السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجْه ووكر وسياسات ترامب!

19 يوليو 2015 21:07
أصبح سكوت ووكر حاكم ولاية ويسكونسن، يوم الاثنين الماضي، رسمياً المرشح الجمهوري الخامس عشر في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ونشر ووكر مقطعاً مصوراً للحملة قال فيه إنه من المحافظين الذين يكافحون ويفوزون من أجل الشعب الأميركي. ثم أصدر إعلانه الرسمي من مدينة ميلووكي داعياً إلى «قيادة جديدة» و«أفكار جريئة كبيرة من خارج واشنطن». فهل سيُسمع صوت ووكر وسط ضجيج 14 مرشحاً آخرين وفي ظل هدير المرشح الجمهوري البارز دونالد ترامب الذي سرق الأضواء من منافسيه منذ إعلان ترشيحه في 16 يونيو؟ ولعل ترامب معروف لدى الجميع. لكن ووكر على الجانب الآخر مهذب ودمث ومتحفظ. فقد حل وهو مراهق محل أبيه ليلقي موعظة يوم الأحد، وكان يعد الهامبورجر في مطاعم مكادونالدز. وترك الدراسة الجامعية، وبرر ذلك لوالديه بالرغبة في تأمين مال كاف لشقيقه الأصغر. والديمقراطيون الذين عملوا معه سنوات أقروا بأنه رقيق الحاشية. وهنا ينتهي التناقض بين ووكر وترامب وتبدأ التشابهات. في حياته السياسية، حاول ووكر أن يصنع أميركا التي يقول ترامب إننا نحتاج إليها. وحاول فعل هذا أولاً باعتباره برلمانياً دعا إلى الشدة في تنفيذ أحكام القانون وخصخصة السجون وقوانين بطاقات هوية الناخبين. ثم باعتباره مسؤولا عن إدارة مقاطعة ميلووكي، فقلص الإنفاق على الساحات العامة ووسائل النقل العامة، وركز على تحسين نوعية الحياة في الضواحي بدلاً من مساعدة المقيمين في المدينة. وحين ترك منصبه كان في ميلووكي ثاني أعلى معدل من الفقر وسط السود في البلاد، وبلغ معدل البطالة بينهم أربع مرات نظيره وسط البيض. وانتخب حاكماً بفضل إقبال قاعدته الشعبية من البيض على التصويت. وأول إجراء اتخذه تمثل في توجيه ضربة إلى النقابات العامة وخفض الضرائب على الأنشطة الاقتصادية. ولا تحظى فكرة طرح بدائل السجون التي يتبناها بعض الجمهوريين بقبول في ويسكونسن التي توجد بها أكبر نسبة من الرجال السود خلف القضبان من بين كل الولايات. وكشف نشر لرسائل بالبريد الإلكتروني طالبت بها محكمة دانت مجموعة من معاوني ووكر بانتهاك قوانين الحملات الانتخابية، عن عنصرية تلقائية وكراهية للمثليين جنسياً. وأشارت رسالة إلى أنه يجب منح الكلاب حق الحصول على الإعانات الاجتماعية؛ لأنها «مختلطة اللون وبلا عمل وكسولة ولا تستطيع التحدث بالإنجليزية ولا تعرف بحال من الأحوال آباءها». وأعاد نائب كبير موظفي ووكر السابق، ويدعى كيلي ريندفليش، توجيه الرسالة وأضاف: «ظريف.. وصحيح جداً». والعام الماضي أرسلت نائبة مدير التمويل لووكر تغريدات أشارت فيها إلى «المهجنين» وتعهدت بـ«خنقهم». والاختلاف بين ترامب وووكر في كثير من القضايا ليس كبيراً، والأمر يتعلق فحسب بكيفية التعبير عنها. ويستهوي ترامب الجمهوريين شديدي المحافظة وأنصار حزب الشاي وكبار السن والناخبين البيض من سكان الضواحي، وهم الأشخاص الذين سيشاركون على الأرجح في المنافسات المبكرة من عملية الترشيح. وهؤلاء الناخبون يمثلون قاعدة التأييد لووكر أيضاً. وبعض المشاعر التي تلهم ترامب حركت ووكر، لكن حاكم ويسكونسن يعبر عنها بطريقته الخجولة وسياساته. وكان الديمقراطيون أصيبوا بصدمة في بداية الأمر بالطريقة شديدة المحافظة التي حكم بها ووكر بعد أن خاض حملة انتخابية غير صارخة في محافظته. لكنه تولى العمل وطبق عمليات خفض شديدة في الإنفاق دون زيادة في الضرائب ورفض تمويل برنامج ميديكآيد للرعاية الصحية ومال ناحية المصالح الاقتصادية بما في ذلك خطط مساعدة فريق «ميلووكي باكس» لكرة السلة في بناء ملعب جديد. وتنبع قوة ووكر في إعادة انتخابه في ولاية يهيمن عليها الديمقراطيون من جاذبيته لدى المحافظين المتشددين دون أن يبدوا كأشرار. وفي الآونة الأخيرة، اتبع ووكر نهجاً أكثر تشدداً في مجالات أخرى، وانتقد الحصول على الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين وأيد تعديلاً دستورياً يعيد قضية زواج المثليين إلى الولايات لتبت فيه. وأحدث استطلاع للرأي لصحيفة إيكونوميست ومؤسسة يوجوف وضع ترامب في مقدمة الجمهوريين بعد أن قفز تأييد الجمهوريين له إلى 49? هذا الشهر من 38? الشهر الماضي. وأرقام ترامب أكبر مرتين من أرقام ووكر في أحدث استطلاع للرأي لـ«فوكس». وأظهر ترامب مدى شوق الناس إلى أميركا القديمة، وسوف نرى إذا ما كان سيشبع هذه الرغبة في أول مناظرة أم سيشبعها ووكر. مارجريت كارلسون* * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©