الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق وسوريا.. خارج الخريطة

18 يوليو 2015 22:56
تناولت بعض وسائل الإعلام تصريحات أعتقد أنها الأخطر بالنسبة للأوضاع في العراق وسوريا، إذا ما كانت صحيحة. أول هذه التصريحات كان من جانب دونالد ترامب المرشح للرئاسة الأميركية 2016، والتي قال فيها: «الوضع أمام داعش لابد أن يتم التعامل معه بقوة وصرامة، وخصوصاً عندما يكون هناك أشخاص تقطع رؤوسهم، كنت لأقوم بعدد من الأمور في غاية الحزم، بحيث سأدمر ثروتهم والنفط، وهذا ما يتوجب القيام به حالياً، لو فزت سأستهدف تلك الحقول النفطية التي يسيطر عليها داعش الواحد تلو الآخر، فهم يستخرجون أموالاً طائلة منها.. ثم سأرجع لأكبر خمس شركات نفطية في أميركا والتي ستتمكن من إعادة تأهيل هذه الحقول بسرعة عالية». وعند سؤاله عن كون استهداف الحقول النفطية هو استهداف لثروات العراق، قال ترامب: «لا يوجد عراق، ولا يوجد عراقيون، حيث انقسموا للعديد من الطوائف». أما التصريح الثاني، والذي يأتي في نفس الإطار هو ما جاء على لسان مسؤول عسكري أميركي بارز، والذي قال: إن المجتمع الدولي يجب أن يتقبل من الآن زوال دولتين عربيتين من الخريطة، مؤكداً أن العراق لم يعد موحداً بسبب النزاعات الطائفية وفشل الحلول لتسويتها فضلاً عن انتشار الجماعات المسلحة الموالية لإيران وظهور تنظيمات إرهابية كداعش، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن سوريا أيضاً غير موجودة على الخريطة بعد الدمار الهائل الذي لحق بها وانتشار الجماعات المسلحة من كل حدب وصوب فيها. هذا فضلاً عن انطلاق تصريحات من مسؤولين عسكريين أميركيين تتوقع استمرار حالة التوتر في المنطقة لنحو عشرين أو ثلاثين عاماً. وبالنظر إلى هذه التصريحات، فإن من الواضح أن السياسة الأميركية تضع في حساباتها جيداً أن الصراعات في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق، لن تنفع معها أي حلول أو بالأصح أنها لا ترغب في تحقيق أي حلول تساعد على تهدئة الأوضاع من أجل تحقيق العديد من الأهداف التي ترغب في تحقيقها، سواء مادية من خلال مبيعات الأسلحة أو بتحقيق خططها الأساسية من تفتيت المنطقة لصالح ابنتها المدللة إسرائيل. إن مثل هذه الحقائق تفرض علينا سرعة إيجاد حلول للصراعات التي تعاني منها المنطقة، وأن يستيقظ أصحاب المصالح الضيقة وعملاء الدول الأخرى ويدركوا أي مخاطر يمكن أن تحيق بهم وبأوطانهم وبالعالم العربي والإسلامي كله. كريم حسن - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©