الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدور المؤثر لأبوظبي ودعمها لجهود واشنطن كفيل بإحلال الاستقرار بين الهند وباكستان

الدور المؤثر لأبوظبي ودعمها لجهود واشنطن كفيل بإحلال الاستقرار بين الهند وباكستان
8 أغسطس 2014 00:10
نظِّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرة عن «جذور انعدام استقرار الردع النووي في جنوب آسيا: التحديات والفرص» ألقاها الباحث حيدر ملِك، الأستاذ غير المتفرِّغ في كلية الحرب البحرية الأميركية، مساء أمس الأول، وسط حشد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي وباحثين وإعلاميين. واستهل ملك محاضرته التي ألقاها في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي بالإشادة بالتطورات التنموية المتقدمة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعد كافة، وقال: «إنه لشرف كبير لي أن ألقي محاضرتي في مركز فكري، يعد اليوم أحد أبرز مراكز البحوث الاستراتيجية في العالم. ويسعدني في الوقت نفسه أن أعرب عن تقديري للدكتور جمال سند السويدي مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» لمتابعته المتواصلة لشؤون الأمن والدفاع والتوازن الجيوسياسي في العالـم». وتحـدث الباحث حيــدر مـلِك عـن كيفيَّـة تحقق «اسـتقـرار الـردع النــووي» (Nuclear Deterrence Stability)في العالم، لا سيما بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والاشتراكي بقيادة [الاتحاد السوفييتي] حتى انتهاء الحرب الباردة أوائل التسعينات، مبيناً خريطة امتلاك الرؤوس النووية، حيث تتصدر الولايات المتحدة الأميركية قائمة الدول بامتلاكها 4800 رأس نووي، فروسيا التي تمتلك 4520 رأساً، ثم فرنسا 300، والصين 250، وبريطانيا 225، وإسرائيل 200، وباكستان 120، والهند 110، وكوريا الشمالية 10 رؤوس نووية. وقال الباحث: «عندما تنتقل دولتان متنافستان، وهما الهند وباكستان في آسيا، وتمتلكان في الوقت نفسه السلاح النووي دون ضوابط وقيود، فإن أمراً كهذا يثير القلق». واستعرض الباحث الظروف التي آلت إلى انعدام استقرار الردع النووي بين الهند وباكستان، وكيف نزعت واشنطن منذ 11 سبتمبر 2001، فتيل اثنتين من الأزمات الكبرى بين الدولتين اللتين ساعدتا إلى حد ما التهديد باستخدام الردع النووي، موضحاً أبرز الأحداث التي أججت الصراع في الردع النووي بين البلدين، بما فيها الخلاف على كشمير والبنجاب والحدود، فضلاً عن دعم كل منهما للمتمردين ضد الطرف الثاني. كما بينَّ العوامل التي حالت دون تمكّن كلٍّ من الهند وباكستان من إيجاد حالة من استقرار الردع النووي، وهذه العوامل تتمثل في: السلوك العدواني لكل دولة منهما تجاه الأخرى، ونوع نظام الحكم من حيث الليبرالية والدينية والقبلية، والصراع الجيوسياسي والتاريخي المعقد، وعدم فاعلية حل النزاع، والمواقف النووية الخطرة بين البلدين، وغياب الضوابط على الأسلحة النوويَّة واختباراتها، وغياب المعرفة النووية، والأمن النووي غير الموثوق به. ولكن هناك ثلاثة عوامل توفِّر فرصة لاستقرار الردع النووي بين الهند وباكستان هي: التكامل الاقتصادي الإقليمي، والسياسة الداخلية لمصلحة الانفراج، ونجاح المعاهدات السابقة. والأهم من كل ذلك، هو الدور الكبير لأبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يمكن أن تضطلع به في إيجاد واقع جديد تسوده حالة الأمن والسلام والاستقرار بين البلدين، لما تتمتع به الأخيرة من نفوذ مؤثر إقليمياً ودولياً بوجه عام، وعلى الدولتين الهند وباكستان بوجه خاص، خاصة إذا ما أدركنا أن العلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية والأمنية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكل من البلدين علاقات راسخة في القدم ووطيدة واستراتيجية، فالتبادل التجاري الحالي بينها والهند وصل إلى 75 مليار دولار، ووصل مع باكستان إلى 26 مليار دولار أيضاً، فضلاً عن الاتفاقات الدفاعية والاقتصادية معها، الأمر الذي يتيح مناخاً من حرية التحرك لأبوظبي للاضطلاع بدور مؤثر في إحلال الأمن والسلام بين البلدين، لا سيما أن اتجاهات السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو السلم والأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي معروفة. وقال الباحث: «ما لم تبذل واشنطن وبدعم من أبوظبي جهوداً متأنِّية لتحقيق استقرار الردع النووي بين الهند وباكستان، وحفزهما على العمل معاً، فإن تكلفة الصراع الدائم ستكون باهظة جداً من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية، وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم». يذكَر أن الباحث حيدر ملِك يعمل أستاذاً غير متفرِّغ في «كلية الحرب البحرية»؛ وهو رئيس التحرير المؤسس لمجلة «Fletcher Security Review»المتخصِّصة بالشؤون الأمنية. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©