بيروت - رفيق نصر الله:
أكد الرئيس اللبناني اميل لحود انه اذا اوقف الاسرائيليون عدوانهم، فإن المقاومة ستوقف الرد، وسيعيد الجيش النازحين الى ديارهم· واذ اعتبر ان النازحين يشكلون ثلث الشعب اللبناني، رأى انهم يفتقدون لسقف يقيهم الشتاء، ومن هنا ضرورة اعادتهم الى منازلهم· ولا بد من القيام بهذه الخطوة بأسرع ما يمكن بمساعدة القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني بدعم من ''اليونيفيل'' التي ستنتشر أيضاً للمساعدة في الحفاظ على الأمن· وأكد رئيس الجمهورية اننا منذ اليوم الاول للعدوان طالبنا بوقف النار، لاننا نعلم أن اسرائيل لن تقدر على الحاق الهزيمة بالمقاومة، فهي لا تعرف اين هم المقاومون، ويمكنها ان تقصف اينما شاءت (الأبرياء) من دون ان تصل اليهم·
وشدد لحود في مقابلة أمس على ان لبنان دفع ثمناً باهظاً، وكل ما قامت به إسرائيل يتنافى مع حقوق الانسان لا سيما في القرن الحادي والعشرين، معتبراً ان إسرائيل استخدمت عملية الأسر لتبرير عدوانها، وكان بإمكانها استعمال أي مبرر، وهي قد بحثت عن المبررات نفسها في العام 1982 عندما تعرض السفير الاسرائيلي لمحاولة اغتيال في لندن، فاستعملت هذا الامر ذريعة لاجتياح لبنان واحتلال بيروت·
وأكد ان لبنان يجمع البراهين حول استخدام إسرائيل لقذائف فوسفورية لقتل المدنيين، ولقذائف اليورانيوم المخصّب وهي حديثة للغاية، ولبنان سيرفع شكوى ضد إسرائيل امام الامم المتحدة، آملاً الا تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو، لان هذا الدمار الشامل يجب ان تدفع إسرائيل ثمنه· وشدد انه ثمة امر آخر لا يقل اهمية وهو ضرب المباني المدنية، وفي هذا ايضاً لا بد ان يخضع المسؤولون الاسرائيليون للمساءلة، ملاحظاً ان الحديث يجري على حوالي 5 مليارات دولار خسائر حتى الآن· اما وزير الاعلام اللبناني شارل رزق فقد اعتبر بأن الوقت ليس لتحديد المسؤوليات وقال ''إن الإنجاز الكبير والعبرة من كل هذه الأزمة هو عودة الدولة اللبنانية حيث اجتمع كل الدبلوماسيين عرب وأجانب في لبنان، وبعد عمل دبلوماسي دؤوب خرجت من لبنان هذه التعديلات التي أنتجت القرار1701 الذي وضع لبنان أمام فجر جديد''·
ودعا إلى ''فتح صفحة جديدة من الحياة السياسية والوطنية اللبنانية وتجاوز كل السلبيات والمناوشات''·
وعن موضوع جمع سلاح ''حزب الله'' قال ''إن حزب الله هو اليوم أمام نقلة نوعية ومفترق طرق· فالسلاح ليس سوى وسيلة من وسائل المقاومة والمقاومة تتعدى الوسيلة إلى الهدف البعيد وهي ثقافة ورسالة''· وأسف ''لتأجيل موضوع مزارع شبعا مدة شهر، وقال: ''لكن لدينا تأكيدات بأن هذا الموضوع قد ادرج بقوة على جدول اعمال المجتمع الدولي''· وتعليقاً على موافقة الحكومة على القرار 1701 قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص ''كان لا بد من الموافقة على القرار لإنهاء المجزرة الرهيبة التي يُنفّذها العدو الصهيوني في بلدنا بوحشية ما بعدها وحشية، وكان لا بد من إبداء تحفّظات على بنود غير عادلة أو غير منصفة جاءت في القرار''·
وقال الحص أمس إن انتصار منطق المقاومة سيكون سبباً لتنمية ثقافة المقاومة في الأمة العربية في معالجة قضاياها ولو سلمياً·
عدد اليوم
