الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إيبولا» يمتص أمل الحياة من غرب أفريقيا

«إيبولا» يمتص أمل الحياة من غرب أفريقيا
8 أغسطس 2014 00:30
كان الفقر ثم جاءت الحرب والآن وباء مميت. وعلى الرغم من احتلالها المؤخرة بين أفقر الدول في مؤشر التنمية العالمية، فقد أظهرت سيراليون وليبيريا وغينيا مؤشرات على التخلص من حقبة الحروب الدموية والقفز للحاق بركب الازدهار الاقتصادي لأفريقيا وذلك قبل أن يجتاحها فيروس «إيبولا». وفيما كان الوباء الذي انتشر في أكبر موجة تفش له ينهش سكان هذه الدول الصغيرة الواقعة غرب نهر مانو في غرب أفريقيا، بدأت اقتصادياتها التي تعتمد على الموارد الطبيعية تعاني بدورها من عواقبه. ومع تخطي عدد الوفيات 900 شخص بدأ «إيبولا» يؤثر على السياحة ويقلص من حركة السفر والتجارة إلى هذه البلدان، كما أبطا قطاعي الزراعة والتعدين مما أدى لتوجيه ضربات موجعة لنمو أجمالي الناتج المحلي والذي نجم عن ازدياد الاستثمار الأجنبي. وقال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة أفريقيا مختار ديوب في اتصال هاتفي مع الصحفيين «إن الشيء المشترك بين هذه الدول الثلاث هو أنها جميعا دولا هشة»، وأضاف» هذا يعني أنها دول تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي في الأوقات العادية وهذه الصدمة الخارجية التي تواجهها في الوقت الحالي تشدها أكثر إلى الوراء». وقال وزير مالية ليبيريا أمارا كونيه «إن انتشار المرض كلف بلاده بين أبريل ويونيو الماضيين نحو 12 مليون دولار (أي اثنين في المئة من الموازنة) في حين لا يزال المرض مستمرا في الانتشار. وأشار إلى أنه سيكون على ليبيريا تخفيض توقعاتها بالنمو الإجمالي التي كانت تبلغ 5. 9 في المئة من الناتج الإجمالي. بينما قال وزير خارجية سيراليون سامورا كامارا إن بلاده لن تكون قادرة على تحمل نفقات مكافحة الوباء، وأوضح لـ»رويترز» خلال زيارة إلى واشنطن «عليك أن تحول مسار الموارد الطبيعية ومسار قطاع الطاقة وأن تبطئ حركة جميع الأوجه الأخرى للتنمية الاقتصادية الحقيقية فقط لتكافح مرضا ظهر لنا من لا مكان». وفي غينيا التي شهدت بداية انتشار الوباء من منطقة نائية تغطيها الغابات حيث قتل نحو 350 شخصا هناك، فقد أظهرت التقديرات الأولية للخسائر التي أجراها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي توقعات انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلد المصدر للبوكسيت من 4. 5 في المئة إلى 3. 5 في المئة. وفي نيجيريا حيث سجلت حالتا وفاة بالمرض تتصاعد المخاوف من تأثيره المحتمل على أكبر مصدر للنفط في أفريقيا وأكثره سكانا وعلى المنطقة المجاورة. وقال البنك الدولي الذي تعهد وبنك التنمية الأفريقي بتخصيص 260 مليون دولار لمساعدة الدول الثلاثة الأكثر تأثرا بالوباء «إن الزراعة تأثرت في غينيا وسيراليون وليبيريا بسبب فرار عمال الزراعة من المناطق الزراعية في المناطق المنكوبة حيث يتفادي بعض مرضى إيبولا من العلاج الطبي ويختبئون في قراهم. وقال كونيه «إن التباطؤ في الزراعة والنقل وتقلص النشاط في الأسواق الشعبية قد يؤدي إلى رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية والسلع الأخرى»، وأضاف «نرى تضخما. . حتى الآن الوضع غير سيء ولكننا نشعر بقلق بشأن حزام لوفا الغذائي حيث يوضع الناس في الحجر الصحي وتغلق الأسواق الرئيسية. . نتوقع تخزين الناس السلع في المناطق الحضرية وهو ما قد يرفع أسعار المواد الغذائية». وفي العاصمة الليبيرية مونروفيا، قال سكان إن حالة الطوارىء بسبب فيروس إيبولا والخوف والتشكك الناجمين عنه تؤدي إلى تعطل مظاهر الحياة اليومية وتؤثر على كل شيء ابتداء من الباعة المتجولين إلى أجرة سيارات الأجرة. وبسبب الخوف من العدوى نتيجة الاختلاط الوثيق لا تأخذ سيارات الأجرة حاليا سوى راكبين إثنين فقط في الخلف بدلا من أربعة سابقا وأدى هذا إلى رفع أجرة سيارات الأجرة. وقال كونيه «إن الحكومة ستمنع التلاعب بالأسعار». وقال مسؤولون حكوميون إن بعض شركات الطيران الرئيسية أوقفت رحلاتها إلى الدول المتأثرة بفيروس الإيبولا كما يهرب المغتربون هناك من خطر «إيبولا»، وأضافوا إن هذا قلل الاستهلاك والعائدات. وقال أحد هؤلاء «رأينا بعض الموظفين الدوليين يغادرون البلد بأعداد». وقال مسؤول كبير في وزارة المالية الغينية «رأينا هبوطا في العائدات المالية بسبب تراجع النشاط في المطارات والفنادق». وقال كونيه «إن هذا التحدي الاقتصادي يأتي في وقت تشهد فيه كل الدول الثلاثة سلاما واستقرارا بعد سنوات من الحروب المتداخلة والحروب الأهلية». وبدأت معظم الشركات الأجنبية الرئيسية العاملة في غينيا وسيراليون وليبيريا في الرد بحذر وقامت بتقليص تحركات موظفيها بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صحية وقائية. وقالت كاتي جريري المديرة الطبية في منظمة «انترناشونال إس أو إس» «بعض الشركات بدأت تسحب العمال وأجلت شركات أخرى مشروعات لترى كيف يتطور تفشي المرض». وقال البنك الدولي «إنه إذا استمر إجلاء العمال الأجانب المهرة فسيحدث تقلص كبير في الإنتاج من عمليات التعدين». وناشد المسؤولون في ليبيريا وسيراليون كبار المستثمرين عدم التخلي عن بلادهم بسبب «إيبولا»، وقال كونيه «رسالتي هي. . لا تتركوا البلد. . إبقوا معنا فلنحارب هذا معا». (مونروفيا، دكار - رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©