الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني ينتشر في مناطق نفوذ «القاعدة»

9 أغسطس 2014 00:40
نشر الجيش اليمني أمس الجمعة قوات جديدة في مناطق وادي محافظة حضرموت (جنوب شرق)، حيث شن عناصر تنظيم القاعدة خلال اليومين الماضيين هجمات متوالية على أهداف عسكرية وأمنية خلفت 40 قتيلا بينهم 14 جنديا. وذكر موقع وزارة الدفاع أن قوات عسكرية تابعة للواء 135 مشاة وصلت صباح الجمعة إلى مدينة القطن (وسط) التي احتلها مقاتلو تنظيم القاعدة الخميس لساعات، قبل أن ينسحبوا منها إلى مزارع ومناطق صحراوية مجاورة. وتضمنت التعزيزات عربات ومدرعات وناقلات جند انتشرت في شوارع ومداخل المدينة، التي لا تبعد كثيرا من جهة الغرب عن مدينة سيئون ثاني كبرى مدن حضرموت ومركز قيادة المنطقة العسكرية الأولى. وأوضح أن وصول هذه القوات «يأتي في إطار تنفيذ الخطة الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار بوادي حضرموت المصادق عليها من قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وتنفيذ وإشراف قيادة المنطقة العسكرية الأولى»، التي أفشلت الخميس هجوما انتحاريا على معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة سيئون أوقع عشرة قتلى بينهم جنديان. وزار وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس، مبنى قيادة المنطقة العسكرية الأولى حيث التقى قائد المنطقة اللواء عبدالرحمن الحليلي وعدداً من قادة ألوية ووحدات المنطقة الأولى. وأشاد وزير الدفاع بـ«الانتصارات» التي حققها مقاتلو المنطقة العسكرية الأولى «ضد عناصر الإرهاب» التي قال إنها تكبدت «خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد»، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة «الاستمرار بنفس اليقظة والجاهزية والروح المعنوية العالية». وكثف تنظيم القاعدة هجماته في حضرموت ذات المساحة الشاسعة والمطلة على بحر العرب، بعد خسارته معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين مطلع مايو الماضي. وقال المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة في اليمن، عبدالرزاق الجمل، لـ«الاتحاد»، إن تزايد نشاط القاعدة في الشهور الماضية يشير إلى أن الحملة العسكرية الواسعة ضد معاقل التنظيم في محافظتي أبين وشبوة «لم تحقق أهدافها». وذكر الجمل أن تنظيم القاعدة يخوض حاليا حرب استنزاف ضد الجيش اليمني، تعكس تغيرا واضحا في الاستراتيجية القتالية للتنظيم بعد خسارته مناطق نفوذه في أبين وشبوة. وقال إن الاستراتيجية الجديدة للتنظيم تقوم على السيطرة المؤقتة على المدن والمناطق والتنقل من مكان لآخر بغرض تحقيق مكاسب أكبر بأقل خسائر، لافتا إلى أن القاعدة «انسحب من مدينة القطن بعد ساعات من السيطرة عليها بالكامل، كما انسحب من مدينة سيئون بعد أن سيطر عليها» أواخر مايو. واعتبر أن هذه الاستراتيجية «تمنح تنظيم القاعدة تفوقا على الجيش اليمني الذي يكلف انتشاره العسكري خزينة الدولة مبالغ طائلة». وأشار إلى أن غالبية أعضاء تنظيم القاعدة ينتمون إلى محافظة حضرموت، وهو ما يمنح التنظيم سببا آخر للتفوق على الجيش في صراعهما الحالي هناك. وأيد خطباء مساجد في اليمن خلال صلاة الجمعة أمس الحملة العسكرية الواسعة ضد تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية «سبأ». وشدد خطباء المساجد على ضرورة «استمرار محاربة ومجابهة الفكر والفعل الإرهابي الإجرامي المنحرف»، مطالبين جميع القوى السياسية والاجتماعية في البلاد بـ«مؤازرة ومساندة قوات الجيش في التصدي للعناصر الإرهابية ودك أوكارهم واجتثاث جذورهم». في هذه الأثناء، حذر تقرير بحثي صدر أمس الجمعة في صنعاء من «تراجع ملفت لخيارات السلام في اليمن مقابل ازدياد واضح لمؤشرات العنف وبوتيرة غير مسبوقة». ويعاني اليمن من أعمال عنف وانفلات أمني غير مسبوق منذ حركة التمرد الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عام 2011. وذكر التقرير الصادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث أن عملية انتقال السلطة في اليمن التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011، بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية «مهددة بالفشل بسبب فشل القائمين على الانتقال في اتخاذ إجراءات جدية تلبي مطالب التغيير» في الديمقراطية والدولة المدنية. وأشار إلى أن «الجماعات المسلحة تحقق توسعا على الأرض وتكسب نفوذا جديدا مع كل يوم تفشل فيه سلطات الانتقال في تحقيق مكاسب لمصلحة مشروع بناء الدولة». وزاد الرحيل الفوضوي للرئيس السابق بعد 33 عاما من السلطة من نفوذ الجماعات المسلحة خصوصا الجماعة الحوثية المتمردة في الشمال وامتدت سيطرتها في الشهور الماضية إلى مناطق متاخمة للعاصمة صنعاء. ولفت التقرير إلى «مخاوف كبيرة من مؤشرات احتمال سقوط وشيك للدولة اليمنية في حال نجحت محاولات بعض الجماعات المسلحة في إسقاط العاصمة صنعاء من خلال سيناريوهات متعددة ومختلفة»، مؤكدا مقتل أكثر من 3000 شخص، غالبيتهم من المسلحين وبينهم عشرات المدنيين، «في العمليات المسلحة التي نفذتها جماعات العنف ضد مؤسسات عسكرية ومدنية منذ اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل» أواخر يناير الفائت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©