قتل مسلحون متمردون 4 أشخاص على الأقل قبل أن يفجروا أنفسهم أو قتلهم بأيدي قوات الأمن أمس، أثناء محاولتهم السيطرة على برلمان الشيشان في هجوم انتحاري جريء أبرز اخفاق روسيا في قمع التمرد بالمنطقة الجنوبية المضطربة. في حين أصدرت موسكو مذكرة توقيف دولية جديدة بحق زعيم المتمردين الاستقلاليين الشيشان أحمد زاكييف المقيم في لندن، بحسب ما أفاد مكتب الادعاء العام الروسي مباشرة عقب الهجوم الدامي أمس. واقتحم 3 متمردين مقر البرلمان في العاصمة الشيشانية جروزني الساعة 0845 بالتوقيت المحلي (0445 بتوقيت جرينتش) مع وصول النواب وشنوا الهجوم الذي استمر حتى اقتحمت قوات الحكومة المبنى. وأفاد مصدر من رويترز تحدث إلى شاهد في مبنى البرلمان، أن متمرداً فجر نفسه وأطلق متمردان آخران النار عشوائياً وأخذا يكبران.
واختبأ المهاجمان الآخران في الدور الأرضي من المبنى ثم فجرا نفسيهما عند اقتحام قوات موالية لرمضان قادروف زعيم الشيشان المقر. وقال قادروف في تصريح مقتضب “نفذت عملية خاصة للقضاء على المتمردين”. وأضاف أنه أطلق سراح كل النواب وغيرهم ممن كانوا في المبنى. وكانت لجنة التحقيقات الاتحادية الروسية قالت في وقت سابق إن 4 مهاجمين قتلوا. وذكرت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء أن المهاجمين احتجزوا عدداً من الرهائن لكن لم يتسن التأكد من هذا الأمر. وأصيب 17 شخصاً على الأقل في الهجوم وهو من أجرأ الهجمات التي تشهدها جروزني منذ سنوات.
وذكرت السلطات المحلية وشهود أن مجموعة من 4 متمردين هاجمت مقر البرلمان الشيشاني في جروزني، بينما أعلنت وزارة الداخلية أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 شرطيين مكلفين أمن المبنى إضافة إلى موظف في البرلمان. ونقلت انترفاكس عن الرئيس الشيشاني قوله “إن عملية تصفية المهاجمين وتحرير النواب والموظفين استغرقت ما بين 15 و20 دقيقة”. وأضاف أن “جميع النواب أحياء وتم اخلاؤهم من موقع البرلمان وهم في أمان”.
وتباحث قديروف صباح أمس مع رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين الذي كان شن في 1999 الحرب الثانية في الشيشان. كما تحدث ميدفيديف مع قادروف عبر الهاتف بشأن الهجوم في لفتة لدعم زعيم الشيشان. وأعطت لجنة التحقيقات في النيابة العامة رواية مختلفة قليلاً، قائلة في بيان إن حصيلة الهجوم هي 3 قتلى (شرطيان ومدني) و17 جريحاً. وبحسب هذا المصدر فقد هاجم 3 انتحاريين فجروا أنفسهم، البرلمان. وأضافت اللجنة “دخل 3 مقاتلين مجمع جروزني الحكومي وفجر أحدهم نفسه عند مدخل البرلمان. ودخل الباقيان المبنى وتحصناً بداخله... وخلال هجوم قوات الأمن فجرا نفسيهما”. وهنأ وزير الداخلية الروسي رشيد نور غالييف الموجود منذ أمس الأول في جروزني، قوى الأمن الشيشانية، بحسب وكالة “ايتار-تاس” الرسمية معتبراً أن “وزارة الداخلية الشيشانية تصرفت بشكل مهني”. وأكد ظليم ياخيخانوف المتحدث باسم رئيس البرلمان الذي كان موجوداً في المبنى عند وقوع الهجوم، أن “كافة الإرهابيين تمت تصفيتهم” مشيراً إلى أنه أحصى “4 أو 5” مقاتلين متمردين. وأضاف “سمعنا عند الصباح اطلاق نار في الساحة وأدركنا أن هناك محاولة لأخذنا رهائن. وصعدنا للاحتماء في الطابق الثالث حيث بقينا حتى نهاية العملية”.وهذه العملية للتمرد الذي يدمي منطقة القوقاز ولم تتمكن موسكو من إنهائه منذ أكثر من 15 عاماً، هي الأهم في الشيشان منذ هجوم كبير نهاية أغسطس الماضي على القرية التي ولد فيها الرئيس الشيشاني. وكان الكرملين أعلن الانتصار في معركته مع الانفصاليين في الشيشان بعد حربين في الإقليم لقمع التمرد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991.
وأنفقت الحكومة الاتحادية الأموال على إعادة بناء جروزني التي دمرتها الحربان وتباهى قادروف بأن الشيشان أكثر هدوءاً من منطقتي داغستان والأنجوش المجاورتين.
«هلع» في الاتحاد الأوروبي وواشنطن تندد بالإعتداء
واشنطن، بروكسل (وكالات) - أكد الاتحاد الأوروبي أمس أنه أصيب بـ”الهلع” بسبب الهجوم “الإرهابي” الذي استهدف البرلمان الشيشاني في العاصمة جروزني وأوقع عدة قتلى وجرحى. وجاء في بيان صدر في بروكسل أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين أشتون شعرت بـ”الهلع بسبب الهجوم الذي استهدف مبنى البرلمان في جروزني، ولا يمكن أن تبرر أي ظروف استخدام العنف الإرهابي والهجمات الانتحارية”. وقالت أشتون “إننا نؤكد استعدادنا لدعم التعاون مع روسيا في الحرب ضد الإرهاب الدولي”. ومن جهة أخرى أدان رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك أيضاً الهجمات. وقال “لا يمكن قبول العنف والجريمة على الإطلاق تحت أي ظروف بوصفهما شكل من أشكال الاحتجاج”.
من جهتها، أدانت واشنطن أمس ما وصفته بـ”الهجوم الإرهابي” الذي استهدف البرلمان في الإقليم الذي عصفت به الحروب وأعمال العنف.
عدد اليوم
