الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عودة مفاجئة للحريري إلى بيروت بعد 3 سنوات بالمنفى الاختياري

عودة مفاجئة للحريري إلى بيروت بعد 3 سنوات بالمنفى الاختياري
9 أغسطس 2014 16:50
عاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري إلى بيروت بصورة مفاجئة فجر أمس، وللمرة الأولى بعد غياب استمر 3 أعوام في زيارة ينظر لها باعتبارها ترسيخاً لزعامته للطائفة السنية بعد توغل عنيف من مسلحين متطرفين قدموا من سوريا إلى شمال شرق البلاد. ووسط ترحيب لبناني واسع بهذه العودة المتزامنة مع وقت حساس في البلاد في ضوء تدهور الوضع الأمني واستمرار شغور منصب رئيس الجمهورية، بدأ الحريري نشاطه مباشرة بزيارة لم يعلن عنها إلى السراي الكبير مقر الحكومة حيث اجتمع مع رئيس الوزراء تمام سلام الذي تبلغ بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديم مليار دولار لتلبية الحاجات الملحة للجيش اللبناني وجميع القوى والأجهزة الأمنية بالبلاد. وتناولت مباحثات الحريري وسلام الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأمنية الأخيرة التي وقعت في بلدة عرسال ومحيطها بالبقاع الشرقي، إضافة إلى آلية صرف هذه الهبة التي وضعها العاهل السعودي في عهدة الحريري، واتفقا على استكمال البحث في الإجراءات التنفيذية ضمن الأطر القانونية اللازمة. كما انضم الحريري الذي زار قبر والده رفيق الحريري فور وصوله إلى لبنان، إلى اجتماع أمني في السراي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء. في الأثناء، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء أن سلام تلقى اتصالاً هاتفياً من العاهل السعودي، أكد فيه مجدداً دعمه للبنان وأمنه واستقراره وسيادته. وكان الحريري الذي يعد أكثر الساسة السنة نفوذاً في لبنان، يعيش في المنفى الاختياري بين فرنسا والسعودية منذ 2011، لأسباب أمنية بعد مغادرته البلاد إثر سقوط حكومته من خلال استقالة وزراء «حزب الله» وحلفائه. وتأتي عودته الحالية بعد إعلانه في جدة الأربعاء الماضي، أن السعودية قدمت مليار دولار للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى التي خاضت معارك عنيفة ضد «جهاديين» في عرسال الحدودية مع سوريا بالبقاع الشرقي، من أجل تعزيز إمكاناته «للحفاظ على أمن البلاد». واشتباكات عرسال بين مقاتلي «جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» من جهة، وقوات الجيش اللبناني من الجانب الآخر الأسبوع المنصرم، تعد الأخطر حيث أسفرت عن مقتل 17 عسكرياً لبنانياً وعشرات المسلحين والمدنيين قبل الاتفاق على هدنة بوساطة رجال الدين السلفيين. ولا زال المسلحون يحتجزون نحو 39 عسكرياً. وكتب الحريري في تغريدة على تويتر أمس، «إقامتي طويلة في لبنان والله يحفظ الجميع». وقال في تصريح صحفي «عودتي أتت بعد الهبة السعودية التي يجب أن نرى كيف ننفذها ونترجمها دعماً للجيش». وساهمت الحرب في سوريا في زيادة الاستقطاب الحاد أصلًا في لبنان بين أنصار الأسد والمناهضين له، وبين الشيعة والسنة بشكل خاص. ومساء، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أن الحريري ترأس اجتماعاً موسعاً ضم أعضاء كتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي لتيار المستقبل والمجلس التنفيذي في التيار. وقال القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش لفرانس برس «الحدث القائم في عرسال وتداعياته وخطورته على العيش المشترك دفع بالرئيس الحريري للعودة لإدارة الأمور». وأضاف أن «جزءاً من الطائفة السنية اندفع إلى التطرف كرد فعل على تطرف (حزب الله)»، مشيراً إلى أن الحريري «يعود من أجل تصويب الأمور». وعبر علوش عن اعتقاده أن «الأذى الأكبر» لما يحدث في سوريا هو «دخول التطرف في هذه الحرب، ما يشكل أكبر خدمة للأسد». وكان الحريري دعم الثورة السورية في بدايتها لكنه كان على الدوام يعارض المتطرفين الذين أصبحوا الآن الأقوى على مستوى المعارضة السورية. بدوره، قال أحمد فتفت النائب من تيار المستقبل إن الحريري «اختار الوقت المناسب وعودته ستعطي دفعاً إيجابياً في جو مظلم في لبنان». وأضاف أن «الحريري سيبحث ملفين: الأول هو الملف الأمني والإفراج عن الجنود وعناصر قوى الأمن المخطوفين وإعادة إعمار عرسال، والملف الثاني رئاسة الجمهورية» الشاغرة منذ مايو الماضي، مشيراً إلى أن «إقامته ستكون طويلة وسيشارك في انتخابات مفتٍ جديدٍ للجمهورية». من جهته، قال النائب في تيار المستقبل أيضاً جمال الجراح «وصلت النار السورية إلى لبنان وهو ما لا تستطيع البلاد تحمله»، مضيفاً أن الحريري «يجازف بالعودة رغم مخاطر الاغتيال». ومنذ مغادرته لبنان عام 2011، يتنقل الحريري بين باريس والرياض لأسباب أمنية بشكل خاص، بعد أن تعرض عدد كبير من السياسيين من قوى «14 مارس» المناهضة لـ«حزب الله» في لبنان للاغتيال بعيد مقتل والده عام 2005. وقالت لينا الخطيب مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط «هذه العودة يمكن أن تبدو كمحاولة لتوحيد الطائفة السنية حول المؤسسات اللبنانية وخصوصاً الجيش». وأضافت أن الحريري يريد أيضاً «أن يستعيد دوره المركزي أمام استحقاقي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية» حيث إن لبنان لا يزال بدون رئيس منذ أكثر من شهرين بعد فشل النواب في انتخابه. بالتوازي، قال مايكل يانج وهو معلق سياسي «على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، حدث فراغ داخل الطائفة السنية. وزادت خطورة هذا الوضع لأن هذه الطائفة بدأت تزداد تشدداً». وأضاف «ربما تكون عودته مسعى مع السعوديين لتأكيد قدراً ما من السيطرة على الطائفة السنية». وكانت أصوات سنية ارتفعت مؤخراً متهمة الجيش اللبناني بالانحياز إلى «حزب الله» الذي يقاتل في سوريا إلى جانب نظام الأسد. ويريد الحريري أن يؤكد أمام السنة أن الأولوية تبقى للدفاع عن المؤسسات الرسمية اللبنانية وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية، بمواجهة أي تهديد خارجي من أي جهة أتى. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©