السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهمية الثقة بالنفس (1)

23 يوليو 2011 19:39
إن حاجة الإنسان لبناء ثقته بنفسه أمر ضروري في تكوين شخصية قوية تؤهله للنجاح في مجالات حياته العلمية والعملية. كما أنّ لها أثراً كبيراً جداً في إرساء العلاقات الاجتماعية الكفيلة بتحقيق الطمأنينة النفسية، وإعطائه دفعة معنوية كبيرة في الإقدام على أي أمر يريد فعله وهذا الأمر يفضل أن يعزز منذ الطفولة. فمتى ما شعر الإنسان بأنه قادر على مجابهة الصعاب وحل عقدة أي مسألة قد تعترض طريق هدفه، فهو بذلك يكون قد ملك الثقة بنفسه التي تعد من أهم مقومات النجاح. فسلوك الإنسان وتصرفاته وتعابير وجهه وطريقة وقوفه وجلوسه وأسلوب تعامله مع الآخرين تدل على مدى ثقته بنفسه. فالشخص الذي - دائماً ما - يكرّر كلمة أو عبارة بين جملة وأخرى يكون قليل الثقة بنفسه. فالذي لا يثق بنفسه يصاب بـ”اللوازم الكلامية” كما هو معروف في علم النفس. من ذلك تكرار كلمة مثل (يعني) أو كلمة (مثلا) أو صوت مثل (أمممممم) أو تكرار بعض العبارات بين جملة وأخرى كعبارة (واخذ بالك) أو (فهمت علي) أو (شفت كيف) وغيرها. إن المحور الأساسي لبناء الثقة بالنفس تبدأ من الشعور الداخلي النابع من رأي الإنسان بنفسه. فإذا كان مستوى رأيه بنفسه منخفضاً وهو غير راض عنها وغير مقتنع بالقدرات التي يمتلكها، فإن النتيجة الطبيعية لهذا الرأي السلبي تكون انخفاض ثقته بنفسه، أما إن كان رأيه غير ذلك وهو محب لنفسه وسعيد بها ومقتنع بما لديه من الإمكانات الفكرية والجسدية؛ فإن هذا يرفع من معنوياته الذاتية وينمي ثقته بطريقة صحية وسليمة فينعكس أثرها الإيجابي على الآخرين. ولهذا وجب على الشخص أن يعرف ذاته جيداً وأن يعيش معها ويتعامل بها ويبني جميع أمور حياته عليها وعلى ما يمتلك من مقومات لذلك، لا أن يعيش بشخصية خيالية غير منطقية لا تمت إلى ما يتصف به بصلة، أو أن يتأثر بشخصية واقعية كالأب -مثلاً- أو أحد الأقارب أو أحد مدرسيه أو أحد المشاهير، فيبدأ يتقمص صفاتها بحذافيرها، وهو بصنيعه هذا يكون قد خلط بين ما لديه هو من الصفات، وما لدى الذين يتقمص شخصياتهم. وهنا تكمن المشكلة. لأن النتيجة التي سيصل إليها هي غياب شخصيته وهويته الحقيقية، فيعيش متخبطاً بين مزيج من الصفات المركبة لشخصيات مختلفة. ترى تصرفات شخصيته تختلف من موقف لآخر، فتارة يغضب وتارة يضحك وتارة تجده صامتاً وهو في كل سلوك يحاول أن يتصرف في كل موقف كالشخصيات التي في ذهنه، وهكذا. وهنا قد يفقد الإنسان ذاته هو، وينسى أنّه يجب أن يكون هو، لا أن يكون شخصاً آخر. عزيزي القارئ ما أجمل أن يعرف الإنسان نفسه بشكل جيد ويدرك قدراته المختلفة، ثم يقدر كل ذلك ويبني ثقته بنفسه على ضوئها، وأن يسعى باستمرار لتحسين شخصيته حتى ترقى إلى المستوى الذي يرغب فيه. فالاستبصار في النفس لمعرفة نواحي الضعف والقوة أسلوب رائع يجعل الإنسان يدرك ويعرف حالته النفسية. وللحديث صلة د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©