الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعرف إلى فكرك

تعرف إلى فكرك
23 يوليو 2011 19:40
أبوظبي (الاتحاد) ـ “الفكر هو نافذة تلك الازدواجية على عالم الوحدة، وهو حقل التجدد والتنوع والإبداع في عالم المادة وعالم اللامادة، لتقريب الأول من الثاني”، هذا ما جاء في كتاب من كتب المعرفة البيضاء لكاتبه المجدلاني، الذي اختار أن يوقع كتبه بحروف أبجدية فقط منها ج.ب.م. وغايته الكبرى هو الوصول إلى كنه الذات، ومعرفة عوالمها الخفية من خلال مجموعة من الكتب التي ألفها، ضمن مسار علم “الأيزوتيريك”، ومن مؤلفات المجدلاني هذا الكتاب، الذي قال في تعريفه “لأن الإنسان يحتاج إلى اختبار المادة حتى الاكتفاء، فإن الانفتاح على الباطن لا يأخذ مداه إذا ما تجاهلها، لذلك لابد في البداية من إفساح المجال أمام الاختبارات والتجارب المادية، واكتشاف المرء لعدم كفاية المادة وحدها هو ما يوجهه نحو الباطن، وذلك لا يخلو من بعض المعاناة المثمرة”. الحقيقة في الإنسان ويعد هذا الكتاب الثالث في سلسلة “تعرّف إلى فكرك”، هذه السلسلة تتوجه إلى الحقيقة في الإنسان، والحقيقة لابد أن تحرّك الأعماق، مهما بلغت درجة انفتاح الأنا لدى المرء، ويضيف المجدلاني أن أصدق لحظات الحياة هي تلك التي يختلي فيها الإنسان بنفسه ويعرّيها بغاية رفعها إلى مستوى أرقى تطوراً وأوسع انفتاحاً، فالمعرفة لا تطرق باب المدارك إن لم يسعَ المرء بنفسه إليها، ولكي يسعى يجب أن يتحرك شعاع من تلك الحقيقة القابعة في أعماق الصمت الذي يكاد يكون أزلياً في العدد الكبير الكبير من البشر، أما كلمة السر في حقيقة الإنسان فهي السر عينه، فالحقيقة الكاملة لا يمكن أن تتحرك داخل الإنسان دفعة واحدة، وإلا شلت مداركه، بل إن شعاعاً من نوعها يتحرك أو يتمدد في كل مرة وفقاً لمستوى استيعاب المرء وحاجته إلى الارتقاء، فهذه الحاجة هي التي توجه مسار تطوره الذاتي عبر الفكر. ويضيف الكاتب “من هنا أردنا إلقاء الضوء على هذا الجزء غير الملموس من الكيان البشري (الفكر) للتعرف إلى إمكانية تنقيته وتقويم مساره، وبالتالي توجيه مسار كل المقومات الخاضعة لإمرته، فالفكر طاقة ذبذبية راقية تستطيع التحكم في ذبذبات أدنى وعياً منها في الكيان البشري. صفات مميزة مثالاً، الفكر يقوم بدور القائد في حياة الإنسان ومن واجب القائد أن يتحلى بصفات مميزة وفضائل متنوعة ومكملة لبعضها البعض.. وأهمها المحبة، المعرفة والحكمة، إذ أن توجيه الفكر لقيادة الكيان من دون محبة، هو جفاف ومكننة.. وتوجيهه من دون معرفة، تسلط وجهل.. ومن دون حكمة، هو عدم الجدارة بالقيادة”. ويرى الكاتب أنه “من شأن الفكر أن يتحكّم في الجسد من خلال الإيحاء الذاتي أيضاً، فإذا كان الإيحاء إيجاباً، بات الجسد ومكونات النفس الدنيا في حالة منسجمة.. وإن كان سلباً، جاءت النتيجة عكس ذلك. فالفكر هو الذي يعمل على تعادل كفتي ميزان الازدواجية في الكائن البشري، لذلك فإن تغييبه يشكّل حالة في غاية الخطورة.. وتفعيله بعيداً عن الصفات الإنسانية يشكّل ضرراً فادحاً لصاحبه قبل غيره، لهذه الأسباب جميعها، نبغي التوغل في عالم ذبذبات الفكر الفريدة جداً بعملها وتأدية وظائفها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©