الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مؤتمر جوبا يرسم ملامح دولة جنوب السودان

مؤتمر جوبا يرسم ملامح دولة جنوب السودان
18 أكتوبر 2010 23:30
شكل مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي الذي جمع “الحركة الشعبية “الحاكمة في جنوب السودان بالأحزاب الجنوبية منصة لشنق وحدة السودان ووضع أسس تكوين دولة جديدة قادمة لا محالة في الجنوب دعا لها وهتف معظم الحضور. وبدا الحديث عن وحدة السودان خافتا وسط ضجيج الأصوات التي تتحدث عن مستقبل البلاد بعد الاستفتاء وترتيبات بشأن الانفصال وتكوين دولة جنوب السودان. واتفق المجتمعون في المؤتمر على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة سيلفاكير (رئيس الحكومة الحالية)، في حال انفصال الجنوب توكل إليها مهام صياغة دستور جديد والترتيب لإجراء انتخابات عامة، قبل أن تنتهي الجلسة الختامية باتفاق على تنظيم مؤتمر عام لترتيب مشاركة الأحزاب في الحكومة الجديدة وتحديد عمر الحكومة الانتقالية. وأكد المؤتمر في ختام أعماله، التي استمرت لمدة خمسة أيام، بدلاً عن ثلاثة أيام كما كان مقرراً، على إجراء الاستفتاء في الموعد المتفق عليه في اتفاقية السلام الشامل وعدم العودة إلى الحرب، وطالب الحكومتين في الجنوب والشمال بإتاحة الحريات لدعاة الوحدة والانفصال للتعبير عن آرائهم بحرية. ودعا رئيس حكومة الجنوب لدى مخاطبته الجلسة الختامية للمؤتمر الجنوبيين لتوحيد صفهم لمجابهة متطلبات المرحلة المقبلة. وقال إنه سيعمل على الاتفاق مع الأحزاب الجنوبية بشأن تكوين الحكومة الانتقالية بعد الاستفتاء وإنشاء دستور جديد للجنوب ووعد بالعمل على استقطاب الدعم للجنوب من المجتمع الدولي. وأوصى بإجراء التفاوض حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء بما يحقق المصالح المشتركة في حال الانفصال. ويصوت سكان جنوب السودان في استفتاء مقرر في التاسع من يناير المقبل لتحديد بقاء منطقتهم موحدة مع الشمال أو الانفصال عنه. ويفترض أن يشهد اليوم نفسه استفتاء ثانياً حول انضمام منطقة أبيي إلى الشمال أو الجنوب، وذلك عملاً باتفاق السلام الشامل الذي أنهى في العام 2005 أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية والارواحية. إلا أن المسؤولين في الخرطوم أكدوا الأسبوع الماضي أن استفتاء أبيي لا يمكن أن يتم في الموعد المقرر بسبب الخلاف حول مشاركة قبائل الميسرية من العرب الرحل فيه. ويمنح قانون الاستفتاء في أبيي الحق بالتصويت إلى قبيلة دينكا نقوك الجنوبية وليس للمسيرية التي توعد أفرادها بإفشال الاستفتاء إذا لم يسمح لهم بالمشاركة فيه. ومن المفترض أن تستأنف المفاوضات حول مسألة أبيي الشائكة في 27 في أديس أبابا للخروج من المأزق وإجراء الاستفتاء في الموعد المحدد. من جهة أخرى، أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان هايلي منكيريوس أن الهيئة الدولية لم تتخذ أي قرار حول تعزيز عديدها على الحدود بين شمال وجنوب السودان إلا أنها قامت بإعادة انتشار لقواتها في بعض القطاعات الحساسة مثل منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال منكيريوس خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم “مع أن مجلس الأمن والأمين العام أعربا عن استعدادهما للنظر في دعم إضافي لمواجهة المخاوف الأمنية،إلا أنه لم يتخذ أي قرار حول إرسال قوات إضافية”. وكان سيلفا كير طلب مؤخراً من مجلس الأمن الدولي إقامة منطقة عازلة بعرض 32 كلم على طول الحدود بين الشمال والجنوب، والتي يبلغ طولها 2100 كلم. وكان مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة أعلن الخميس أن إقامة منطقة عازلة غير ممكن، إلا أن الأمم المتحدة ستزيد عديدها في المناطق الحساسة على الحدود، إلا أن هذه الزيادة لا تعني في الوقت الحالي انتشارا جديدا لقوات دولية في السودان، وهو ما ترفضه السلطات في الخرطوم، إنما إعادة انتشار للعناصر الموجودين أصلاً في البلاد. وقامت بعثة الأمم المتحدة في السودان مؤخراً بتعزيز وجودها في منطقة أبيي الغنية بالنفط التي تقع على الحدود بين شمال وجنوب السودان. وأعلن منكيريوس أن “أبيي مثال على الأماكن التي قمنا بنشر احتياطينا فيها لتعزيز الدوريات”، موضحاً أن سرية إضافية - أي بين 30 و45 جندياً- تم نشرها في القطاع الذي غالباً ما يشهد توتراً حاداً. أبوالغيط يبحث مع وزير الدفاع السوداني استحقاق استفتاء الجنوب القاهرة (الاتحاد) - بحث وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط أمس مع وزير الدفاع السوداني الفريق أول الركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين الذي يزور القاهرة حاليا تطورات الاستحقاقات المهمة المقبلة في السودان وفي مقدمتها استفتاء حق تقرير المصير في الجنوب والمزمع إجراؤه في يناير 2011 وجهود التوصل لتسوية سياسية في دارفور. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي إن ابوالغيط أكد خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة جهودها واتصالاتها سواء مع شريكي السلام في السودان أو الأطراف الدولية المعنية للمساعدة في دعم استقرار الأوضاع في مختلف أنحاء السودان ومعالجة المسائل العالقة فيما يتعلق باستفتاء الجنوب والقضايا الأخرى ذات الصلة وعلى رأسها عملية ترسيم الحدود والتوصل لتفاهم بشأن استفتاء ابيي علاوة على التوصل لاتفاق فيما يتعلق بقضايا ما بعد الاستفتاء كالأمن والمواطنة والمعاهدات والتكامل الاقتصادي بغض النظر عن نتائج الاستفتاء.وأضاف المتحدث أن ابوالغيط أكد أن الهدف من اتفاق السلام الشامل هو إنهاء حالة الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان شمالا وجنوبا، مشددا على أهمية التزام كافة الأطراف السودانية والدولية بهذا الهدف. وشدد ابوالغيط على أهمية أن تصب كافة التحركات المقبلة في هذا الاتجاه بما في ذلك التوصل إلى تفاهمات تضمن استقرار الأوضاع بالنسبة للقبائل الشمالية والجنوبية واستمرار التجانس في العلاقات بين تلك القبائل وحرية الحركة والتعايش السلمي وإعلاء الروابط والمصالح المشتركة التي تجمع بين الشمال والجنوب وتلزمهما بالعمل على حل كافة القضايا الخلافية الراهنة.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©