الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قمة «ودية» دون وسطاء بين رئيسي السودانين

قمة «ودية» دون وسطاء بين رئيسي السودانين
16 يوليو 2012
أديس أبابا، الخرطوم (الاتحاد، وكالات) - عقد رئيسا السودان وجنوب السودان عمر البشير وسيلفا كير ميارديت مساء أمس الأول، لقاء قمة دون وسيط وصف بأنه “اتسم بأجواء ودية”، وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ولم يتسن الحصول على أي تفاصيل حول فحوى اللقاء، لكن مسؤولاً سودانياً أكد أنه “اتسم بالشفافية وفتح صفحة جديدة لبناء الثقة بين الطرفين”. وأبلغ وزير الخارجية السوداني الصحفيين “بأن اللقاء الذي عقد بين الرجلين في فندق شيراتون بأديس، تم بطريقة سودانية خالصة، ولم يكن وراءه أي وسيط، مبيناً أنه “شكل تجاوزاً للمرحلة السابقة، وفتح صفحة جديدة تتطلب بناء الثقة بين البلدين”. وأوضح كرتي أن اللقاء سيسهم في مساعدة المفاوضين في البلدين في تجاوز الكثير من العقبات، وعلى الأقل العقبات النفسية التي كانت تحول دون الوصول إلى حلول للمشكلات بين السودان ودولة الجنوب. وأضاف أن النقاش بين الرئيسين كان ودياً وصريحاً، وتطرق إلى العقبات التي تواجه المفاوضات، بجانب المشكلات التي يعانيها السودان جراء استضافة الجنوب لعدد من الحركات المسلحة. وأكدت جريدة “الصحافة” السودانية، على لسان مصادر خاصة، أن “اللقاء الذي اتسم بالشفافية والوضوح والمكاشفة، جاء بطلب من رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير”. وأبلغ رئيس الوفد الجنوبي المفاوض بأديس باقان أموم صحيفة “السوداني” الصادرة أمس، أن اللقاء ليس له علاقة بالاتحاد الأفريقي، إنما تم بمبادرة منه وجدت القبول من الرئيسين، مضيفاً “ما أنجز سوداني 100%، ومن شأنه تحسين الأجواء بين الدولتين”. وأعرب الرئيسان عن عزمهما تسوية الخلاف بينهما بشأن الحدود والنفط. وقال أموم في تصريحات لاحقة: “الرئيسان يتخذان توجهاً استراتيجياً جديداً بشأن التوصل لحل شامل لجميع القضايا العالقة بين الدولتين”. وأضاف “لقد اتفقا من حيث المبدأ على جميع القضايا.. تفاوض الرئيسان طوال ثلاث ساعات بنفسيهما ودون فرق تفاوض من أجل تحقيق السلام وبقاء الدولتين معاً”. وفيما يتعلق بالخلاف بشأن رسوم نقل النفط، قال أموم إن الدولتين سوف تتوصلان لحل “عادل قائم على أساس المعايير الدولية”. وقد أصدر الرئيسان بعد ذلك تعليماتهما لفرق التفاوض بالعمل على حل جميع القضايا العالقة قبل الثاني من أغسطس المقبل، وهو الموعد الذي حددته الأمم المتحدة. وكان مجلس الأمن الدولي قد حدد موعد أغسطس خلال اجتماعه في مايو الماضي، كما هدد بفرض عقوبات إذا أخفقت الدولتان في التوصل لأي اتفاق بحلول هذا الموعد. وأفاد مراسل قناة “الشروق” الفضائية السودانية بأن الاجتماع الذي عقد على “هامش اجتماع لمجلس الأمن والسلام التابع للاتحاد الأفريقي”، استمر زهاء الساعة، وناقش عدداً من الموضوعات ذات الصلة بمستقبل العلاقات بين الدولتين. وحضر اللقاء كل من وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح، والفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع، ووزير الخارجية علي أحمد كرتي من الجانب السوداني، فيما حضره من جانب دولة الجنوب كل من باقان