الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلاع الإنجليزية فنادق يسكنها التاريخ ويحتفي بها الحاضر

القلاع الإنجليزية فنادق يسكنها التاريخ ويحتفي بها الحاضر
19 أكتوبر 2010 20:41
بقدر ما يكون السفر إلى بريطانيا ممتعاً، فإن مواقع الإقامة فيها تساهم بتعزيز هذا الشعور. وأكثر ما يمنح السائح ثقة في أن إجازته سوف تكون مميزة، أن يقع اختياره على واحد من فنادقها الريفية الأثرية. وما أجمل هذه المرافق السياحية في بريطانيا، والتي تتخذ من العمارات القديمة والقلاع التاريخية صالات وأجنحة يتم تأثيثها وتجهيزها بما يناسب النزلاء. بريطانيا المتجددة دائماً، لطالما تصدرت قائمة الوجهات التي يفضلها المسافرون من الشرق الأوسط. ومهما كان الغرض من الزيارة، فإن الترويج حالياً لاستقطاب السياح من أجل الإقامة في القلاع الإنجليزية التاريخية سوف يكون قريباً من ضمن برامج السفر المقترحة. ومما لا شك فيه أن جاذبية بريطانيا السياحية سوف تزداد عند قيام المسافرين من المنطقة برحلة قصيرة إلى هذه المعالم الغارقة في الزمن، والتي ستجعل من إقامتهم تجربة لا تنسى. زيارة العاصمة لندن هي دائماً من أولويات المسافر إلى إنجلترا، لكن فكرة تغيير الاتجاه ناحية الأرياف في ويلز وأسكتلندا أمر من الجدير وضعه في الحسبان. وعدا عن الطبيعة الخلابة التي ترتسم في تلك الأرجاء الهاربة من الضوضاء، فإن القلاع الرومانسية هناك تروي قصصاً من نسج واقع أجمل من الخيال. وزوار هذه المناطق يرتادونها في العادة بقصد أن يشتموا عبق ماضيها وروايات الأطفال الساكنة في مرتفعاتها والمنحدرات. هي أساطير طبعها الزمن على الحجارة المعمرة وتداولتها الألسن من جيل إلى جيل. بعضها تم تأريخه وحفظه على شكل كتب ومحفوظات، فيما بعضها الآخر تمعن الكثيرون في صياغته بحسب المزاج ليحولوا هذه المعالم الصامتة إلى صدى أصوات تسمع في الدهاليز والردهات والممرات. باب للتاريخ الدخول إلى التاريخ يكون عبر الباحة الخارجية لقلعة فينلو Venlaw، التي شهدت على عصور تتباهى بها البلاد حتى اليوم. هي قلعة تم بناؤها في أسكتلندا مع بدايات القرن الثامن عشر أيام كانت الحياة في تلك البقاع تشبه هدوء الخريف حتى في عز الصيف. تمتد القلعة العريقة على مساحة 12 هكتاراً من الأراضي الخضراء، مما يمنحها أهمية سياحية خاصة. وتطل على مدينة بيبلز Peebles الملكية الواقعة على الحدود الأسكتلندية، وهذه نقطة إضافية تسجل لصالح موقعها الاستراتيجي الذي يجمع بين تضاريس عدة. ويزداد مشهد القلعة جمالاً بفضل الغابات الأسكتلندية التي تشكل ستارة خلفية للقلعة. وتتميز المنطقة المجاورة بمواقع خلابة، وأنهر مناسبة لصيد الأسماك، إضافة إلى خلجان منعزلة. كل ذلك يجعلها وجهة مثالية سواء للاسترخاء في أحضان الطبيعة أو للمشي، أو حتى لممارسة الرياضات المنوعة مثل لعبة الجولف. يعبر السائح البوابة الضخمة ويتجول في القلعة الفندقية، حيث المواقد مفتوحة بقصد تعديل الأجواء. المكان من الداخل ليس أقل روعة، وهو يتميز بتصاميم أنيقة كل ما فيها عتيق ويذكر بأزمنة ولت. ولا يلغي الحفاظ على الإرث المعماري أن الضيافة هناك ترقى دائماً إلى درجة عالية من الجودة ووسائل الترف الإنجليزية. أرض القلاع المحطة الحالية هي “ويلز”، التي تعرف باسم “أرض القلاع””. للوصول إليها يجتاز زوارها مساحات شاسعة من السهول الخضراء المتمايلة، حيث المناظر الريفية كافية لانجلاء البصر. هذه المنطقة الغنية بتراثها، تمتد جذورها التاريخية العريقة إلى قرون عدة زرعت فيها الأمجاد. وهي تلفت إعجاب الزوّار ليس لمحاسن الطبيعة فيها وإنما لاحتوائها على عدد كبير من القلاع يصل إلى 641 قلعة. من بين القلاع المنتشرة بين الحشائش الصفراء، تشمخ قلعة “تشيرك”، التي تقع على أعلى التل والمطوقة بأكثر من 500 هكتار من الأراضي الخضراء. هذا الصرح الأثري تم بناؤه قبل 700 عام لحراسة المدخل المؤدي إلى واديي “شيريوج” و”لانجولين”. وقد استضافت هذه القلعة، التي تمتد على مساحة 5 هكتارات من الحدائق الجميلة، الكثير من الملوك والملكات، إضافة إلى بعض أشهر الأسماء في عالم الموسيقى والفن. وتفخر قلعة “تشيرك”، التي تعد آخر القلاع التي تعود إلى زمن حكم الملك إدوارد الأول، المُلقب بمطرقة الأسكتلنديين، بأبراجها العتيقة وزنزاناتها التي تحمل طابع القرون الوسطى. ويمكن للزوار خلال فترة إقامتهم فيها القيام بأنشطة عدة مسلية، كالمشي على آثار القلعة القديمة، أو المشاركة في محاكاة تاريخية مشوقة، أو التجول في المعارض المحلية. الاستمتاع بالبحيرات مشهد آخر تصوره منطقة “ساوث داونز” الواقعة في “ويست سوسيكس”، حيث قرية “أمبيرلي” الفاتنة التي حافظت على قلعتها الشهيرة طوال 900 عام. وتقدم هذه القلعة المميزة 19 جناحاً وغرفة نوم فاخرة تحتوي على أسرة رباعية العمدان وحمامات كبيرة فاخرة تضفي جواً ملوكياً. حدائق القلعة وبحيراتها الساحرة وفن العمارة فيها التابع للقرون الوسطى، يقدم إلى الزوار إقامة لا تشبه سواها. والقلعة، إلى جانب كونها موقعاً أثرياً وسياحياً فاخراً، فهي تشتمل على فندق فريد يستقطب طبقة عالية من السياح على مدار العام. وفي هذه الأجواء الراقية، يمكن للزوار الاستمتاع بالبحيرات الجميلة المحيطة، إضافة إلى ملاعب التنس والكرات الخشبية، وملعب الجولف الذي يضم 18 حفرة. استئجار قلعة تتمتع بريطانيا بعدد كبير من القلاع الغنية بإرثها التاريخي، وتقع معظم هذه القلاع في مواقع خلابة. ويقدم الكثير من هذه القلاع خدمات فندقية، حيث أصبح الآن بمقدور الزوار استئجار خدمات مبيت ومأكل في هذه المواقع الفندقية، بل واستئجار القلعة كاملة لفترة من الزمن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©