الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادية المسكري مسؤولة عن تغذية 3500 حيوان في حديقة العين

نادية المسكري مسؤولة عن تغذية 3500 حيوان في حديقة العين
17 يوليو 2012
أكدت نادية خليفة المسكري مدير قسم التغذية والتعزيز في حديقة الحيوانات بالعين أن علاقتها بالحيوانات بدأت منذ الصغر، حيث نشأت في بيئة تربي الحيوانات، فقد كان الوالد يمتلك محلاً لبيع الحيوانات الأليفة، ولم يكن غريبا أن تجند طموحاتها وأحلامها في خدمة ورعاية هذه الأنواع، وتجعل مستقبلها المهني مرتبطا بها، لتبحر في هذا العلم وتنهل من معارفه المختلفة، وتكون مسؤولة عن تغذية أكثر من 3.500 حيوان في الحديقة، بالإضافة إلى المشاركة مع فريق عمل متخصص في صناعة وسائل ترفيه خاصة تسهم في تبديد الملل الذي يمكن أن ينتاب الحيوانات. قالت نادية خليفة المسكري مدير قسم التغذية والتعزيز في حديقة الحيوانات بالعين (32 سنة)، إنها حصلت على بكالوريوس في علم الحيوان من جامعة هارتبري في بريطانيا، ولديها خبرة دراسية في مجال الطب البيطري من جامعة سيدني في استراليا ثلاث سنوات. وعن مشوارها المهني الذي بدأ مبكرا وبشكل لافت للانتباه، تقول: ولدت في أحضان أسرة تجمع ثقافتين مختلفتين، وهما الثقافة الشرقية والغربية، وذلك بحكم أن والدي إماراتي ووالدتي بريطانية، فتربيت في أجواء لها محبة للحيوانات، فأثر ذلك في نفسي كثيرا من حيث علاقتي المباشرة مع تلك الحيوانات، وتولدت عندي محبة نحو تربيتها والاعتناء بها، وكنت أتقصد في صغري الخروج للبحث عن الحيوانات، كالقطط والطيور والمجروحة وإحضارها إلى المنزل لمداواتها بمساعدة والدي دون أن ينهاني عن هذه الهواية يوماً. وتتابع المسكري: عندما صار عمري 12 سنة، بدأت أتطوع بالعمل في بعض العيادات البيطرية الخاصة في أبوظبي، وأساعد العاملين بها، وأتعلم منهم، سواء كان ذلك في أعمالهم الإدارية، أو مداوات الحيوانات التي تتوافد على العيادة، فأقف إلى جانب الطبيب البيطري، وأراقب عمله وأساعده في العناية بالحيوانات وفحصها وعلاجها، وبقيت هكذا حتى بلغت من العمر 18عاماً، حين تم تعييني بوظيفة مساعد طبيب بيطري في إحدى العيادات التي كنت أتدرب فيها على مدار السنوات السابقة، وأصبح يعتمد علي في أداء العديد من المهام، بالإضافة إلى مهام أخرى متعلقة بنقل الحيوانات من مكان لآخر. من أجل الدراسة وأشارت نادية المسكري إلى أنها انقطعت بصورة جزئية عن عملها كمساعد طبيب بيطري من أجل الدراسة، حيث سافرت إلى بريطانيا لتدرس علم الحيوان، وكانت تعود وتزاول عملها ثانية في فترة الإجازات الصيفية، لتحظى بفرصة تطبيق ما تتعلمه في الجامعة أولاً بأول، موضحة أنها اختارت دراسة علم الحيوان لأنها حلمت بدراسة الطب البيطري، فسافرت لدراسته في الخارج. ولفتت المسكري إلى أنها أخذت عن علوم الحيوان، معرفة واسعة وشاملة بأساسيات العمل، مع الحيوانات، من مختلف النواحي، التي تتضمن العناية بها وتربيتها وتنظيفها وتغذيتها وعلاجها، وفهم سلوكها وطريقة ترويضها أو