الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العقيد أعلي ولد محمد فال: علاقاتنا مع إسرائيل لا تمنعنا من إدانة قتل الأبرياء

14 أغسطس 2006 01:22
حوار-محمد عبد الرحمن فال: قبل سنة من الآن وبالذات صبيحة الثالث من أغسطس 2005 استيقظ الموريتانيون على أخباراعتبرت إشاعات أصبحت شبه روتينية تتعلق بانقلاب عسكري في البلاد ، لكن الأمر هذا المرة كان حقيقة اتسمت بتخطيط متقن وتنفيذ هادئ من طرف مجموعة من كبار الضباط في القوات المسلحة والأمن الوطني، أعلنت بعد ساعات قليلة إطاحتها بنظام الرئيس ''معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع'' الذي وصل الى السلطة صبيحة 12 ديسمبر1984 من خلال انقلاب عسكري لكنه بعد عقد من الحكم العسكري حوّل البلاد إلى المسار الديمقراطي وترشح هو نفسه ليفوز بالاستحقاقات الرئاسية الثلاث (92-97-2003) وإن كان للمعارضة الموريتانية تشكيكها في تلك النتائج عسكر نواكشوط الجدد أعلنوا أنهم فعلوا فعلتهم '' لوضع حد للتردي الذي تعيشه البلاد'' وتعهدوا بعدم التمسك بالسلطة وبتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وشفافة وتسليم السلطة للمدنيين في مهلة زمنية تنتهي مع نهاية مارس من السنة المقبلة(2007)، ولعل أهم خطوة تحققت على أرض الواقع تعديل الدستور الموريتاني بحيث لا يحق للرئيس الترشح أكثرمن فترتين، مدة الواحدة لا تتجاوز خمس سنوات··لكن ماهي رؤيتهم السياسية لتسيير موريتانيا ولتطوير علاقاتها مع محيطها العربي والإفريقي والدولي؟، وما هي رؤية الرئيس الموريتاني حول ما تشهده منطقة الشرق الأوسط حاليا من عربدة إسرائيلية في لبنان وفلسطين؟ حول هذه المحاور وغيرها حاورت ''الاتحاد'' الرئيس الموريتاني العقيد ''أعلي ولد محمد فال'' رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحاكم في موريتانيا، الذي استقبلنا بكل ترحاب في مكتبه بالقصر الرئاسي بنواكشوط ليخصنا بالحوار التالي : استراتيجية بعض الحركات الإسلامية خاطئة لأنها تصب في مصلحة العدو سيادة الرئيس، بداية ما هي اللحظة التي أصبحتم فيها على قناعة تامة أن التغيير عن طريق انقلاب عسكري ''شرلابد منه'' لإنقاذ موريتانيا ؟ هناك سببان ربما كانا وراء التأخر في الوصول إلى القناعة بالتغيير عن طريق القوة ، الأول : الخوف على البلد في فترات كان فيها مستهدفا من الخارج وكان يمر بأزمات تهدد حتى وجوده وفي هذه الحالة تكون الأولوية للحفاظ على البلد وتأمينه وضمان وحدته واستقراره ، أما السبب الثاني فهو أننا كنا نعتقد أن التغيير يكون من داخل النظام خصوصا بعد الانتقال إلى الحكم المدني من خلال المصادقة على دستور ··1991وهكذا كنا نرجو أن يتخذ النظام الإجراءات الكفيلة لامتصاص النقمة وتفادي الوصول إلى نقطة اللاعودة ، وقبل سنتين من التغيير تأكدنا أن التغيير غير ممكن بهذه الطريقة وأن الأزمة تفاقمت وشملت كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية وأن الانفجار أصبح وشيكا عندها قررنا في القوات المسلحة وقوات الأمن الوطني تحمل مسؤولياتنا التاريخية والتدخل لإنقاذ البلاد وهكذا كان · الشرعية ··والتغيير بعد بسط السيطرة في اللحظات الأولى للانقلاب صبيحة الثالث من أغسطس 2005 كانت عيونكم على الداخل أم على الخارج ، وبعبارة أخرى أيهما أرقكم أكثر الاعتراف الشعبي أم الاعتراف الدولي ؟؟ بطبيعة الحال نحن نهتم بالداخل أكثر من الخارج لأن الشعب هو مصدر الشرعية لكل عمل وطني ،ولكن لم يكن يساورنا أدنى شك في أن الشعب سيبارك الخطوة لأننا نعرف جيدا هذا الشعب ونعيش في أوساطه وندرك تماما كم كان يعاني وكم كان متعطشا إلى التغيير · أما على المستوى الدولي فكنا مدركين أن زمن الانقلابات قد ولى، وأن الوصول إلى السلطة عن طريق القوة لم يعد أمرا مستساغا في عالم اليوم لكننا ندرك في الوقت ذاته أن العالم يعرف أن موريتانيا تعيش أزمة خانقة وأن التناوب السلمي على السلطة غير ممكن فيها، وبالتالي كنا على ثقة أنه عندما يكتشف العالم نوايانا الحقيقية وهي أننا لم نصل إلى السلطة للبقاء فيها وأننا حملة مشروع ديمقراطي حقيقي وأن ما قمنا به لم يكن انقلابا بالمعنى التقليدي بل كان تغييرا سلميا وعملية إنقاذ تمت بسلاسة لم ترق فيها قطرة دم ولم يعتقل مواطن ولم يعلن لساعة واحدة حظر التجوال، وأنها فوق كل ذلك تمت بمباركة وبمشاركة كافة الشعب الموريتاني وطيفه السياسي، بدليل المظاهرات العفوية والبيانات السياسية ثم الإجماع الوطني منقطع النظيرعلى برنامج المرحلة الانتقالية عندها سيتعاطى بإيجابية مع الواقع الجديد· هل ما تعيشه موريتانيا اليوم هو ثمرة صمت طويل للعقيد أعلي ولد محمد فال'' دام أكثر من عقدين من الزمن ؟ وهل كنت بحاجة لكل هذا الوقت لتقتنع أن موريتانيا في خطر؟ ما تعيشه موريتانيا اليوم أو لنقل ما كانت تعشيه قبل الثالث من أغسطس 2005 هو نتاج 45 سنة من نظام الحزب الواحد والحكم الفردي ·· وهذا النمط من السلطة يضعف خطره أو يشتد حسب الحالة العامة للبلد داخليا وحسب الظروف الدولية وهذا ما يفسر استمراره كل هذه الفترة وعندما وصل إلى طريق مسدود على المستوى الداخلي وأصبح استثناء على المستوى الإقليمي والدولي أصبح استمراره يشكل خطرا حقيقيا، وهكذا كنا باستمرار نوازن بين خطر استخدام القوة لتغيير الأوضاع وبين مساوئ استمرار الوضع حتى جاءت ساعة الحسم· العدالة ··والديموقراطية يرى البعض أن تغيير الثالث من أغسطس وضع نقطة النهاية لولد الطايع لكنه لم يضعها لنظامه الذي استشرت عقليته في القلوب وعششت في العقول ؟؟ بالعكس تغيير الثالث من أغسطس 2005 وضع نقطة النهاية لنظام سياسي ساد في موريتانيا أكثر من أربعة عقود ولم يكن تغييرا لشخص· سيادة الرئيس هل تعلم أنه في موريتانيا من يقول لا نريد ديمقراطية نريد عدالة ؟؟ ربما ولكن في كل الأحوال الأمران متلازمان لأن العدالة والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، فلاعدالة في بلد غير ديمقراطي وأضمن وسيلة لنشر العدالة هي انتهاج الديمقراطية الحقيقية أسلوبا في الحكم· بعد سنة من التغيير هل أنتم راضون عما تحقق حتى الآن ؟ وهل قرأتم الرضا على المستويين الداخلي والدولي ؟؟ نعم لأن عملا كبيرا قد تم إنجازه في فترة وجيزة كما أنني مطمئن إلى إنجازما تبقى من البرنامج مع نهاية المرحلة الانتقالية، وعلى المستوى الداخلي أعتقد أن المواطن يشعر بالرضا لأن ظروفه تحسنت ولأنه أصبح أكثر حرية وأكثر إشراكا في الشأن العام وفوق ذلك أكثر ثقة في المستقبل· أما على المستوى الخارجي فيتجلى الرضا في إلغاء المديونية ومراجعة الاتفاقيات ودعم الدول والمنظمات لبرنامج المرحلة الانتقالية، وكذلك في تدفق المستثمرين إلى موريتانيا يرى البعض أنكم لم توفقوا إلى حد كبير في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن صدق مسعاكم لو دعمته الكفاءة لكان أداؤكم أحسن··فما رأيك ؟ بالنظر إلى النتائج التي تحققت في المجالات السياسية والاقتصادية يمكن القول أن اختيار الأشخاص كان موفقا في الغالب لأنه لو لم يكن كذلك لما تحققت هذه النتائج ،وبالطبع هناك بعض النواقص وتلك طبيعة أي عمل بشري لأن الكمال لله وحده· في الخامس والعشرين من يونيو الماضي صوت الشعب الموريتاني بنسبة عالية في استفتاء شعبي على الدستور المعدل ·· ما هي أبرز مميزات هذا الدستور وانعكاساتها على العملية الديمقراطية في موريتانيا ؟ دون أن أدخل في التفاصيل لأن الدستور معروف الآن لدى الكل وقد صادق عليه الشعب الموريتاني بالطريقة التي ذكرت ،يمكن أن أقول أن الميزة الأساسية لهذا الدستور هي أنه يرسي دعائم ديمقراطية حقيقية عن طريق ضمان التناوب على السلطة وذلك أساس الديمقراطية ،فلا ديمقراطية دون التناوب على السلطة· المبعدون والعبودية··والفساد هناك ملفات حساسة تتعلق ''بالمبعدين'' و''العبودية'' و''محاربة الفساد'' ، ما هي رؤيتكم لمعالجة هذه الملفات بأسلوب يؤدي لتسويتها وإغلاقها نهائيا لتتجاوز موريتانيا ظواهرها المخجلة والمشينة ؟ هذه ليست ملفات حساسة وليست أصلا ملفات ،هذه قضايا يتاجر بها بعض الإفراد ويتشبثون بها باعتبارها مصدر رزقهم فيروجون لها ويستثمرونها ويتحدثون عنها في كل المحافل لكن الواقع غير ذلك، فالواقع هو ما يلي : بالنسبة لما يسمى بقضية ''المبعدين'' فقد وقعت سنة 1989م أحداث مؤلمة بين الشقيقتين موريتانيا والسنغال وأدت هذه الأحداث إلى أن كل دولة رحلت مواطني الدولة الأخرى إليها ،(وهنا دعني افتح قوسا لأقول لك إن كثيرين ينسون أو يتناسون أن العملية لم تكن من طرف واحد وإن السنغال رحل حوالي نصف مليون إلى موريتانيا وإن من بين هؤلاء من لم يعرف موريتانيا قط لا هو ولا أبوه ولا جده ولم يحمل جنسيتها قط) والمهم أن عملية الترحيل هذه شابتها تجاوزات في كلا الجانبين ثم انتهت المشكلة والحمد لله واستمرت معالجة تبعاتها لأكثر من عقد من الزمن وبإشراك المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ، وبالمناسبة فقد أوقفت هذه الأخيرة دعمها لهذه المخيمات سنة 1996م باعتبار أنه لم يعد هناك لاجئون موريتانيون ، والآن الحدود مفتوحة وآلاف السنغاليين والماليين يدخلون موريتانيا يوميا وآلاف الموريتانيين يدخلون هذه الدول، فكيف نتصورأن هناك موريتانيين يقفون على الجانب الآخر من الحدود ويمنعون أو يمتنعون عن دخول وطنهم ؟ وموقفنا من هذه القضية واضح جدا وقد كررناه مرارا وهو أن أي موريتاني في أي مكان من العالم يمكن له أن يدخل وطنه في أية لحظة وأن يتمتع بجميع حقوقه والشرط الوحيد هو أن يثبت موريتانيته وهذا سهل جدا فنحن شعب مسلم متواصل ومتراحم ويعرف بعضنا بعضا جيدا· أما بالنسبة ''للعبودية'' فالواقع أن الدولة الموريتانية ليست دولة عبودية ولم تمارس هذه الجريمة قط ولم تقننها ولم تفرق بين مواطنيها أبدا على هذا الأساس ونصت جميع دساتيرها من 1959م إلى اليوم على المساواة بين مواطنيها في الحقوق والواجبات وصادقت على جميع الاتفاقيات والمواثيق المتعلقة بهذا الموضوع، وأصدرت سيلا من القوانين لمكافحة التمييز العنصري والمتاجرة بالأشخاص واستغلال الإنسان للإنسان ··وجميع المواطنين يدرسون في المدارس نفسها ويتمتعون بحقوقهم في العلاج والتكوين ويدفعون ضرائبهم ويتبؤون أعلى المناصب الإدارية والانتخابية دون النظر إلى أصولهم الاجتماعية وألوانهم أو أعراقهم وهذه حقائق· والواقع أن الشعب الموريتاني لا يمارس العبودية ولا يستغل بعضه بعضا ولا يكره بعضه بعضا والعلاقات بين فئاته وأعراقه أكثر حميمية وعاطفية مما يتصور البعض، بل أكثر من ذلك فهو من الشعوب النادرة التي يمكن فيها الحراك الاجتماعي والشواهد على ذلك موجودة حتى قبل تكوين الدولة الحديثة· والواقع أيضا أن المجتمع الموريتاني التقليدي وأعني هنا كل المجتمع الموريتاني بكافة عناصره وأعراقه كان مجتمعا طبقيا وبالتالي عرف العبودية في تاريخه كسائر المجتمعات ، وخصوصيته في هذا المجال أن '' العبيد'' ليسوا وحدهم ضحايا هذه الطبقية بل هناك طبقات أخرى تأثرت لكن لم تجد من يتاجر بها· إذن ما يوجد في موريتانيا ليس العبودية وإنما مخلفات نظام اجتماعي عرف العبودية وهذه المخلفات والآثارهي في المقام الأول اقتصادية ثم اجتماعية وأخلاقية وواجب الدولة والنخبة هو العمل على القضاء على هذه المخلفات عن طريق برامح التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر والجهل وبرامج التحسيس والتوعية الهادفة إلى تغيير العقليات وزرع روح المواطنة والمساواة ، وهذا ما نعكف عليه · أما محاربة الفساد فكانت أحد المحاورالثلاثة التي يقوم عليها برنامج المرحلة الانتقالية وهو محور الحكم الرشيد وقد حققنا نتائج معتبرة وقطعنا خطوات كبيرة على سبيل الشفافية وحسن التسيير ونحن ماضون بعون الله في هذا الاتجاه· شهدت موريتانيا في السنوات الأخيرة قطيعة مع محيطها الحضاري والإقليمي والدولي ، ما هي برأيك الأسباب المباشرة لتلك القطيعة هل تعود للإرادة السياسية ، أم لضعف الجهاز الدبلوماسي الذي لا تراعي في تعيينه الأهلية الدبلوماسية كما يرى البعض ؟ ربما تعود للسببين معا وهي في كل الأحوال كانت تخضع للمزاج الشخصي ولم ينظر إليها كما يجب على أنها مصلحة وطنية استرتيجية عليا· إرادة العرب ··والجامعة أكدتم في أكثر من مناسبة حرصكم على تطوير العلاقات العربية وإعادة موريتانيا لبعدها العربي، لكن ما هي الآليات لذلك هل ستقوم بجولة تشمل كل العواصم العربية خاصة المشرقية ؟ الآليات كثيرة وأنا على اتصال دائم بأشقائي قادة الدول عن طريق الاتصال المباشر أوالمبعوثين الرسميين وكذلك عن طريق تنظيم الزيارات كلما سمحت الظروف بذلك · يتحدث الكثير من الكتاب والمفكرين عن فشل الجامعة العربية ويطالب بضرورة تفعيلها من جديد كيف تنظر إلى الجامعة العربية في هذه الظروف وما هي رؤيتكم لتفعيلها ؟ حالة الجامعة العربية تعكس حالة الوطن العربي اليوم ، فهي مرآته والمشكلة ليست في الجامعة العربية بل في إرادة الدول المشكلة لهذه الجامعة· ترتبط موريتانيا بعلاقات تاريخية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ما هي أهم ملامح تلك العلاقات وما سبل تطويرها؟ علاقاتنا مع الشقيقة الإمارات علاقات عميقة وتاريخية ولا يمكن حصر ملامحها في هذه العجالة ، فهي علاقات دم ونسب ودين وتاريخ مشترك وطموح إلى مستقبل أفضل ··الخ·· وبحمد الله نحن راضون عن مستوى هذه العلاقات الممتازة والتي تشمل كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وحريصون على تطويرها وتعزيزها على أسس من الثقة والمحبة والاحترام المتبادل · إشعاع زايد كيف تنظر كقائد عربي لدور الإمارات في دعم القضايا العربية منذ أيام زعيمها الراحل الشيخ زايد وحتى اليوم؟ كان لدولة الإمارات على الدوام دور محوري ورائد في دعم قضايا الأمة كما كانت لها أياد بيضاء في مساعدة الشعوب على امتداد الوطن العربي ، أما المغفور له حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان فهو من القادة الذين تعدى إشعاعهم حدود أوطانهم فكان بحق زعيما عالميا تعدى صيته حدود الوطن العربي ليعلب دورا رياديا على مستوى العالم الإسلامي والعالم بأسره ، وكانت مواقفه الشجاعة والحكيمة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والعالمية العادلة يشهد بها الجميع ويرجع لها الجميع ،وأنا على ثقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات ستواصل نهج الحكمة والريادة الذي اختطه لها المغفور له الشيخ زايد ،وستكون دائما كما برهنت على ذلك حتى الآن في الخطوط الأمامية للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين · ماهو موقف موريتانيا من جزر الإمارات المحتلة من طرف إيران؟ نحن طبعا ندعم حق الإمارات العربية المتحدة في استعادة سيادتها على هذه الجزر آملين أن تجد هذه القضية الإسلامية حلها بالطرق السلمية وطبقا للقانون الدولي · ماذا عن علاقاتكم الثنائية مع المملكة العربية السعودية خاصة بعد زيارتكم لها للمشاركة في قمة مكة المكرمة؟ علاقاتنا مع الشقيقة المملكة العربية السعودية علاقات ممتازة يغذيها الدين والتاريخ وأواصر القربى ، ونحن نسعى دوما وكذلك الإخوة السعوديون بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تعزيز هذه العلاقات بما يخدم الشعبين الشقيقين وقضايا العرب والمسلمين· ولد الطايع··وقطر ترتبطون بعلاقات جيدة مع دولة قطر لكن يرى البعض أن وجود الرئيس السابق ولد الطايع فيها يشوش على هذه العلاقات من حين لآخر·· ما مدى صحة ذلك ؟ وهل صحيح أنكم طالبتم قطر مؤخرا بتسليم ولد الطايع أو تشديد المراقبة عليه ؟ علاقاتنا مع دولة قطر الشقيقة جد ممتازة وهي أقوى وأرسخ وأقدم من أن تتأثر بوجود هذا الشخص أو ذاك ، وقد كان لي الشرف أن قمت بزيارة لدولة قطر والتقيت خلالها بأخي سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أكن له تقديرا خاصا وقد كانت تلك مناسبة لتعزيز وتطوير هذه العلاقة، أما عن الشق الثاني من السؤال فليس صحيحا أننا طلبنا تسليم شخص أو مراقبته ولا حاجة لنا بذلك · تغيير الثالث من أغسطس2005 شجع الكثير من المستثمرين الأجانب للتدفق على موريتانيا ،ماهي التسهيلات التي قدمت في هذا المجال ؟ هناك نوعان من التسهيلات ، هناك التسهيلات القانونية المحددة في قانون الاستثمار الموريتاني الذي يعتبر بشهادة الجميع من أكثر القوانين تشجيعا وتسهيلا وضمانا للاستثمار ، وهناك التسهيلات المعنوية المتمثلة في الأمن والاستقرار السياسي واستقلالية القضاء والشفافية في التسيير· ماهي رسالتكم للمستثمر العربي خاصة أن هناك مستثمرين عربا لديهم ذكريات غير طيبة عن الاستثمار في موريتانيا ؟ رسالتي للمستثمرين العرب هي أن بلدهم الثاني موريتانيا يوفر إمكانيات هائلة للاستثمار في شتى المجالات الاقتصادية ( السياحة ، المعادن، البترول، الأسماك ، الزراعة، البنى التحتية····) وأن قانون الاستثمار الموريتاني يوفر كافة الضمانات وأن القضاء مستقل وأن الحكم الرشيد وشفافية التسيير أصبحا واقعا معاشا وعليه فإننا نرحب بهم ونؤكد لهم أن ذكرياتهم هذه المرة ستكون طيبة وجميلة · أسماك القرش··والكرسي من المعروف أن الرئيس السابق ولد الطايع تخلص من كل أسماك القرش ( اللجنة العسكرية) باستثناء العقيد علي ولد محمد فال ، هل يعود ذلك لعدم تصنيفك في إطار هؤلاء أم يعود لثقته المطلقة فيك لدرجة أنه صدم من الانقلاب وأتهمك بالخيانة ؟ هذا السؤال يوجه له هو· في مثل هذا الوقت من العام القادم يجلس هنا على هذا الكرسي رجل آخر ما زال في رحم الغيب ، لكن السؤال هو أين يجلس العقيد أعلي ولد محمد فال وقتها ؟ أجلس في بيتي ومع أسرتي مستفيدا من حقي في التقاعد· وصلت لكرسي الرئاسة بدون موعد مسبق عن طريق دبابة هل من المستحيل أن يكون لك موعد آخر مع هذا الكرسي عن طريق صناديق الاقتراع ؟؟ للتذكيرأنا لم أصل على ظهر دبابة بل دخلت القصر الرئاسي بدون حتى حراسة ،وما حدث في الثالث من اغسطس كان عملية تغيير تمت بأسلوب حضاري ودون استعمال للقوة ،وكانت متوقعة ومرغوبا فيها من كافة الشعب الموريتاني وهذا ما جسده الإجماع الوطني حول أهدافها وبرنامجها وهو إجماع لا يزال قائما حتى اليوم وعليه يمكن القول دون مبالغة أن هذا التغيير قد تم بمشاركة ومباركة كافة فئات الشعب الموريتاني·أما فيما يخص سؤلكم فطموحي هو أن أنهي مهمتي في المرحلة الانتقالية كما خطط لها وطبقا للالتزامات التي قطعها المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية على نفسه أمام الشعب الموريتاني ، ولا أتنبأ بالغيب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©