الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انسحاب المتشددين ومعهم «أسرى» من عرسال

انسحاب المتشددين ومعهم «أسرى» من عرسال
8 أغسطس 2014 00:25
انسحب المتشددون المسلحون أمس من بلدة عرسال شرق لبنان الحدودية المحاذية لسوريا، مصطحبين معهم جنوداً وشرطيين لبنانيين «أسرى» فيما حرر الجيش اللبناني 8 شرطيين من الرهائن، وقالت مصادر أمنية إن قنبلة انفجرت الليلة قبل الماضية بالقرب من دورية عسكرية في مدينة طرابلس شمال لبنان، ما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة 11 آخرين بجروح. ومع صمود الهدنة بين الجانبين، تقدمت نحو 6 حاملات جنود مدرعة عليها بنادق آلية تابعة للجيش اللبناني صوب عرسال. وانطلقت سيارات إسعاف على الطريق الرئيسي المؤدي إليها بعد ازالة مطبات الحد من السرعة. وقال مسؤول في جمعية الصليب الأحمر اللبناني إن المسعفين دخلوا البلدة في الصباح وأجلوا 42 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال، موضحاً أنهم مصابون بجروح خطيرة وبينهم من بترت أطرافهم بسبب القذائف. وأضاف أن الوضع هناك طبيعي على ما يبدو والناس يسيرون في الشوارع وأنه لم يشاهد أي مسلحين ولكنه لا يعرف ما إذا كانوا مختبئين. وذكر مسؤولون أمنيون أن 19 جنديا مازالوا مفقودين ويفترض أن المسلحين احتجزوهم مع عشرات من رجال الشرطة عندما هاجموا عرسال يوم السبت الماضي. وقال أحد المسلحين المنسحبين لوكالة «رويترز» عبر الهاتف «الانسحاب جرى عند الفجر مع الرهائن وقد يتم الإفراج عنهم على مراحل فيما بعد». وأكد مصدر أمني لبناني أخذ المسلحون «أسرى» معهم. وذكر أنهم انسحبوا تدريجياً على ما يبدو ولكن الجيش مازال يقيم الوضع. وصرح مصدر سياسي لبناني مطلع على الوضع هناك بأن بعض المسلحين مازالوا موجودين هناك ومن بينهم مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية» المسمى سابقاً «داعش». لكن أحد وسطاء «هيئة العلماء المسلمين»، التي نجحت في إبرام الهدنة، أكد خلال مؤتمر صحفي تلفزيوني خارج عرسال أن البلدة شبه خالية من المسلحين. وأضاف أن الهيئة ستقنع المسلحين بالإفراج عن الرهائن و«سينتهى كل شيء خلال ساعات». قال مصدر عسكري لبناني إن الهدنة صامدة وان الوضع في عرسال هادئ. وأضاف أن أفراد الجيش كانوا يمشطون المنطقة وقد حرروا 8 من أفراد من قوى الامن الداخلي اللبناني العشرين المحتجزين لدى المسلحين. ووسط تضامن وطني، استقبل الرئيس البناني المنتهية ولايته العماد ميشال سليمان رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، وجرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات الامنية والدعم السعودي للجيش والمؤسسات الأمنية. وقال الجميل «الظروف التي نمر فيها في الوقت الحاضر في غاية الخطورة لا بل خطيرة جدا، وما يحصل في عرسال وكذلك في طرابلس وبيروت وكل المناطق هو خطير جدا جدا. اللبنانيون والقادة لا يستوعبون ما فيه الكفاية انعكاس هذا الامر على لبنان، ما زلنا غارقين في الانانيات والعقد الشخصية بينما البلد يعاني ظروفا قاسية، ولبنان نادرا ما مر في هذه الظروف اكان على الصعيد الأمني وما يحصل في عرسال وغيرها وانعكاس ذلك على الوحدة الوطنية وعلى الكيان اللبناني ومستقبل لبنان». وأضاف «نؤكد دعمنا الكامل للجيش ونعزي اهالي الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى