أوروجواي وباراجواي في نهائي «ربع المليار» الليلة

لغة الأرقام ومنطق الإحصاء لا يكذبان ولا يتجملان، ومحصلة المقارنة الرقمية تصب في مصلحة منتخب أوروجواي الملقب بـ”لا سيليستي” الذي يواجه منتخباً عنيداً، وهو منتخب باراجواي الشهير باسم “لا البريوخا” الذي يتسلح بالروح القتالية والرغبة في عدم التنازل عن فرصة تاريخية لا تتكرر كثيراً، لكي يعانق المجد، وقد أثبتت المقارنة الرقمية بينهما قبل النهائي المرتقب لكوبا أميركا تفوق أوروجواي تاريخاً وحاضراً. ومثلما قالت القيمة المالية للمنتخبات كلمتها في مونديال 2010 حينما توج المنتخب الإسباني الذي تبلغ القيمة المالية الإجمالية لنجومه 565 مليون يورو باللقب، فإن المنتخب الأوروجوياني مرشح قوي لقهر باراجواي إذا إخذنا في الاعتبار التناسب المنطقي بين المستويات الفنية والقيمة المالية. لا لنهائي المليار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم كانوا يترقبون أن يقول المنطق كلمته بوجود البرازيل والأرجنتين في نهائي كوبا أميركا 2011، ولكن كرة القدم هذه المرة لم تعترف بالتاريخ ولم تعبأ بالجغرافيا، فخرج الأرجنتين الذي كان يملك التفوق التاريخي باعتباره صاحب 14 لقباً في كوبا أميركا، وصاحب الأولوية الجغرافية باعتباره البلد المنظم للبطولة، كما خرجت البرازيل صاحبة المقام الرفيع في بطولات كأس العالم، ثم توالى إقصاء الكبار وعلى رأسهم تشيلي، وكولومبيا، ولم يتبق في السباق سوى باراجواي وأوروجواي. وفي حال كان السيناريو المنطقي الذي يقضي بوصول البرازيل والأرجنتين إلى المباراة النهائية قد اكتمل، فإنه كان يفترض أن تصل القيمة المالية لطرفي النهائي إلى حوالي مليار يورو، حيث تبلغ القيمة المالية لنجوم السامبا 515 مليون يورو، فيما تلامس قيمة نجوم التانجو ما يربو على الـ 400 مليون يورو، ولكن الواقع صعد بأوروجواي وباراجواي إلى المعترك النهائي للمنافسة على اللقب، وتبلغ قيمة نجوم أوروجواي 165 مليون يورو، فيما لا تتخطى القيمة المالية لنجوم باراجواي الـ 90 مليوناً، أي إنه نهائي الربع مليار يورو. مثلما تتناسب القيمة المالية للمنتخبات مع العطاء الفني، فإن هذا المنطق هو السائد على المستوى الفردي أيضاً، حيث نجح لويس سواريز في تقديم أفضل مستوياته، وأحرز 3 أهداف في النسخة الحالية لكوبا أميركا، وكان نجم ليفربول من أكثر العناصر تأثيراً في نتائج أوروجواي، وكان النجم الملقب بالمدفع قد انتقل شتاء العام الماضي من أياكس أمستردام الهولندي إلى ليفربول في صفقة بلغت قيمتها المالية 26.5 مليون يورو، ونجح سواريز في خطف الأضواء، وأثبت أنه صفقة رابحة للريدز، ثم عاد وتألق في كوبا أميركا ليبرهن على أن توهجه في مونديال 2010 لم يكن من قبيل المصادفة، ويستأثر سواريز بلقب اللاعب الأغلى في نهائي النسخة الحالية لكوبا أميركا. وعلى مقربة من سواريز يأت دييجو فورلان نجم أتلتيكو مدريد صاحب الـ21 مليون يورو، وعلى الرغم من فشله في التسجيل، إلا أنه يقدم مستويات مقنعة إلى حد بعيد، كما أنه نجح في البطولة الحالية في تصدر لائحة نجوم أوروجواي الأكثر مشاركة في المباريات برصيد 81 مباراة، في حين يتصدر كافاني المرتبة الثالثة، حيث بلغت قيمة صفقة انتقاله إلى نابولي 16 مليون يورو، ويشكل الثلاثي أحد أفضل الخطوط الهجومية ليس في البطولة فحسب بل في العالم بأسره. 