي يأكل حوالي 7000 سعرة حراريّة في اليوم الأول من عيد الفطر وحده، ويحتاج إلى 780 دقيقة من الرياضة المكثّفة لحرق كلّ تلك السعرات الحراريّة.
فالوقوع في فخ تناول الطعام غير الصحّي هو إغراء غالباً ما يصعب كسره.
كما أن تناول ثلاث وجبات في اليوم الأول بعد شهر رمضان ليس بالأمر الضروري، بل ينبغي تناول الطعام بشكل صحي حتى انقضاء الأسبوع الأول ما بعد العيد.
فتناول الطعام الصحّي لا يعني بالضرورة عدم الاستمتاع بمأكولات موسم العيد، لكن يُفضّل تنويع الأطعمة، مع الاستمرار في توخّي الحذر والاستعداد مسبقاً للاحتفالات».
نظام غذائي صحّي
وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد على تحقيق توازن بين الحفاظ على نظام غذائي صحّي والاستمتاع بملذّات مأكولات موسم الأعياد، فمن خلال تنفيذ بعض النصائح البسيطة يمكن المحافظة على صحّة جيّدة خلال هذا الموسم واعتماد بعض الإجراءات وهي:
- تجنب تناول الطعام بشراهة وسرعة ومضغه جيداً.
- إبقاء الشوكولا والمقرمشات والحلويات والأطعمة الدسمة التي تحبها خارج المنزل لتفادي الإغراءات ولو لفترة أسبوع.
- الاستعاضة بتناول الكثير من الفواكه والخضراوات، لأنّها منخفضة السعرات الحراريّة ومليئة بالفيتامينات والمعادن.
- تجنّب تناول الأفوكادو، لأنّها غنيّة بالدهون، فحبّة واحدة منها تحتوي على ما يعادل 8 ملاعق من الزيت.
- عدم الذهاب إلى الحفلات أو الزيارات دون تناول وجبة خفيفة صحيّة كالخضراوات النيئة، أو حتّى قطعة من الفاكهة للحدّ من الشهيّة قبل مغادرة المنزل، لتجنّب الغوص في تناول الوجبات الدهنيّة، المالحة أو السكريّة.
- عدم تناول الوجبات واتباعها مباشرة بالحلويات والمشروبات، والتأني لسير عملية الهضم والأيض بنجاح.
- عدم قبول كلّ ما يقدّم من الطعام والشراب، ورفضه بكلّ بساطة.
- عدم الشعور بإلزاميّة إنهاء طبق الطعام، بل التوقّف عن الأكل عند الشعور بالشبع.
- تناول المشروبات باعتدال، فالمشروبات الغازية مثلاً تحتوي على الكثير من السعرات الحراريّة، أمّا باقي المشروبات فيمكن أن تكون غنيّة بالسعرات الحراريّة والسكّر أيضاً.
والاستعاضة عن ذلك تكون بتناول المشروبات قليلة السعرات الحراريّة مثل العصائر.
- عدم تناول الأطعمة السكريّة، لأنّها تغري بتناول المزيد منها رغم الشعور بالشبع.
- تقديم الأطباق في فترة العيد مع أكوام من الخضراوات للتمكّن من تناول وجبة متوازنة، ما يساعد على تأمين كميّة الفيتامينات والمعادن الضروريّة للجسم.
- عدم تحويل موسم العيد مع العائلة والأصدقاء إلى وقت لتناول الطعام وزيادة الوزن، بل التركيز على التوازن الصحّي بين الغذاء والنشاط البدني، والمرح.
- وضع خطّة واضحة لممارسة الرياضة بانتظام.
فتخصيص القليل من الوقت خلال موسم العطلات لممارسة الرياضة وحرق السعرات الحراريّة الزائدة المستهلكة هو عمل ضروري ومهمّ خلال هذه الفترة.
- المحافظة على توازن صحّي عند تناول الطعام من خلال تنويع الأطعمة وبخاصّة الفواكه والخضراوات.
- عند قلي البطاطا، حاول تقطيعها إلى قطع كبيرة فذلك يساعد على امتصاص كميّة أقلّ من الدهون.
- صنع بعض المأكولات أو الحلويات في المنزل بدلاً من استخدام الجاهزة، إذ إنّها غالباً ما تكون غنيّة بالسعرات الحرارية.
عدد اليوم