تدريبها، حيث اختارت خلال دراستها مساقات تركز على فهم سلوك الحيوانات وتدريبها. وبينت أنها أنهت دراسة علم الحيوان عام 2001، وعادت إلى أرض الدولة لتستمر في عملها كمساعد طبيب بيطري في إحدى عيادات الحيوانات الأليفة الخاصة في أبوظبي، ومن ثم سافرت ثانية إلى استراليا لدراسة الطب البيطري وهناك لم يسعفها الحظ لإتمام دراسة هذا التخصص، حيث انقطعت عنه بعد مرور 3 سنوات، لكنها اكتسبت خبرات جديدة خاصة بعمل العناية بالحيوانات ومعالجتها، وفي عام 2007 التحقت بالجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات، وعملت لديهم كمراقبة حيوانات، وتعلمت العديد من قواعد الرفق بالحيوانات ونظم امتلاكها والتعامل معها. الرقابة الغذائية وأضحت نادية المسكري أنها عادت إلى الدولة بعد أن عملت في استراليا لمدة عام، والتحقت بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وشغلت مهام مدير قسم الرقابة البيطرية، ومدير وحدة الرفق بالحيوان، وهى وحدة جديدة أسست بعد فترة قصيرة من بدئها العمل في الجهاز، وتمثلت مهامها في تلك المرحلة بالرقابة على مزارع انتاج الحيوانات ومنتجاتها والمسالخ والمجازر، بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى ذات الصلة بالحيوانات، ومنها محال بيع الحيوانات والعيادات ومصانع أغذية الحيوانات كالأعلاف وغيرها. ولفت نادية المسكري إلى أنها انتقلت عام 2011 للعمل بقسم التغذية والتعزيز في حديقة الحيوانات في العين، وعلى الرغم من وجود خبرات سابقة منوعة لديها لكنها في كل وظيفة تعمل بها تجد نفسها أمام تحديات ومسؤوليات جديدة، ولعل التحدي الأكبر في عملها الحالي يكمن في المسؤولية الملقاة على كاهلها في تغذية أكثر من 3 آلاف و500 حيوان موجود في الحديقة بالغذاء المناسب له، ولكل حيوان أو مجموعة حيوانات برنامج غذائي مختلف حسب نوع الحيوان وجنسه وعمره وحالته الصحية. وتقول المسكري حول طبيعة مهامها الحالية: أقوم بالإشراف والمتابعة والتوجيه لعملية تسلم الأغذية من الموردين، ومن ثم فرزها وتجهيز الوجبات للحيوانات ضمن برنامج غذائي خاص لكل حيوان، وتوزيعها على المناطق والأقسام المختلفة التي تعيش فيها الحيوانات عبر تسليمها للملاحظين المسؤولين عن إطعام الحيوانات والاهتمام بها. وأشارت إلى أنها تحدد نوعية الغذاء المقدم للحيوانات، وتعد قائمة الطلبيات، التي تحتاجها ليقوم قسم المشتريات بجلبها، سواء من السوق، ثم تتولى الرقابة على الأغذية المتوافرة وآلية تخزينها، وفي مرحلة لاحقة ستتواجد بشكل مباشر مع الحيوانات أثناء تغذيتها من أجل الاطمئنان على وضعها الصحي وأخذ الوزن لها ومعرفة مدى تقبلها لنوعية الطعام، وحاجتها إلى بدائل تثير شهيتها للطعام، كما تحرص على التواصل مع المشرفين على الحيوانات والملاحظين المسؤولين عن الرعاية اليومية للحيوانات، من أجل معرفة حاجة الحيوانات إلى نوعية طعام أخرى، أو هل الكمية المقدمة لها زيادة عن حاجتها أم يلزمها المزيد؟. وسائل ترفيه تغذية الحيوانات ليست الجزء الوحيد