الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هروب المدربين.. «خيانة مشروعة»

هروب المدربين.. «خيانة مشروعة»
18 أكتوبر 2010 22:45
ما بين إقالة أو استقالة.. هروب أو اعتذار.. رغبة في التخلص من المشاكل أو البحث عن الأفضل مادياً وأدبياً أو نفسياً، تظل علاقة المدرب الأجنبي مع الأندية في كل مكان في العالم تحكمها ظروف كثيرة ومعطيات ومتغيرات وأسباب ومقدمات، لكن النتائج دائماً لابد وأن تصيب أحد الطرفين بالخسارة فهي تحقق رغبة طرف دون الطرف الآخر في معظم الأحيان، حتى وإن التقت رغبة الطرفين، المدرب والإدارة، يظل الفريق نفسه متضرراً لبعض الوقت حتى يستعيد توازنه. هذه العلاقة بين المدرب والنادي تحكمها عقود وبنود، ورغم ذلك تظل الأمور رهن “المزاج” في بعض الأوقات بحيث يسيل لعاب مدرب لعرض أكثر إغراء من الناحية المالية أو بحثاً عن قيادة فريق في بطولة مهمة أو الرغبة في القيام بدور “البطل” إذا ساءت النتائج، وهذه الحالة نادراً ما تحدث في ملاعبنا التي تعرضت لأكثر من موقف صعب عندما قرر مدرب ما الرحيل دون سابق إنذار. واليوم تجددت “السالفة” مع الوحدة ومدربه البرازيلي تيتي الذي جاء بعد بداية متعثرة لـ “العنابي” في الموسم الكروي الجديد بالسقوط أمام الإمارات في بطولة “السوبر” ثم في الجولة الأولى للدوري أمام الوصل ليخلف الروماني الأصل الفرنسي الجنسية بولوني، ليحقق معه نتائج جيدة أعادت التوازن لحامل لقب بطولة الدوري، ليفاجأ الجميع بعد ذلك برغبته في الرحيل لتدريب فريق كورينثيانز البرازيلي، ووجود اتفاق نهائي مع بطل البرازيل قبل إخطار الإدارة الوحداوية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول أن يترك مدرب مهمة تدريب فريقه وسط الموسم، وفي ظروف يصعب معها التعاقد مع بديل لانشغال كل المدربين مع أنديتهم داخلياً وخارجياً، ولكن هناك من يقول إنه من حق أي مدرب طلب الرحيل مثلما نعطي الحق دائماً للنادي بإقالة المدرب إذا رأي أن مصلحته في هذا الأمر، وأنه لا يمكن أن نصف هذه الظاهرة بأكبر من حجمها، لأنها في النهاية تبقى “خيانة مشروعة” خاصة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” لا يجرم عملية رحيل المدربين أثناء سريان عقودهم مع الأندية على عكس ما يفعل مع اللاعبين في حال حدوث الموقف نفسه. وتظل العلاقة “شائكة” بين المدربين والأندية طالما غابت الضوابط التي من شأنها تنظيم العلاقة بدرجة أكبر مما هي عليه الآن، ومدى الاعتماد على العقود الاحترافية والابتعاد عن العاطفة التي تحكم تصرفاتنا وقراراتنا في كل الأمور رغم مرور سنوات من العمل الاحترافي في كرة القدم. وبين كل هذه الآراء والبحث عن حل لها ودراسة أسبابها ونتائجها توقفت (الاتحاد) مع عدد من المسؤولين الإداريين والمدربين والعاملين بالوسط الكروي لمناقشة القضية في هدوء بحثاً عن نتائج ملموسة قد تفيد أنديتنا في المستقبل القريب. حالتا إقالة بعد 6 جولات ويعتبر البرازيلي أنجوس مدرب النصر السابق الحالة الثانية في مسلسل الإقالات التي تحدث دائما في “دورينا”، حيث غادر المدرب موقعه بعد 5 جولات من عمر الدوري، ومباراتين في كأس رئيس الدولة وكأس الرابطة، حيث سبقه الروماني بولوني مدرب الوحدة بعد جولة واحدة من عمر مسابقة دوري المحترفين هذا الموسم. ومن المؤكد أن أنجوس لن يكون الأخير حيث تهدد الإقالة عددا من المدربين منهم المصري أيمن الرمادي مدرب دبي والبرازيلي باتريسيو مدرب اتحاد كلباء بفعل النتائج السيئة وتأخر الترتيب في الجدول ومواجهة خطر الهبوط مبكرا، وقد يحدث الأمر نفسه مع فرق أخرى، خاصة أن سباق المنافسة مازال في بدايته حتى الآن. وقائع عربية مشابهة وهناك أكثر من واقعة شهدتها منطقتنا العربية في السنوات الماضية وآخرها وأحدثها فقط ما حدث من الفرنسي هنري ميشيل في أغسطس 2007 عندما كان مدرباً للزمالك المصري، وقاده خلال فترة الإعداد في المعسكر