الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأساطير يبدعون قبل العشرين وزيزو أمل المتأخرين!

الأساطير يبدعون قبل العشرين وزيزو أمل المتأخرين!
16 أكتوبر 2018 00:01

محمد حامد ( دبي)

أحرز بيليه 265 هدفاً قبل أن يبلغ 20 عاماً، وسجل مارادونا ما يقرب من 130 هدفاً، ليؤكد نضحه الكروي المبكر على الرغم من أنه كان في سن المراهقة، وانتزع النجم البرازيلي رونالدو لقب «الظاهرة» قبل أن يتجاوز 20 ربيعاً، فقد أبدع على مستوى منتخب السامبا، وكذلك مع الأندية التي لعب لها ليسجل ما يقرب من 100 هدف، قبل أن يدخل العقد الثالث من العمر، وفي العصر الحالي يتزعم البرازيلي نيمار، والفرنسي مبابي، بما يقدمه كل منهما مع منتخبيهما سواء البرازيلي أو الفرنسي، قائمة النجوم الذين يثبتون صحة النظرية التي تقول إن الأساطير يولدون قبل العشرين، وعلى الأرجح لا يوجد مكان للمتأخرين.
صحيح أن لوكا مودريتش، ومحمد صلاح، دخلا في قائمة النجوم الذين يتنافسون على لقب الأفضل في العالم، كما أن أنطوان جريزمان مرشح قوي للفوز بالكرة الذهبية للعام الحالي، ولم يكن للثلاثي حضور استثنائي قبل سن العشرين، إلا أنه على الرغم من ذلك لا يمكن اعتبارهم أساطير حالية، أو قادمة مقارنة بنجوم مثل بيليه، ومارادونا، ورونالدو البرازيلي، وكذلك رونالدو وميسي، وهما الأكثر تأثيراً في الكرة العالمية خلال العقد الماضي، بل إن هناك من يرى أن ميسي هو أسطورة كل العصور، وقد نجح ليو والدون في التعبير عن قدراتهما بصورة واضحة قبل أن يبلغ كل منهما 20 عاماً، لتتأكد القاعدة التي تقول: «الأسطورة لا تحتاج إلى كثير من الوقت من أجل إثبات الذات، وتقديم الدليل على أن المستقبل لها».
قد يكون زين الدين زيدان هو الاستثناء الوحيد من بين النجوم الذين اعتزلوا وهم يحملون لقب «لاعب أسطوري» على الرغم من أنه لم يكن معروفاً على الساحة العالمية قبل أن يبلغ 26 عاماً، وهي حالة لم تحدث في تاريخ كرة القدم سابقاً، ولم تحدث بعد أن فعلها زيزو، صحيح أن لوكا توني، وديديه دروجبا، وميروسلاف كلوزه، واجهوا بعض الصعوبات في بدايات مسيرتهم الكروية، ثم انطلقوا في سن كبيرة نسبياً، إلا أنهم في النهاية على الرغم من مسيرتهم الكروية الرائعة، لا يقتربون من مكانة زيدان الأسطورية.

بيليه
لم يكن الأمر سهلاً في خمسينيات القرن الماضي، حيث لا يوجد الإعلام القوي، كما أنه لم يكن يلعب لأحد أندية أو منتخبات أوروبا، إلا أن بيليه فرض اسمه على الساحة العالمية قبل مونديال 1958، وفي المونديال المشار إليه صنع مجداً كبيراً وهو لم يتجاوز 17 عاماً، فقد سجل هدف الفوز على ويلز، وهاتريك في فرنسا، وهدفاً من بين الأشهر في تاريخ المونديال في مرمى السويد خلال المباراة النهائية، وقبل أن يتجاوز 20 عاماً بلغ عدد أهداف بيليه 265 هدفاً، منها 25 هدفاً لمنتخب بلاده، ومع ختام مسيرته أصبح اللاعب الأسطوري الأول في التاريخ بأكثر من 1000 هدف، وشهرة لا ينال منها الزمن.

