الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

طلب العلم.. فريضة وعبادة وجهاد

طلب العلم.. فريضة وعبادة وجهاد
16 نوفمبر 2017 21:55
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء في الأزهر على أن العلم من أجّل نعم الله على البشرية، وقد مدحه الله وكرم أهله وأجزل لهم العطاء، ورفع لهم الدرجات، مؤكدين أن الإسلام الحنيف جعل من طلب العلم والسعي إليه فريضة وعبادة وجهاد. وقال العلماء: في الإسلام فروض كفاية، هي التي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يقم بها أحد أثم كل قادر على القيام بها، ومن هذه الفروض تعلم العلوم التي تستغني بها الأمة عن أعدائها وتدافع بها عن كيانها، والعلوم الحديثة بكل جوانبها واجبة على الأمة، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكل ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم ليحقق لهم التفوق على غيرهم ولتكون لهم القوة على عدوهم، فهو فرض كفائي عليهم، تأثم الأمة إذا فرطت فيه. دين العلم والمعرفة أوضح د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الإسلام هو دين العلم والمعرفة، حيث كانت أولى آيات القرآن الكريم التي نزلت على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه تدعو إلى العلم، وإلى القراءة، فقال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، «سورة العلق: الآيات 1 - 5»، وهذه الآيات الأولى الداعية إلى العلم والقراءة، تربط العلم من أول وهلة بالله سبحانه وتعالى، فهي قراءة باسم الله، وما دام العلم والقراءة والمعرفة باسم الله ومرتبطة به، فهو علم نافع وقراءة مثمرة ومعرفة وراءها خير البشرية كلها. وقال د. هاشم: ولما كان العلم طريقاً لمعرفة الله والإيمان به، والعمل بشرعه وسبيلا لإسعاد البشرية وإصلاحها، فإن الإسلام قد قاوم الجهل مقاومة كبيرة، ونوه بالفارق الكبير بين أهل العلم وبين الذين لا يعلمون، فقال تعالى: (... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ...)، «سورة الزمر: الآية 9»، ويحض الإسلام على الخروج في طلب العلم ونشره وتبليغه وتعليمه للناس، فقد قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، «سورة التوبة: الآية 122». نعمة عظيمة ومن جانبه، أشار د. أحمد محمد الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن العلم من أجّل نعم الله علينا، مدحه الله وكرم أهله وأجزل لهم العطاء، ورفع لهم الدرجات، فقال تعالى في سورة المجادلة: (... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...)، «الآية 11»، ومن شرف العلم وفضله أن الله عز وجل حثنا على الاستزادة منه وأمر نبيه، فقال تعالى: (... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً...)، «سورة طه: الآية 114»، وفي السُنة أحاديث كثيرة في فضل العلم ومكانة العلماء، عن معاوية قال: «سمعت رسول الله يقول: «من يرد اللهُ به خيراً يفقهه في الدين»، وقال: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».وقال د. الشرقاوي: وفي ظل تعاليم الإسلام السمحة وترغيبه في طلب العلم وتكريمه للعلماء نبغ المسلمون في العلوم كلها والتمسوا المعرفة من الشرق والغرب، فترجموا كتب العلوم الفارسية واليونانية وغيرها، وشجع الخلفاء على هذه الحركة العلمية، حتى كان الخليفة المتوكل يعطي حنين بن إسحاق أشهر المترجمين وزن ما يترجمه ذهباً، ولم يقتصر المسلمون على الترجمة، بل تابعوا البحث والدراسة.وأضاف: ولقد تحدث العلماء عن فروض الكفاية ومنها تعلم العلوم التي تستغني بها الأمة عن أعدائها وتدافع بها عن كيانها، والعلوم الحديثة بكل جوانبها واجبة على الأمة، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكل ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم ليحقق لهم التفوق على غيرهم ولتكون لهم القوة على عدوهم، فهو فرض كفائي عليهم، تأثم الأمة إذا فرطت فيه. وتابع: وحين نتأمل موقف الإسلام من العلم نجد ترابطاً وثيقاً بين العلم والإيمان، فكلما ازداد الإنسان علماً كلما ازداد يقيناً ومعرفة وخشية لله، فالعلم يهدي إلى الإيمان ويقوي دعائمه، والإيمان يدعو إلى العلم ويرغب فيه، هذه العلاقة الوثيقة لا نجدها في غير الإسلام، ولكي ترقى الأمم وتتقدم، فلا بد لها من الإيمان والعلم معاً، أما العلم وحده فقد يرفع أمة حتى تعانق السماء رفاهية ورغداً، ولكنها سرعان ما تتداعى مثلما تتساقط أوراق الخريف التي تعصف بها الرياح، وكم من أمة غنية قوية ولكنها تعيش على شقوة مهددة في أمتها مقطعة الأواصر بينها يسود الناس فيها القلق ويظهر الانحلال. مكانة فريدة أما د. حسين شحاتة، الأستاذ بجامعة الأزهر، فقال: لطالب العلم مكانة عظمى في الإسلام، فلقد أثنى عليه رسول الله، فقال: «من خرج في سبيل العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع»، وحتى ينال طالب العلم هذا التكريم يجب أن تتوافر فيه مجموعة من القيم والخصال والسلوكيات والأفعال، من أهمها الالتزام بالقيم الإيمانية، ومنها الإيمان بأن طلب العلم عبادة وفريضة وجهاد، ولقد ربط الله بين العلم والتقوى، فقال: (.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، «سورة البقرة: الآية 282»، وأكد رسول الله على أن طلب العلم فريضة فقال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وأن لطالب العلم ثوابا في الدنيا، وثوابا في الآخرة، فإن مما يلحق المسلم بعد موته علم ينتفع منه، مصداقاً لقول رسول الله: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» منها «علم ينتفع به». ودعا د. شحاته طالب العلم إلى الالتزام بالقيم الأخلاقية، ومنها الإخلاص والصلاح والإحسان والأمانة والصدق والصبر والمثابرة والمرابطة وعلو الهمة والعزة والتواضع، والباعث على ذلك هو ابتغاء مرضاة الله، كذلك لابد من الالتزام بالسلوك المستقيم، سلوك الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©