أموم ودينق ألور، فيما اقتصر الجزء الأخير من اللقاء على الرئيسين البشير وسيلفا كير بعد خروج أعضاء الوفدين. ويعد اللقاء، الذي عقد في الفندق الذي ينزل فيه البشير، هو الأول من نوعه منذ المعارك الحدودية التي دارت بين جيشي البلدين بين مارس ومايو. وبحسب مراسلة “فرانس برس” فإن الرئيسين، اللذين يعود آخر لقاء رسمي بينهما إلى القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في يناير، تصافحا إثر الاجتماع المغلق الذي جرى في غرفة داخل أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة الإثيوبية. ولدى خروجهما من الاجتماع، علت الابتسامة وجه كل منهما، لكن لم يدل أي من الرئيسين بأي تصريح للصحفيين. وفي وقت سابق، خلال نهار السبت جمعت قاعة واحدة الرئيسين خلال اجتماع مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي والذي خصص بشكل أساسي لبحث التوترات بين دولتي السودان وهي توترات مستمرة منذ تقسيم السودان في يوليو 2009. وكان الرئيسان وصلا إلى الاجتماع النهاري بفارق عشرات الدقائق وغادرا كل على حدة لتجنب المصافحة كما يبدو. وبحسب أحد المشاركين في اجتماع مجلس السلم والأمن، والذي كان اجتماعاً مغلقاً، فإن الرئيسين جلس كل واحد منهما بعيداً عن الآخر وألقى كل منهما كلمة إلا أنهما لم يخاطبا بعضهما مباشرة. وقد تحولت التوترات بين الدولتين بين مارس ومايو الماضيين إلى معارك حدودية شرسة غير مسبوقة من حيث حجمها منذ أن أعلنت جوبا استقلالها بعد نصف قرن من الحروب الأهلية ضد الخرطوم. وفي بيان تلاه أمام الصحفيين مفوض الأمن والسلم في المفوضية الأفريقية رمضان العمامرة، رحب المجلس باستئناف الطرفين في بهار دار في شمال غرب إثيوبيا في 12 يوليو مفاوضاتهما حول المواضيع العالقة بينهما. وأضاف البيان أن مجلس السلم والأمن “يحض الطرفين على اغتنام هذه المناسبة للتوصل إلى اتفاقات حول كل المسائل العالقة بينهما لا سيما الأمن والنفط (...) والحدود ووضع رعايا (هما) والوضع النهائي لمنطقة أبيي” التي يتنازعان السيادة عليها. واستؤنفت جولة جديدة من المفاوضات بين البلدين في مايو في بحر دار بشمال غرب إثيوبيا دون أن تفضي إلى أي تقدم حقيقي حتى الآن في تسوية المواضيع الخلافية الأساسية. وقد أمهل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة السودانيين حتى الثاني من أغسطس المقبل لحل خلافاتهما لا سيما بشأن ترسيم الحدود والموارد النفطية ووضع المناطق المتنازع عليها، تحت طائلة العقوبات. وكان عمر البشير زار جوبا بمناسبة أعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011، لكنه لم يزرها مجدداً في الذكرى الأولى لهذا الاستقلال الاثنين الماضي. وكان من المتوقع أن يعقد البشير وكير قمة في الثالث من أبريل الماضي في جوبا لكنها ألغيت بسبب المعارك العنيفة التي اندلعت بين البلدين في نهاية مارس. وفي يناير الماضي أوقفت جوبا التي حصلت إثر الانفصال على 75% من نفط السودان قبل التقسيم، لكنها بقيت مرتهنة بالشمال لتصدير نفطها عبر أنابيبه، إنتاجها للخام متهمة الخرطوم باختلاس نفطها على خلفية خلاف بشأن رسوم العبور. وهذا القرار تسبب بتدهور اقتصادي الدولتين إلى حد خطير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©