الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أئمة نيجيريا.. حملة ضد شلل الأطفال

8 أغسطس 2014 23:58
كايلين هوجان نيجيريا قبل بضع سنوات، كان شمال نيجيريا مركزاً عالمياً لنقل مرض شلل الأطفال، لكن البرنامج الذي حشد رجال الدين المسلمين من السكان المحليين، الذين كانوا يوماً ما يعارضون التحصين ضد المرض، وأصبحوا الآن يدعون إلى التطعيم، قد ساعد بشكل جذري على الحد من انتقال العدوى. وقد أطلق «جامبو آليو»، وهو زميل باحث في تقييم اللقاحات بجامعة «مانيتوبا» الكندية، وزملاؤه برنامجاً تجريبياً عام 2008 بمنطقة «جيزاوا»، التي تقع بالقرب من «كانو» كبرى مدن شمال نيجيريا، حيث كانت المعارضة قوية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال. ومن خلال التعاون مع وكالة الصحة الحكومية، استخدم رجال الدين عروضاً متنقلة تعرض على جانب الطريق لتثقيف المجتمع حول مخاطر هذا المرض، وعرض شهادات من القائمين على رعاية مرضى شلل الأطفال والمتضررين من هذا المرض. كما أنهم أشركوا مباشرة الزعماء المسلمين المحليين (الأئمة) الذين كانوا لا يثقون ببرامج التطعيم، لتعبئة المجتمعات. يقول «آليو»، المؤلف الرئيس للتقرير الذي نشرته مكتبة العلوم العامة «بلس-وان» يوم الثلاثاء الماضي: «هذا هو المجتمع الذي أنتمي إليه، وأنا أعلم مدى الجدية التي يأخذ بها رسالة صلاة الجمعة. وأعتقد أن الناس سيأخذون بنصيحة الأئمة بمنتهى الجدية». وفي غضون ستة أشهر من بدء البرنامج التجريبي، ارتفع عدد الأطفال أقل من خمسة أعوام الذين تم تطعيمهم من 2755 إلى 11364. يقول «آليو» إنه عندما كان صغيراً في ولاية «جيجاوا» شمال نيجيريا، رأى الكثير من الأطفال المصابين بشلل الأطفال القاتل. وكان يعتقد، مثل كثيرين غيره، أنه ناتج عن أرواح شريرة. وأضاف الباحث في مقابلة عبر الهاتف أن «المجتمع المحلي كان يعتقد أن المرض ينتشر بفعل أرواح شيطانية، فإذا كنت غير محظوظ، ستصيبك هذه الأرواح وتشل أطرافك». وقال «لم نكن نعلم أن شلل الأطفال مرض معدٍ، وأنه تتم الإصابة به من خلال البيئة». وفي كلية الطب بـ«زاريا»، إحدى ولايات نيجيريا الشمالية، عرف «آليو» عن مرض شلل الأطفال، وأدرك أن اللعنة السيئة ما هي في الواقع إلا مرض يمكن الوقاية منه. في عام 1988، كان شلل الأطفال مرضاً مستوطناً في 125 دولة، وفقا لتقارير اليونيسيف. ومنذ ذلك الحين، ومن خلال برامج التطعيم القوية، تم القضاء تقريبا على الفيروس في معظم الدول، باستثناء باكستان وأفغانستان ونيجيريا. وقالت اليونيسيف إنه حتى قبل عامين أو ثلاثة، كانت نيجيريا، خاصة مدينة «كانو» ذات الأغلبية المسلمة في الدولة الأكثر ازدحاما بالسكان في شمال أفريقيا، مركزاً للإصابة بمرض شلل الأطفال حول العالم. وكانت معارضة اللقاحات من قبل العلماء المحليين والشائعات التي انتشرت بأن هذه اللقاحات تسبب عقما وأنها محاولة سرية للحد من أعداد السكان المسلمين في الشمال قد أضافت إلى مقاومة التطعيم. ومن الأمثلة على ذلك ما حدث عام 2006 عندما تسبب اللقاح في حدوث عدوى لعدد صغير من الحالات، ما أدى إلى تعزيز هذه المخاوف. وكانت نقطة التحول في هذا البرنامج عندما حظي بتأييد «سلطان سوكوتو»، الزعيم الروحي لنيجيريا، والذي ساعد في عام 2009 على إنشاء لجنة القيادات التقليدية الشمالية للرعاية الصحية الأولية واستئصال مرض شلل الأطفال. وفي عام 2010، تم تشكيل فريق من الخبراء يتألف أساساً من العلماء المسلمين في نيجيريا لمساعدة اللجنة، التي كانت تضم أربعة من مؤلفي التقرير الجديد. وقد أعد هذا الفريق خريطة بالمناطق المعرضة لخطورة كبيرة في شمال البلاد في 12 ولاية ينتشر بها شلل الأطفال، كما أنشأ مجموعة الاتصال بالزعماء الدينيين في الشمال، وذلك بمساعدة مجالس الشريعة ووزارات الشؤون الدينية. ومنذ ذلك الحين، قدم البرنامج التدريب اللازم لحوالي 18 ألف إمام، وذلك من خلال جلسات أسبوعية، حيث أطلعهم على العديد من الحقائق الخاصة بالمرض، مع توفير منبر للنقاش والإجابة على التساؤلات والمخاوف، إلى جانب تسليحهم بالنصيحة التي يمكنهم مشاركتها مع مجتمعاتهم. كما تم إعطاء الأئمة نماذج للخطاب الديني حول مرض شلل الأطفال وأهمية التطعيم، حيث يمكن للعلماء إلقاء هذه الخطب أثناء صلاة الجمعة وخلال المناقشات اليومية. يقول «آليو» إن «الحلقة المفقودة في حملات الماضي هي أننا لم نتمكن من معرفة كيفية التواصل مع المجتمع. ومن الآن فصاعدا، سنعمل على تعظيم الاستفادة من الزعماء التقليديين والدينيين كجزء من الحملة». عندما تم إنشاء لجنة الأئمة عام 2009، كانت هناك 384 حالة لفيروس شلل الأطفال البري في نيجيريا، معظمها في الولايات الشمالية. وبحلول عام 2010، قل هذا العدد إلى 21 حالة فقط. وعلى الرغم من ذلك، ففي عام 2011، كان هناك 62 حالة في الولايات الشمالية بنيجيريا، ارتفعت إلى 118 عام 2012. وفي العام الماضي، انخفض هذا العدد إلى 49 فقط. ووفقا لتقارير اليونيسيف، تم رصد خمس حالات فقط في عام 2014، ثلاث منهم في ولاية «كانو». تقول «سارة كرو»، رئيسة قسم اتصالات الطوارئ باليونيسيف، «إننا نرى أخباراً مثيرة في نيجيريا. إنها الأمل الكبير المقبل». ومن ناحية أخرى، وعلى الصعيد العالمي، شهدت معدلات الاصابة بشلل الأطفال زيادة هذا العام بأكثر من 15بالمائة في 10 بلدان تم الإبلاغ فيها عن حالات جديدة. وقبل عامين، كانت هناك أربع دول فقط تعاني من شلل الأطفال الذي يتسبب في شلل أو وفاة الكثيرين بسبب عدم توافر العلاج المناسب واللازم، في الوقت الذي دعت فيه «منظمة الصحة العالمية» إلى ضرورة فرض «حالة طوارئ الصحة العامة» لوقف انتشار المرض المدمر. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©