مؤسسات حكومية تتسابق على استقطاب الكفاءات المواطنة

تسابقت شركات ومؤسسات حكومية مشاركة بمعرض ومؤتمر نجاح للتدريب والتعليم والتوظيف 2010 الذي بدأت فعالياته بأبوظبي أمس على استقطاب الكفاءات المواطنة. وقال مسؤولون بشركات ومؤسسات حكومية بأبوظبي إن تطور بيئة العمل بالقطاع الحكومي أسهم في استمرار احتلال القطاع للمرتبة الأولى في عيون الباحثين عن عمل من المواطنين، وهو ما يظهر بالزيادة المستمرة في نسب التوطين بالمؤسسات الحكومية. وأكد هؤلاء أن معوقات التوطين بالعمل الحكومي محدودة جدا، مشيرين إلى اهتمام أغلب الجهات اليوم بالتدريب والتأهيل، وبما يساعد المواطنين على الارتقاء بقدراتهم وتحقيق طموحاتهم من خلال الترقي لأعلى الدرجات دون عقبات. وشهدت بعض الأجنحة ازدحاما شديدا من الزوار، حيث شهد جناح القوات الجوية والدفاع الجوي توافد عدد كبير من الزوار، لاسيما من الطلاب. وطالب مشاركون بالمعرض المؤسسات الأكاديمية والتعليمية بمراعاة بيئة العمل، رافضين تسابق هذه المؤسسات على افتتاح أفرع بتخصصات جديدة بعيدة عن متطلبات سوق العمل الفعلي، وتجاهل التخصصات المطلوبة بالسوق. بيئة العمل وقال مصبح يافوز الرميثي مدير إدارة الموارد البشرية الشؤون الإدارية بدائرة الشؤون البلدية بإمارة أبوظبي إن نسبة التوطين بالدائرة بلغت نحو 97% من الهيكل الإداري الرئيسي، ونحو 78% باحتساب الاستشاريين والموظفين بعقود خاصة. وأكد الرميثي أن القطاع الحكومي لا يزال يحتل صدارة أولويات الباحثين عن عمل، لاسيما في ظل تطوير بيئة العمل بالقطاع، مشيرا إلى اهتمام البلدية بالتدريب والتأهيل الداخلي والخارجي للموظفين . وذكر الرميثي أن النساء يشكلن 40% من العاملين في الدائرة، لافتا إلى أن عدد الموظفين بالدائرة يبلغ 104 موظفين، منهم 67 موظفا بالهيكل الرئيسي. وأوضح الرميثي أن الهدف الرئيسي من المشاركة في المعرض هو توعية وتعريف المواطنين بالفرص المتاحة بالدائرة، فضلا عن البحث عن الكفاءات المتميزة واستقطابها للعمل بالدائرة. وقال عبيد سيف المهيري رئيس قسم التوظيف ببلدية العين إن ما يردده البعض عن غياب فرص اكتساب الخبرات أو الترقي الوظيفي بالقطاع الحكومي ليس له أساس من الصحة، موضحا أن فرص الترقي متساوية في القطاع الحكومي والخاص، لأن الأكفاء غالبا ما يجدون الأماكن المناسبة لهم. وتابع المهيري: إن أغلب الشباب مقتنعون بتوفر الاستقرار الوظيفي بالقطاع الحكومي بصورة أفضل، فضلا عن صعوبة إغفال الراتب والمزايا المادية رغم التأكيد على عدم اهتمام أغلب الشباب بهذا الجانب في المقام الأول. وذكر المهيري أن نسبة التوطين بالبلدية تزيد على 90% من الهيكل الإداري الجديد والذي يصل به عدد الموظفين إلى نحو 1300 موظف، فيما لا يزال يعمل نحو 2000 موظف بالهيكل القديم، منهم نحو 600 مواطن، موضحا أن نسبة المرأة العاملة بالبلدية تقدر بنحو 36%. وأوضح المهيري أن البلدية استقبلت خلال المعرض العديد من طلبات التوظيف، لا سيما في ظل حاجتها إلى محاسبين ومهندسي ميكانيكا ومهندسين مدنيين وزراعيين من الشباب، وذلك بعد تعيين عدد من الفتيات بهذه التخصصات مؤخرا. برامج تدريبية وأشار أحمد سعيد السويدي مدير وحدة الموارد البشرية والشؤون الإدارية بشركة مبادلة إلى زيادة إقبال المواطنين على تقديم طلبات التوظيف بالشركة، في ظل تفضيل كثير من الشباب العمل بالقطاع الحكومي. وأوضح السويدي أن نسبة التوطين بالشركة تقدر بنحو 40%، مشيرا إلى وجود توجه لزيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة، فيما تصل نسبة المرأة العاملة بالشركة