12 مليون يورو لموسليرا يستمد منتخب أوروجواي قوته من تألق حارسه المتألق موسليرا الذي كان له الأيادي البيضاء في وصول منتخب بلاده إلى نهائي كوبا أميركا، والحصول على المركز الرابع في مونديال جنوب أفريقيا، وقبل عدة أيام تم الإعلان عن انتقال الحارس الكبير إلى جالطة سراي التركي مقابل 12 مليون يورو، وهو بذلك يعد أغلى حارس في تاريخ الانتقالات التركية، وخامس أغلى حارس مرمى في التاريخ. وبالانتقال إلى صفوف منتخب باراجواي يبرز اسم روكي سانتا كروز نجم مان سيتي الذي انتقل إلى صفوفه صيف 2009 مقابل 21 مليون يورو، وعلى الرغم من تعثره مع سيتي، إلا أنه يقدم مستويات جيدة مع منتخب بلاده، ونجح في النسخة الحالية في هز شباك منتخب السامبا، وهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 25 هدفاً، ولا يملك منتخب أوروجواي نجوماً من وزن كروز في ما يتعلق بقيمتهم المالية، وهناك أكثر من لاعب تدور قيمته السوقية كلاعب محترف حول 5 ملايين يورو، وعلى رأسهم لوكاس باريوس نجم بروسيا دورتموند الألماني، وهايدو فالديز مهاجم ايروكليس الإسباني. فجوة فنية وتاريخية يتمتع رفاق سواريز وفورلان وكافاني بقائمة من ألمع النجوم الذين ينشطون في القارة العجوز التي يعتبر التواجد بها أحد مقاييس الحكم على قوة المنتخبات، ويملك منتخب أوروجواي 22 لاعباً محترفاً في الخارج، ولاعب محلي واحد فقط، في حين يبلغ عدد العناصر المحترفة خارجياً في صفوف باراجواي 19 لاعباً، ولكن غالبيتهم في أميركا الجنوبية خاصة في الأرجنتين. كما يقول الحاضر إن “لا سيليتسي” هو رابع العالم وفقاً لنتائج مونديال 2010، في حين اكتفى باراجواي بالتأهل إلى ربع النهائي، وهو الإنجاز المونديالي الأبرز له. يملك منتخب أوروجواي سجلاً رائعاً على مستوى نتائج المونديال، وكوبا أميركا، فقد سبق له الفوز في أكثر من مناسبة بالبطولتين، حيث عانق لقب المونديال في مناسبتين، ويكفي أنه على أعتاب الانفراد بالرقم القياسي لأكثر المنتخبات تتويجاً باللقب القاري برصيد 15 لقباً، في حال تمكن من قهر باراجواي في النهائي المرتقب، كما أن سجله المونديالي حافل بالإنجازات، لعل أبرزها معانقة اللقب في مناسبتين، وانتزاع المركز الرابع 3 مرات، في حين كان الإنجاز المونديالي الأفضل في تاريخ باراجواي هو التأهل إلى ربع نهائي النسخة الماضية التي أقيمت في القارة السمراء بجنوب أفريقيا. المباراة في الحادية عشرة مساءً بتوقيت الإمارات بوينس آيرس (الاتحاد)- تبدأ المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية “كوبا أميركا”، باستاد “مونومنتال” في بوينس آيرس، في الساعة الحادية عشرة مساء اليوم بتوقيت الإمارات.