الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الإسلام وضع ضوابط شرعية للإعلان عن السلع

العلماء: الإسلام وضع ضوابط شرعية للإعلان عن السلع
19 فبراير 2016 01:17
حسام محمد (القاهرة) لا يخفى على أحد أهمية ودور الإعلان التجاري في عصرنا الحالي، فقد أصبح وسيلةً أساسيةً للتعريف بالسِّلع والبضائع والخدمات ولكن للأسف، فإن المتابع لساحة الإعلانات الفضائية سيجد أنها تأخذ منحنى خطيراً وربما تحولت إلى قنابل موقوتة تنفجر في كل لحظة بسبب الإسفاف والابتذال في نسبة كبيرة من تلك الإعلانات، وهي بلا شك فتنة كبيرة أصابت بيوت المسلمين خاصة والناس عامة، باختصار، فإن السوق الإعلانية أصبحت تتسم بالسفور وتعدي الخطوط الحمراء. ضوابط شرعية بداية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الإسلام لم يرفض الإعلان، بل أباح لكل صاحب منتج أن يعلن عن سلعته، ولكن الإسلام وضع عدداً من الضوابط الشرعية حتى يخرج بها الإعلان بصورة صحيحة لا تخدع المستهلك، ولا تنال من هويته، وقد اتفق العلماء على ضرورة أن يكون الإعلان صادقاً في التعبير عن السلعة، فلا يحتوي على أمور ليست في السلعة المعلن عنها بحيث لا يتعرض الذي يشاهد الإعلان إلى أي غش أو خداع وإلا اعتبر ذلك من باب أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى عنه الله في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، «سورة النساء: الآية 29»، كذلك لا بد أن يخلو الإعلان من كل ما يخالف أحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية، فلا يجوز الإعلان عن الخمور أو صالات لعب الميسر، وكذلك لا بد ألا يحتوي الإعلان على مشاهد خارجة ومبتذلة فذلك يؤدي إلى تعرض المعلن للعقاب الإلهي، كما جاء في الآية القرآنية: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة النور: الآية 19»، أيضاً لا بد أن يخلو الإعلان من أي شيء قد يضر أي إنسان أو يخدش الحياء لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا ضرر ولا ضرار». يضيف الدكتور عثمان: للأسف الشديد، فإن نسبة كبيرة من الإعلانات التي نشاهدها اليوم لا تحافظ على القيم الإسلامية الأصيلة، بل تؤدي إلى خدش الحياء العام، وهو ما يعني حاجة المجتمعات الإسلامية لقوانين رادعة ولا مانع من أن يضاف للعقوبة غرامة مالية ضخمة بحيث تؤدي تلك الغرامة إلى ردع كل من تسول له نفسه غش المسلمين أو خداعهم أو العبث بمشاعرهم لهذا أطالب القائمين على وسائل الإعلام وعموم الإعلاميين في بلاد الإسلام مقروءة أو مرئيةً أو مسموعة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أمتهم وألا يقلدوا أمم الضلال فيما سلكوه من مسالك تخالف شريعة ربهم، وعلى الجانب الآخر لا بد أن تتوقف النساء المسلمات عن المشاركة في الإعلانات التي تعتمد على جسد المرأة في الترويج للمنتجات، ولا بد أن تتذكر كل امرأة أن الإسلام كرم المرأة وذكرها في العديد من الآيات القرآنية ولا يجوز أن تظهر بصورة غير التي رسمها لها دينها ونص عليها المجتمع والأخلاق، وأنا أرى أن ظهورها في الإعلانات المرئية غير جائز شرعاً ولقد حرم الإسلام ارتفاع صوت المرأة وجعله عورة، فما بالك في ظهورها للترويج عن سلعة بأسلوب تتمايل له القلوب الضعيفة وأصحاب النفوس المريضة مما يحط من شأن المرأة وقدرها. المؤسسات الدينية الدكتورة وجيهة مكاوي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر تشير من جانبها إلى خطر آخر من أخطار الإعلانات التجارية التي انتشرت بشكل مبالغ فيه عبر الفضائيات، وهو تدمير اللغة العربية، حيث تستخدم شركات الدعاية لغة غريبة لا علاقة لها باللغة العربية من قريب أو بعيد وفي الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى اتباع أخلاقيات الإسلام وتعاليمه من أجل ضبط العلاقات الاجتماعية والتخلص من الانحلال والفجور أيضاً يسعى للحفاظ على لغاته القومية، فنحن نفاجأ في أوطاننا العربية والإسلامية بأن هناك من ينشر الانحلال والفساد تحت شعار الإعلانات الترويجية، والمتابع لوسائل الإعلام العالمية سيجد أن هناك دعوى صريحة للعودة إلى الفضيلة من أجل كبح جماح الانفلات اللاأخلاقي، بل إن السلطات الدينية الغربية والتي ظلت لفترة طويلة سلطات شرفية بدأت تنادي بقوة لتجريم الخروج عن الآداب العامة في حين ناشد بعض المفكرين الغربيين صناع الفنون والإعلانات بضرورة التخلص من الاعتماد على جسد المرأة كوسيلة لكسب أموال المستهلكين. وتضيف د. مكاوي: أن كثيراً من دول العالم غير الإسلامية تتبع منهجا لحماية هوية وأخلاقيات مواطنيها لدرجة أن بعضها تشن حملات حاسمة وقوية للتخلص من الإباحية في الإعلانات وللأسف، فإن مؤسساتنا غضت الطرف عما تفعله الإعلانات في الساحة الإسلامية لهذا، فلا بد من التحذير من خطر تفشي هذا النمط من الإعلانات على مجتمعاتنا لأن انتشار تلك الإعلانات بما تحويه من إسفاف يهدد التماسك الاجتماعي ولذلك أطالب بميثاق شرف إعلاني خاصة أن الإعلان أصبح وسيلة جذب تصل كل بيت ويقوم بالتأثير في الأطفال والمراهقين، وعلينا أن نخرج من المستنقع الذي تسببه إعلانات العري التي لا تجد غير النساء للتسلق والوصول إلى المشاهدين لعرض بضائعهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©