لنحو 35%، ويبلغ عدد الموظفين نحو 700 موظف. وقال السويدي إن أهم ما يميز شركة مبادلة هو الاهتمام بالبرامج التدريبية والتأهيلية للخريجين، والتي تستمر غالبا لمدة 6 أشهر، موضحا أن الشركة تمنح المتدربين رواتب شهرية كاملة خلال هذه المدة، رغم أن بعض الجهات تفضل منح المتدربين 25% أو 50% من الراتب فقط. وأضاف السويدي أن الشركة تجري اختبارات قبل اختيار المتدربين، وبالتالي فإن اختيار أي فرد للتدريب بالشركة يعني التزام الشركة بتوظيفه بعد ذلك، إلا أن الطالب تكون له الحرية في اختيار العمل بالشركة أو البحث عن فرصة أخرى. وأشار السويدي إلى اهتمام الشركة بالتواصل مع الجهات العلمية والبحثية والمؤسسات العالمية المتخصصة بعدة مجالات لابتعاث المتدربين والموظفين لاكتساب الخبرات اللازمة، لافتا إلى ابتعاث الشركة مؤخرا عددا من الطلاب لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، إضافة إلى مبتعثين لجنرال الكتريك، فضلا عن حصول عدد كبير من الموظفين على برامج تدريبية ببنوك ومؤسسات عالمية. وذكر السويدي أن الفرص المتاحة بالشركة حاليا تتركز في القطاعات التقنية والمالية والمحاسبية، إضافة إلى القطاعات الهندسية. وقال السويدي إن نحو 80% من المتقدمين لشغل وظائف بالشركة يهتمون بالتطوير والتأهيل واكتساب الخبرات، وليس الراتب، مشيرا إلى تفضيل بعض المواطنين العمل بالشركة وترك وظائف أخرى قد تكون أعلى راتبا. وأكد السويدي أن “مبادلة” تهدف من المشاركة بالمعرض التعريف بالشركة وعرض الفرص المتاحة، فضلا عن البحث عن الكفاءات واستقطابها للعمل بالشركة. مؤسسات تعليمية من جانبه، انتقد مبارك عامر المحيربي، مدير إدارة وتخطيط الموارد البشرية والتوظيف بشركة بترول أبوظبي الوطنية (ادنوك) المؤسسات والأكاديميات لعدم تنسيقها مع الجهات المعنية في سوق العمل من أجل إفراز مخرجات تعليمية وتخصصات يستفيد منها سوق العمل والشركات الباحثة عن مواطنين لشغل وظائف هندسية وفنية. وأشار إلى ان لجنة توظيف المواطنين التابعة لمجموعة شركات ادنوك تلقت ما يزيد على 80% من الطلبات من التخصصات الإدارية، رغم وجود حاجة بقطاع البترول إلى الوظائف الفنية وتلك المتعلقة بعلوم الجيولوجيا. وقال المحيربي إن لجنة توظيف المواطنين تم تأسيسها عام 1999، بهدف وضع خطة خمسية لتوظيف المواطنين، لافتا الى ان نسبة التوطين في قطاع البترول وصلت حاليا إلى 45%. وأشار إلى أن اللجنة وصلت الى المرحلة الثالثة التي تهدف الى الوصول إلى نسبة 75% من توطين الوظائف في هذا القطاع الحيوي. وأضاف المحيربي أن اللجنة متخصصة في التوظيف، وتجميع بيانات الخريجين، وتقوم بعدها بتصفية وفرز الطلبات حسب احتياجات قطاع البترول ثم تقوم بالاختبارات والمرحلة الأخيرة تقوم بإجراء المقابلات. وأشار المحيربي إلى ان اللجنة تقوم بإجراء إحصاءات شهرية وربع سنوية ويتم رفع تقرير موحد للإدارة العليا، لافتا إلى أنه لا يجب إلقاء اللائمة على الطالب لاختياره تخصصا معينا، بل يجب على المؤسسات والأكاديميات أن تضع خطط واضحة ومحددة لتوطين الوظائف، والتنسيق مع الجهات المعنية ومع احتياجات سوق العمل. ولفت الى أن هناك تخصصات غير مرغوب بها في السوق في الوقت الحالي، بينما نجد تخصصات فقيرة في السوق مثل تخصصات الهندسة بأنواعها. وأشار المحيربي إلى أن الطلبة يبحثون عن تخصصات سهلة أو ذات طبيعة إدارية، لافتا إلى أن نسبة المواطنات في القطاع البترولي بلغت 8% بينما بلغت نسبة المرأة في القطاع إلى ما يتراوح بين 18 و 20% وهو ما شجع بعض الشركات على السماح للمرأة العمل بحقول نفطية.