المسؤولة عنه نادية المسكري، حيث تقوم وفريقها بصناعة وسائل تعزيزية وإثرائية للحيوانات ذات أهمية بالغة في تبديد الملل الذي يمكن أن ينتاب الحيوانات وتسليتها وصحتها، وتتمثل هذه الوسائل بألعاب أو مجسمات مصنوعة من مواد طبيعية لا تؤثر على صحة الحيوانات، وتقدم بصورة مدروسة ويومية، ومن الوسائل الإثرائية التعزيزية الأخرى للحيوانات يتم تغيير الأثاث الموجود في منطقة عرض الحيوانات والمؤلف من الحجارة والأرضيات والأشجار لتشعر الحيوانات بالتجدد والراحة النفسية وعدم الكآبة والملل، حتى طريقة تقديم الأكل للحيوانات له علاقة قوية بتبديد الملل وضياع شهية الحيوانات، حيث تجتهد المسكري وزملاؤها الموظفون من قسم التغذية والتعزيز على التغيير الدائم بطريقة تقديم الطعام، سواء بتغيير الطبق الذي يوضع فيه، أو طريقة تقطيعه أو نوعيته وما إلى ذلك. وتعتبر المسكري مهنتها من المهن المتطورة التي لا تقف عند حدود معينة، نظراً لوجود الكثير من الدراسات المتزايدة حول أغذية الحيوانات ومحتواها القابل للتغيير والإضافة، إلى جانب دراسات أخرى متطورة تصب في إطار كيفية الحفاظ على سلامة الأغذية وتخزينها وتقديمها وطريقة زراعتها. ولا تخلو مهنة من المزايا والصعوبات، وتتمثل المزايا في مهنة نادية على حد تعبيرها في العمل في مجال تعشقه منذ صغرها وهو مجال الحيوانات، وفي فرصة العمل مع عدد كبير من الحيوانات تنتمي لمختلف البيئات، وتجتمع في بيئة ورقعة جغرافية واحدة، كما أن البحث الدائم عن طرق تعزيز جديدة ونوعية أغذية مناسبة تنمي الحيوانات وتقتل الملل لديها يدخل المتعة لهذه المهنة وينمي حس الابتكار لدى العاملين فيها. أما بالنسبة للصعوبات فتقول المسكري: تحمل مسؤولية إطعام عدد كبير من الحيوانات والحصول على المنتجات الغذائية المنوعة التي تحتاجها الحيوانات وتقديمها لهم بالكمية والجودة المطلوبة ليس بالأمر السهل، بالإضافة إلى الحرارة الشديدة في الصيف، التي قد تسبب تلف الأغذية أثناء نقلها إلى الحيوانات، مما يتطلب رقابة وانتباه وإشراف مباشر على مراحل تحضير وتقديم الغذاء لتلافي ذلك. تجديد المعلومات وتطوير المهارات قالت نادية خليفة المسكري مدير قسم التغذية والتعزيز في حديقة الحيوانات بالعين إنها حريصة على تجديد معلوماتها وتطوير مهاراتها وخبراتها، وذلك عبر الالتحاق بدورات ومؤتمرات داخل الدولة وخارجها، حيث زارت مؤخراً عدة حدائق حيوانات والتواصل مع القائمين عليها من أجل الاستفادة من خبراتهم، وابتعثتها حديقة الحيوانات بالعين إلى حديقة حيوانات ساندييجو بالولايات المتحدة الأميركية لمدة أسبوعين، وتدربت على أساليب جديدة في تغذية الحيوانات وتعزيزها وأنظمة العناية بها. وأشارت إلى تطوعها في عدد من الجهات والمنظمات والجمعيات المحلية والعالمية ذات صلة بالرفق بالحيوان، من أجل مزاولة أنشطة تخدم توجهاتها في العناية بالحيوانات والاهتمام بها، وإمدادها بكل ما تحتاجه من معلومات تفيدها في إطار عملها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©