مارادونا
لا ترتبط أسطورة مارادونا بعدد الأهداف التي سجلها أو حتى تلك التي صنعها، بل للأمر أبعاد تتخطى ذلك بكثير، حيث المهارة التي لا مثيل لها، والكاريزما التي لا تتكرر، وقبل أن يبلغ 16 عاماً خاض أول مباراة له مع أرجنتينوس جونيوز، ليقول لقد عانقت المجد في هذا العمر، وسجل أول أهدافه بعد أن تجاوز الـ16 بأسبوعين، وبلغ عدد أهدافه قبل العشرين ما يقرب من 130 هدفاً، منها 10 بقميص التانجو، لتستمر رحلة التألق وجذب أنظار العالم، والتي بدأت مع الأرجنتين عام 1977، ولم يتمكن أي لاعب في التاريخ من الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في مونديال الشباب ومونديال الكبار سوى مارادونا وميسي.

مالديني
خاض باولو مالديني 115 مباراة بقميص الفريق الأول للميلان، وكذلك بقميص إيطاليا قبل أن يتجاوز 20 عاماً، بل إنه أصبح واحداً من أفضل المدافعين في بلد المدافعين، متفوقاً على كثير من الأساطير في بلد المدافعين قبل أن يتجاوز سن المراهقة، وكانت بدايته في يناير 1985، أي وهو ابن الـ16 عاماً، واستمر مالديني متألقاً بقميص واحد وهو قميص الميلان حتى اعتزاله عام 2009، وهو في سن الـ41، بعد أن خاض أكثر من 1000 مباراة مع الميلان والمنتخب، ويفتخر مالديني بالحصول على خماسية دوري الأبطال، وسباعية الدوري الإيطالي، ولم يكن هناك تكريم يليق به سوى منع أي لاعب من ارتداء قميصه الذي يحمل رقم 3.

رونالدو
رونالدو البرازيلي هو النموذج الأسطوري الأقرب لبيليه ومارادونا بالنظر إلى انطلاقته القوية قبل أن يبلغ 20 عاماً، فقد كان أحد الأسماء التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في مونديال 1994، وعلى الرغم من عدم مشاركته في ظل زحام النجوم، إلا أنه بطل لمونديال 1994، ومونديال 2002، وتألق رونالدو في صفوف بي إس في آيندهوفن الهولندي، وسجل 54 هدفاً في 57 مباراة، حينما كان يبلغ 18 و19 عاماً، ثم تألق مع البارسا، وهو ابن العشرين محرزاً 47 هدفاً في 49 مباراة، وبصم 10 مرات مع منتخب البرازيل قبل سن الـ20، ليعتزل وفي رصيده 62 هدفاً دولياً، و325 هدفاً مع الأندية التي لعب لها.

بوفون
قد لا يعلم البعض أن الحارس توماس نكونو، حامي عرين الأسود الكاميرونية في مونديال 1990، هو الملهم والمثل الأعلى للحارس الأفضل في التاريخ جيانلويجي بوفون، والذي لم يكن يتجاوز 12 عاماً، حينها قرر بوفون أن يسير على خطاه فأصبح الأفضل في مركزه على مدار التاريخ، وفي عام 1995 خاض مباراته الأولى بقميص بارما، وهو لم يتجاوز 17 عاماً، وأبدع أمام الميلان، لتنطلق مسيرته فيما بعد، فأصبح حارساً دولياً قبل سن الـ20، كما خاض ما يقرب من 100 مباراة قبل بلوغ هذا العمر مع بارما، ومن ثم أصبح الحارس الأغلى في التاريخ بعد انتقاله لصفوف اليوفي عام 2001، لينهي مسيرته وفي رصيده 1058 مباراة.

راؤول
أصبح معشوقاً لجماهير الريال قبل بلوغه 20 عاماً، وقد يكون النجم المدريدي الأوحد الذي لم تطله هتافات الغضب في البرنابيو حتى رحيله عن النادي، وبزغ نجم راؤول جونزاليس مبكراً، وتحديداً وهو ابن 15 عاماً، بعد قدومه من الجار أتلتيكو مدريد، وقبل أن يتجاوز 17 عاماً أصبح وجهاً معتاداً في هجوم الريال، فقد سجل 16 هدفاً لفريق الريال الثاني في 7 مباريات فقط، ليصعد للفريق الأول بديلاً لبوتراجينيو، وبناء على رؤية المدرب خورخي فالدانو، وأحرز أكثر من 50 هدفاً قبل بلوغ الـ20 عاماً، وانتهت قصته الرائعة مع الملكي عام 2010، وفي رصيده 323 هدفاً، و7 بطولات ليجا، وثلاثية لدوري الأبطال.

