الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متمردو الصومال يتراجعون عن تأييد إعلان المجاعة

متمردو الصومال يتراجعون عن تأييد إعلان المجاعة
23 يوليو 2011 00:30
رفض متمردو حركة الشباب المتمردة المتشددة إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في اثنتين من مناطق جنوب الصومال تسيطر عليهما، كما أكد أمس المتحدث باسم الحركة للإذاعة الصومالية. وقال شيخ علي محمود راجي “ثمة جفاف في الصومال وليس مجاعة، وما أعلنته الأمم المتحدة خاطئ 100%”، معتبرا أن “اعلان المجاعة سياسي”. وكان قيادي كبير في حركة الشباب رحب بإعلان الأمم المتحدة الأربعاء، وقال “إننا نرحب بإعلان الأمم المتحدة المجاعة في مناطق من الصومال ونود أن نرى المساعدات تصل إلى السكان”. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الحركة التي أعلنت ولاءها للقاعدة أن المنظمات الإنسانية التي حظرها المتمردون المتشددون في الماضي تبقى محظورة في المناطق التي يسيطرون عليها. وقال “إن المجموعات التي حظرت سابقا غير مرغوب فيها للعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتنا”. وحظر الشباب منذ 2009 نشاط عدد من المنظمات الانسانية بينها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الذي واصل العمل في الصومال لا سيما في العاصمة مقديشو. وأمس، أكدت الأمم المتحدة أنها تنوي مواصلة مساعدتها لضحايا المجاعة في الصومال على رغم معارضة متمردي حركة الشباب، مشيرة الى أن المنظمات الإنسانية ستعمل “حيثما أمكن ذلك”. وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اميليا كازيلا أن “حركة الشباب ليست منظمة متجانسة”، مضيفة “ننوي العمل حيث أمكن ذلك”. وأضافت خلال مؤتمر صحفي “نعد خططا للعمل حيثما أمكن ذلك”. وتطاول موجة جفاف خطيرة حوالي 12 مليون شخص في القرن الافريقي، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وما يزيد من صعوبة الوضع في الصومال النزاعات المسلحة المستمرة، وقد أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن 350 ألف شخص يعانون المجاعة في منطقتين جنوبيتين يسيطر عليهما الشباب وهما جنوب باكول ولوير شابل. وأكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فى جنيف أمس استمرار نزوح أعداد كبيرة من الصوماليين في المناطق المنكوبة بالجفاف والمجاعة إلى العاصمة مقديشو وغيرها من المناطق في الدول المجاورة. وأشارت إلى أنه مع استمرار هذا التدفق الكبير والحالة اليائسة التي يصل بها النازحون، بدأت المعسكرات تسجل حالات وفاة بين النازحين الصوماليين. وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية ميليسا فلمنج ان معدل وصول النازحين إلى العاصمة الصومالية مقديشو قد بلغ 1000 نازح يوميا هربا من المناطق المنكوبة في الجنوب مشيرة إلى انه خلال شهر يوليو فقط بلغ عدد النازحين إلى العاصمة حوالي 20 ألفا جاؤوا بحثا عن المساعدة. وأكدت المفوضية بطيء وصول المساعدات الى البلد المنكوب حربا وجوعا، وقالت إن عدد الذين يصلون يوميا إلى مخيمات النزوح في كينيا يبلغ حوالي 1500 نازح في حين يبلغ عدد من هربوا إلى كينيا خلال العام الجاري فقط حوالي 60 ألفا في حين ليصل العدد الإجمالي للاجئين إلى كينيا نحو 100 ألف لاجئ. أما اثيوبيا، فقد وصلها ومنذ شهر يناير الماضي فقط حوالي 78 ألف لاجئ. وأعلنت المفوضية أن معسكر دولو قد شهد 15 حالة وفاة يوم الثلاثاء الماضي بسبب ما يعانيه النازحون من سوء التغذية وأمراض أخرى، في حين أكد فريق المفوضية في معسكر داب للنازحين استمرار زيادة حالات الوفاة بين النازحين إلى كينيا وبخاصة الأطفال. وأشارت المفوضية في هذا الخصوص إلى قلقها العميق تجاه من يصلون إلى معسكرات النزوح واللجوء خاصة من هم في الفئة العمرية بين 5 سنوات إلى 18 سنة، حيث يعاني هؤلاء سوء تغذية حاد ويستلزم سرعة التعامل مع حالاتهم لكى يتعافوا وان كان ذلك يحتاج لكل منهم إلى ما لا يقل عن 8 أسابيع وذلك بسبب الحالة الرهيبة التي وصلوا إليها صحيا. من ناحية اخرى قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن الاضطرابات السياسية في الصومال تفاقم من الأزمة الإنسانية هناك والتي تصفها المنظمة الدولية بانها أسوأ مجاعة في المنطقة منذ 20 عاما. وقال كانايو نوانزي مدير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في مقابلة مع (رويترز) في سيؤول أمس “إنها أزمة إنسانية ضخمة يزيد من حدتها كل من الكوارث التي من صنع الإنسان والكوارث الطبيعية..حالة الصومال مؤسفة للغاية.. من المستحيل عمليا أن تستثمر في بلد يعاني عدم الاستقرار السياسي”. وقال نوانزي “رأينا أطفالا يحتضرون وأشخاصا يعانون من سوء التغذية يسيرون عدة كيلومترات جنوبا إلى كينيا وأوغندا”، وحث المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الغذائية والخيام والأغطية. وتابع “بالطبع الدول المجاورة تقلق أيضا من هذه الهجرة... من أنها تقبل بمشكلات محتملة”. وأضاف نوانزي “المؤسف أكثر في هذا هو أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها.. موجات الجفاف حدثت في الثمانينيات والتسعينيات والآن في 2011. هذا هو الجانب المؤسف في الموقف.. عندما لا نتأهب للكوارث الطبيعية ستتكرر عاما بعد آخر ثم هناك شيء خطأ في النظام الذي لدينا”.
المصدر: مقديشو، جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©