وتحرير العناصر المفقودة في اسرع وقت ونحن الى جانب الجيش ونقدر كل الخطوات التي تقوم بها قيادته». وزار الجميل رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة «أمل» نبيه بري وبحث معه الاستحقاقات على الصعيدين السياسي والامني. وقال «لا شك أن الهم الأول اليوم منصب على دعم الجيش والوقوف صفا واحدا بجانبه بمعزل عن أي اعتبار آخر، ولا وقت للحسابات السياسية الداخلية، الاهم اليوم هو أن ينتصر الجيش في المهمة التي يقوم بها لأنها مهمة لها علاقة اولاً بالحفاظ على سيادة البلد، ونحن نعلم ان هناك حدودا بين لبنان وسوريا منتهكة في منطقة عرسال، ولها انعكاس على وحدة البلد وعلى الامن والاستقرار. من هنا، فإن الاولوية هي لدعم الجيش لكي يستطيع ان يقوم بمهمته الصعبة في عرسال. موقفنا صلب الى جانب الجيش، وليس هناك أي زعزعة في الوحدة الوطنية والتضامن حول الجيش». كما استقبل بري أمين عام «حزب الطاشناك» آغوب خاتشاريان وأكدا دعم الجيش في مهماته وتصديه للإرهاب والارهابيين. وقالت الهيئات القيادية العليا في حركة «أمل» في بيان أصدرته بعد اجتماع طارئ برئاسة نبيه بري، «إن لبنان يمر في إحدى أدق مراحله في لحظة سياسية إقليمية حرجة يواجه فيها الجوار العربي أوضاعا صعبة، نظرا للهجوم الإرهابي التكفيري على عرسال والعدوان الارهابي الاسرائيلي على قطاع غزة والهجوم الارهابي التكفيري على محافظتي الانبار ونينوى في العراق وخصوصا مدينة الموصل وتهجير مسيحييها، وكذلك التهديدات الارهابية العابرة لحدود عدد من الدول العربية». وأضافت «ترسيخ الوحدة الوطنية في لبنان يمثل ضرورة وواجبا وطنيا باعتبارها السلاح الأمضى بمواجهة العدوان، داعية الى دعم الجيش اللبناني في تنفيذ مهمة الامن في مختلف المناطق الى جانب الدفاع وتأكيد ضرورة الحزم تجاه المجموعات التكفيرية الارهابية التي تستهدف زعزعة الامن الوطني وتخريب الاستقرار وتهديد وحدة الوطن ارضا وشعبا ومؤسسات». وأكد وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج في حديث لقناة «المستقبل» التلفزيونية اللبنانية أهمية الغطاء السياسي الذي وفرته الحكومة للجيش في محاربة الارهابيين في عرسال. وقال «إن النأي بالنفس يغنينا عن التفاوض مع النظام أو المعارضة في سوريا»، داعيا «حزب الله» اللبناني له المشارك في الحكومة إلى «التفكير في جدوى انسحابه من سوريا». واقترح الاستعانة بقوات الطوارئ الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان «يونيفيل» في مراقبة جزء من الحدود الشرقية اسناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701). وشدد على ضرورة مواجهة «العدوان التكفيري» على لبنان، على ان تتم بعد ذلك معالجة الامر بالعمق وذلك يعني مناقشة مسألة النازحين السوريين وضرورة اتخاذ اجراءات على الأرض وضبط الحدود ذهاباً وايابا ومناقشة ظروف ما جرى ومسبباته. وقال «منتدى سفراء لبنان»، في بيان أصدره في بيروت «ان اللحظة الحرجة التي نعيشها تتطلب استنهاض كل القوى والقيادات الوطنية الفاعلة، في وجه الهجمة الظلامية الشرسة التي تستهدف تماسك لبنان ودوره الحضاري بل وجوده بالذات». ودعا إلى استنفار كامل لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. (بيروت - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©