الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن: تراجع التصعيد ضد دمشق

22 يوليو 2011 22:44
بعد أن قامت بتصعيد انتقاداتها بحدة للقمع الدموي لسوريا ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية، عمدت إدارة أوباما فجأة إلى تخفيف تنديداتها، الشيء الذي يُظهر حالة عدم يقين جديدة بشأن استعدادها لمواجهة نظام دمشق. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون أعلنت الأسبوع الماضي أن حكومة الأسد قد "فقدت شرعيتها"، وهي لغة دبلوماسية تشير ضمنيّاً إلى قطيعة مع الحكومة في دمشق. وفي هذا الإطار، قال عدد من المحللين إنهم كانوا يتوقعون من البيت الأبيض أن يطالب برحيل الأسد عن السلطة، وذلك على غرار ما قام به في وقت سابق من هذا العام مع القذافي ومبارك. غير أن كلينتون تراجعت عن التصعيد يوم السبت الماضي إذ قالت إن الإدارة الأميركية ما زالت تأمل في أن يوقف نظام الأسد العنف ويعمل مع المحتجين على تنفيذ إصلاحات سياسية. يذكر هنا أن وزراء الاتحاد الأوروبي دعوا هم أيضاً يوم الاثنين الماضي الأسد إلى تطبيق إصلاحات، وأكدوا بوضوح أنهم مازالوا يأملون أن يقوم بذلك. ويعكس هذا التغير في النبرة النقاش المستمر حول ما إن كان نظام سوريا سيصمد في وجه الاضطرابات الحالية أم لا، وكذلك حول أفضل السبل لاستخدام الأدوات الدبلوماسية المتاحة للضغط عليه. ولكن في الوقت الراهن، يقول مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية، إنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة أوباما ستعمل على تصعيد خطابها بحيث تدعو الأسد بشكل رسمي إلى الرحيل. وفي هذا السياق، قال هذا المسؤول، الذي وافق على الحديث شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً للحساسيات الدبلوماسية: "إن مسألة ما إن كنا سنذهب إلى ما هو أبعد من ذلك تتوقف على الأحداث التي تقع على الأرض"، مضيفاً: "يجب علينا أن نفكر على نحو حذر بشأن ما نقوله". والجدير بالذكر في هذا الإطار أن الإدارة الأميركية سعت جاهدة إلى إطلاق رسائل منسجمة منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لبعض الحكومات عبر العالم العربي في يناير الماضي. واليوم، يبدو المسؤولون الأميركيون غير سعداء على نحو متزايد بأعمال القمع التي تمارسها الحكومة في سوريا ضد المحتجين، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 1500 شخص، غير أنهم يخشون أن يؤدي خلع النظام إلى إثارة الفوضى في البلاد، وبالتالي زعزعة الاستقرار في ركن مهم وحساس من الشرق الأوسط. بيد أن عدداً من المنتقدين يرون أن مثل هذا الحذر تسبب في خلق حالة من الفوضى والتشوش. وفي هذا الإطار، كتب "إيليوت أبرامز"، الذي يعد أحد مهندسي سياسة بوش ، يقول في مدونة نشرت على الموقع الإلكتروني لـ"مجلس العلاقات الخارجية" المستقل، إن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا "غير منسجمة وعصية على الفهم على نحو متزايد". ومن جانبه، يرى ستيفان ماك-إينري، المدير التنفيذي لمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط، وهو مركز بحوث يوجد مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن، أن الرسائل المختلطة التي تصدر عن إدارة أوباما تعكس في الواقع حالة ترددها، وعن ذلك يقول: "إنهم يريدونه أن يرحل عن السلطة، ولكنهم لا يعرفون كيف يمكن أن يحدث ذلك أو ما سيعنيه في النهاية"، مضيفاً باقتضاب ظاهر: "إنهم يتوخون الحذر قليلاً". هذا وكان الناشطون السوريون وأنصارهم قد شُجعوا الأسبوع الماضي، عندما قام سفير الولايات المتحدة في دمشق "روبرت فورد" على نحو غير متوقع بزيارة مدينة حماة التي تعتبر معقل المعارضة في سوريا، وهناك التقى عدداً من المحتجين. وقد بدا أن الزيارة التي كانت موضوع تغطية إعلامية مكثفة تمثل تحديّاً مباشراً لنظام الأسد. ولاحقاً، وبعد أن قامت مجموعة من الغوغاء باقتحام مجمع السفارة الأميركية في دمشق، قالت كلينتون التي بدت عليها علامات الغضب لحشد من الصحفيين: "من وجهة نظرنا، نعتقد أنه (نظام الأسد) قد فقد الشرعية". وهو ما أثار تكهنات ذهبت إلى أن أوباما سيدعو الأسد إلى التنحي عن السلطة. غير أن عدداً من المسؤولين الأميركيين يقولون إن أي قرار من هذا القبيل لم يُتخذ حتى الآن. وفي اليوم التالي، بدا أن أوباما يحاول التخفيف من الانتقادات التي جاءت على لسان كلينتون من قبل إذ قال: "لقد بدأنا نرى على نحو متزايد أن الرئيس الأسد أخذ يفقد الشرعية في أعين أفراد شعبه". ويقول عدد من المسؤولين الأميركيين إنه إذ كان بعض مسؤولي الإدارة الحالية، مثل كلينتون، يضغطون من أجل سياسة أميركية أقوى وأشد تجاه دمشق، فإن آخرين يجادلون بأن الإدارة ستبدو ضعيفة في حال دعا أوباما إلى رحيل الأسد ولم يحدث أي شيء. ومما يذكر في هذا السياق أن أوباما يطالب القذافي بالتخلي عن السلطة في ليبيا منذ شهر مارس الماضي، في وقت يقوم فيه الجيش الأميركي بدعم الحرب الجوية التي يخوضها حلف شمال الأطلسي ضد قوات القذافي. غير أن القذافي ما زال في السلطة. بول ريكتر - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©