الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مع البحر

18 يوليو 2015 22:55
البحر وما أدراك ما البحر، إنه الكائن الذي نعشقه، ونغوص في شواطئه الفسيحة وأعماقه الدافئة. نعم، إنه البحر الذي يضم في أعماقه الأسرار الدفينة، والكنوز الثمينة التي تشدنا إليها، بحيث نظل نبحث عنها في كل الأوقات والأزمنة، عندما تشتد علينا وطأة الهموم، فإننا نهرع إليه، لنبوح له في حوار مباشرٍ وصامت عن أجيج مشاعرنا وثقل همومنا. وفي ذلك الحوار نتخيل بأننا نرمي ثقل تلك الهموم في أعماقه، وبين موجاته، حيث نتفاعل بكل مشاعرنا وأفكارنا مع تلك الموجات الهادرة حيناً، والهادئة أحياناً أخرى. وفي ذلك الحوار، من خلال جولات التنزه الفردي، أو العائلي والتي نقوم بها عبر قوارب وسفن سياحية، فمن خلال هذه الجولات، نعيش لحظات من المتعة والفرح والتأمل والتفاؤل الإيجابي. ولنا نحن أبناء الخليج العربي مع البحر قصة كفاح طويلة، وعلاقة وثيقة، فالعلاقة أزلية، متواصلة منذ القِدَمْ. كيف لا؟ وهو مصدر من مصادر رزقنا التي لا تنبض، فالبحر يبقى دائماً يفيض لنا بخيراته الكثيرة التي تتمثل في صيد الأسماك بكافة أنواعها، والاستفادة من مياه البحر بعد تكريرها وتحليتها في الزراعة والشرب، ناهيك عن الثروات الكبرى التي تُستخرج من أعماقه كالنفط. وتاريخنا البحري حافلٌ عبر الزمن بالعطاء المستمر، والإنجازات الكبرى التي حققها آباؤنا وأجدانا، وذلك من خلال كفاحهم الطويل مع البحر المتمثل في رحلات الغوص الشاقة في أعماقه، لاستخراج اللؤلؤ الطبيعي قبل خمسين سنة مضت، وكذلك رحلات السفر الطويلة عبر البحار إلى أفريقيا، وآسيا. وفي تلك الرحلات أفادوا من خلال نشرهم للقيم العربية الإسلامية الأصيلة بين الشعوب. حركة الملاحة البحرية، في منطقتنا، وفي العالم، شهدت توسعاً كبيراً، والتجارة العالمية في صادراتها ووارداتها تعتمد على البحر، فالسفن التجارية وغيرها تجوب بحار العالم في كل الاتجاهات، حاملة معها مختلف السلع التي تعتمد عليها التجارة العالمية. وما كان بالماضي من كفاح، مع البحر من قبل أبناء الخليج، سيبقى هذا الكفاح مستمراً، لأن هذه الرحلة من العطاء، لا يمكن أن تتوقف، بل هي مستمرة في عطائها. همسة قصيرة: نحب البحر لأنه مليء بالأسرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©