محمود خليل (دبي)
أعماه ظنه وشكه، فارتكب عملاً اجرامياً كلفه 5 سنوات من حياته وافقده وظيفته التي كان يعيل منها عائلته المكونة من 6 افراد ينتظرون تحويله المالي كل شهر ليتمكنوا من مواصلة حياتهم دون عوز.
ما سبق هو عنوان فصول قضية شروع بالقتل ارتكبها حداد بناء من الجنسية البنغالية بحق مشرف العمال من ذات الجنسية، بعد أن ظن الاول ان مشرف العمال يقف حجر عثرة في طريق ترقيته وزيادة راتبه، فاوغل الحقد في صدره وقرر ان يتخلص منه، فبيت النية لقتله، وأحالت النيابة العامة بدبي القضية إلى المحكمة في وقت سابق.
تعود الحكاية حسب التفاصيل التي أوردتها النيابة العامة في لائحة الاتهام الى سنوات خلت واظب خلالها الجاني على المطالبة من اصحاب الشركة التي يعمل فيها على ترقيته وزيادة راتبه لكن كل محاولاته تلك كانت تذهب ادراج الرياح دون ان يفسر له احد سبب هذا التعنت من قبل اصحاب الشركة بالنظر اليه بانصاف وعدل وهو الموظف المجتهد الذي مضى على عمله معهم 7 سنوات قضاها بجميع ايامها دون ان يقدم على ارتكاب أية هفوة أو مخالفة كانت بسيطة أم كبيرة.
وبدأت الشكوك تساوره عن وجود شخص في العمل يكيد له لدى الشركة ما يؤخر ويمنع عليه الحصول على الترقية وزيادة الراتب التي يستحقها وحاول بشتى الطرق ان يعرف هذا الشخص الذي اختلقه خياله المريض لكنه لم يفلح حتى اللحظة التي تركزت كل ظنونه على مشرف العمال الذي ينحدر من ذات قريته.
لم يعرف أحد كيف تولدت الهواجس لدى الجاني بان مشرف العمال ( م.ا.ش) 32 سنة هو الذي يقف سدا منيعا بينه وبين حلمه بالترقية وزيادة راتبه، وتعاظم حسده وحقده عليه حينما علم انه يتقاضى راتبا يبلغ 2200 درهم أي ضعف ما يتقاضاه، فجن جنونه.
وبدأ الحقد والحسد يتعاليان في صدره، ولم يعتقد أحد للحظة ان هذا الحقد على مشرف العمال سيدفعه للتخطيط لقتله.. وتقول النيابة العامة في لائحة الاتهام التي كانت احالتها الى محكمة الجنايات بدبي العام الماضي ان حداد البناء اعد العدة لقتل المجني عليه وابتاع ساطورا كبيرا وترصده حتى خرج من الحمام وانهال عليه ضربا في انحاء متفرقة من جسده قاصدا قتله ولكنه لم يتمكن من اكمال مقصده الشرير بسبب هروب المجني عليه منه وامساكه من قبل العمال واسعاف المجني عليه. وروى مشرف العمال المجني عليه للمحكمة ما تعرض له على يد المدان قبل ان يتمكن من الهروب منه بعد عدة طعنات انغرست في انحاء من جسده والاختباء لدى احد العمال وضبط الجاني من قبل العمال حتى اللحظة التي حضرت الشرطة والاسعاف وتم نقله الى مستشفى راشد ليتم اجراء عدة عمليات جراحية عاجلة لانقاذه.
وتابع: ان الجاني حضر الى غرفته وشرع بالاستفسار عما اذا كانت الشركة ستعمد الى ترقيته وزيادة راتبه مبينا ان الجاني امتعض حينما ابلغه بانه ليس مشرفا عليه ولا يمكنه معرفة ما اذا كانت الشركة ستتخذ قرارا من هذا القبيل أم لا مبينا له بانه لو كان تحت اشرافه لتقدم بطلب لمديره كي يمنحه ترقية وعلاوة في راتبه.
وقال: بدا ان اجابتي لم ترق للجاني فغادر الغرفة على عجل لكنني وبعد 10 دقائق قابلته وانا في طريقي الى الحمام وحينما انهيت الاستحمام باغتني من الخلف وانا في طريقي الى غرفتي وشرع بتسديد ضربات طاعنة الى جسدي بواسطة الساطور الذي بيده فهرعت مسرعا فارا من أمامه وانا استنجد ببقية العمال الذين لم يتمكنوا من الاقتراب لمنعه من مواصلة تسديد ضرباته الطاعنة لي حيث كان يلوح بالساطور لهم وهو يصيح بانه سيقتل كل من سيمنعه من الاجهاز علي.
واضاف: «هنا تحاملت على نفسي ورغم غزارة نزف الدماء من انحاء عديدة من جسدي وشعوري بالهزال واسرعت الخطى وانا عار تماما بسبب سقوط الغطاء عن جسدي حتى تمكنت من الدخول الى غرفة احد العمال الذي سارع باغلاق بابها باحكام وعمد الى الاتصال بالشرطة والاسعاف الذين حضروا والقوا القبض على الجاني وتم نقلي الى مستشفى راشد حيث مكثت نحو 15 يوما حتى تماثلت للشفاء.
الهيئة القضائية في «جنايات دبي» وبعد مداولات وجلسات عديدة عقدتها واستمعت خلالها لشهود الاثبات ولرجال التحريات ومحصت في التقارير الفنية والادلة التي قدمتها النيابة العامة وتقارير المختبر الجنائي والطب الشرعي اصدرت حكمها بسجن الحداد لمدة 5 سنوات وابعاده عن الدولة بعد قضاء العقوبة.
عدد اليوم