كريستيانو
خاض كريستيانو رونالدو ما يقرب من 140 مباراة مع سبورتنج البرتغالي، ويونايتد والبرتغال بين عامي 2002 و2005، أي قبل بلوغ الـ20، وسجل 20 هدفاً، صحيح أنه معدل تهديفي لم يكن كبيراً، إلا أنه بصم على قدرته كلاعب كبير مبكراً، ويكفي أنه أصبح أفضل لاعب في العالم رسمياً عام 2008 أي في سن الـ23، ومنذ ذاك الوقت وهو يبرهن في كل موسم على أسطورته، سواء في صفوف يونايتد أو الريال، وكذلك منتخب البرتغال ضارباً الأرقام كافة على جميع المستويات، سواء كهداف تاريخي للملكي أو البرتغال، وكذلك كأسطورة مطلقة لدوري الأبطال تهديفاً على مستوى الفوز بالبطولة 5 مرات، ويظل مشهد البكاء عند الهزيمة وهو مراهق صغير عالقاً في أذهان الملايين.

ميسي
يراه البعض الأجدر بلقب الأفضل في التاريخ، وإن لم يكن كذلك فهو الأفضل في العالم خلال السنوات العشر الماضية على الأقل، فقد صنع أكثر من نصف تاريخ البارسا، وبدأ هذه الرحلة في 16 نوفمبر 2003 أمام بورتو الذي كان يتولى تدريبه مورينيو، ولم يكن يتجاوز 16 عاماً، وتوقع الجميع مستقبلاً كبيراً له، ليسجل ما يقرب من 30 هدفاً وهو دون الـ20 عاماً، ودافع عن قميص منتخب التانجو الأول في 25 مباراة، مسجلاً 8 أهداف، وحصل على لقب ثالث أفضل لاعب في العالم عام 2007، أي وهو ابن الـ20، وانطلق فيما بعد ليتربع على عرش الأفضل عالمياً 5 مرات، برصيد 628 من الأهداف، ومازال يواصل رحلته بتألق لافت.

نيمار
نيمار مازال في منتصف المشوار، صحيح أن مشروع الأسطورة توقف في المحطة الباريسية حتى إشعار آخر، إلا أنه قبل بلوغ العشرين يعد من الناحية الرقمية اللاعب الأفضل في التاريخ في هذه المرحلة العمرية، مقارنة مع الجميع، سواء في العصر الحالي أو في جميع العصور عدا بيليه، فقد سجل 140 هدفاً، منها 17 هدفاً لمنتخب السامبا، فقد أحرز لسانتوس 14 هدفاً في موسمه الأول قبل أن يتجاوز 17 عاماً، وختم رحلته مع الفريق البرازيلي بـ43 هدفاً في موسم واحد قبل الرحيل صوب البارسا، ويحتاج في الوقت الراهن إلى 4 أهداف فقط لضرب رقم الظاهرة رونالدو، ويصبح حينها ثانياً في قائمة الأكثر تهديفاً في تاريخ البرازيل بعد بيليه.

مبابي
قد لا تكون مفاجأة كبيرة إذا فعلها كيليان مبابي وتوج بالكرة الذهبية الشهر المقبل، وهو الذي لم يتجاوز 19 عاماً، حيث تقف الصحافة الفرنسية بقوة خلف هذا المطلب الذي تراه عادلاً قياساً بما فعله الشاب الموهوب في مونديال روسيا 2018، والذي شهد الأداء الأفضل للاعب شاب على مدار تاريخ كأس العالم، فقد سجل حتى الآن 68 هدفاً على مستوى الأندية والمنتخبات، وهو الملهم الأول للأجيال الشابة في السير على خطى الأساطير الكبار، فقد أصبح النجم الأول في قائمة من يهددون نجومية ميسي ورونالدو، وفي حال استجاب لنداء الريال أو غيره من الأندية الكبيرة، فسوف تكون انطلاقته من دون توقف صوب التربع على عرش الأفضل عالمياً خلال العقد المقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©