الفرنسي ثم قرر فجأة عدم العودة مع الفريق إلى القاهرة، وذلك من أجل قيادة منتخب المغرب، ووقتها برر الهروب بوجود العديد من المشكلات الداخلية في فريق الزمالك. وتجددت الحادثة أيضاً في يوليو 2009 عندما ألغى البرتغالي نيلو فينجادا تعاقده مع الأهلي المصري بعد التوقيع الرسمي، وذلك بداعي وجود ظروف عائلية خاصة تتطلب وجوده مع أسرته، وتبين بعدها وجود نية مسبقة لدى المدرب للعمل في مكان آخر، لم يكن لظروفه العائلية أي دخل فيها. درس مورينهو و «الريال» دبي (الاتحاد) - من الأشياء الغريبة في هذه القضية أن حالات هروب المدربين أو إخلالهم بتعاقداتهم نادراً ما تحدث أوروبياً أو عالمياً، رغم أنها كثيرة الحدوث عربياً وخليجياً، ويبدو أن الخطأ في تعاملنا نحن مع الموقف، خاصة أن نفس المدرب الذي يتعامل مع فرقنا ومنتخباتنا هو نفسه من يتعامل أحيانا مع الآخرين ويكون معهم أكثر التزاماً دون النظر إلى الشروط الجزائية الموجودة في العقود. وتظل واقعة انتقال البرتغالي مورينهو من تدريب إنتر ميلان الإيطالي لقيادة ريال مدريد الإسباني أبرز الأمثلة، حيث ظل المدرب البرتغالي يتفاوض مع إدارة النادي الإيطالي لفترة طويلة محترماً تعاقده الساري معهم، وانتظار موافقتهم بعد تعويضهم ماليا بعشرة ملايين يورو قبل التوقيع رسمياً لتدريب الريال، وهي حادثة تثبت كيف أن المدرب الأوروبي يحترم تعاقده، خاصة أن التعاقد قد تم بين مورينهو وريال مدريد بعد انتهاء الموسم وقبل فترة كافية من بدء الموسم الجديد ليكون إنتر ميلان أمام خيارات جيدة في البحث عن بديل. ولم يحدث في “دورينا” أو أي دوري عربي آخر أن انتظر مدرب ما موافقة فريقه السابق من أجل الرحيل إلى فريق آخر، مهما كان الشرط الجزائي كبيراً، حيث يقوم المدرب عادة بالتوقيع على العقد الجديد أولاً وربما تولى المسؤولية الجديدة فعليا قبل إنهاء علاقته بفريقه السابق. أحدث حالة..ليبية - مصرية دبي (الاتحاد) - شهدت الساحة العربية مؤخراً وجود شكوى ليبية من المدرب المصري أنور سلامة، الذي أخل بتعاقده مع فريق الاتحاد الليبي بعد مرور جولتين أو ثلاث من عمر الدوري الليبي، حيث برر المدرب المصري تصرفه بوجود ظروف خاصة تمنعه من الاستمرار مع الفريق الليبي، وهو الأمر الذي ثبت عدم صحته بوجود اتفاق مسبق بين المدرب ونادي الجونة الذي يلعب الدوري الممتاز المصري لقيادة الفريق خلفا لإسماعيل يوسف المستقيل. ووصف الليبيون تصرف أنور سلامة بـ “الهروب”، خاصة أنه لم يتناقش مع أحد من مسؤولي نادي الاتحاد الليبي، وغادر طرابلس من دون إذن، وفوجئ الجميع برسالة من المدرب تخطرهم باضطراره للمغادرة إلى القاهرة واعتذاره عن عدم الاستمرار، وهو ما أثار موجة غضب عارمة ضد المدرب، كون الحادثة هي الثانية من مدرب مصري في وقت قليل، حيث سبقه مواطنه حلمي طولان في القيام بنفس التصرف من أجل العمل مع فريق بتروجيت في الدوري المصري. وتشبه حالة أنور سلامة مع فريق الاتحاد الليبي واقعة تيتي من زاوية تفضيل المدرب العودة للعمل في بلاده، دون أن يكون للمقابل المادي دوره الأساسي في ذلك، وربما يشعر المدرب بالنجاح في وطنه بدرجة أكبر منه مع فريق خارجي، وإن ظلت واقعة تيتي أكثر غرابة كونها قد حدثت قبل أسابيع قليلة من حدث عالمي كبير وهو مونديال الأندية. طالب الأندية بعمل «ميثاق شرف» يمنع عودة الهارب عبدالقادر حسن: الأخلاق تحكم العلاقة قبل العقود وبراجا خير مثال دبي (الاتحاد) - أكد عبدالقادر حسن لاعب الشباب والمنتخب الوطني السابق والإداري الحالي باتحاد الكرة ان علاقة المدرب بالنادي تحكمها أخلاقياته أولاً قبل العقود، لأن بنود العقد لا يمكن أن تجبر مدرب على العمل دون رغبته، وإذا كان الفريق الذي يرحل عنه مدربه يجد نفسه في موقف صعب كما هو الحال في الوحدة حالياً فإن المدرب أيضاً يجد نفسه في موقف صعب عندما يتعرض للإقالة بعد جولة أو جولتين في الدوري لأنه لا يملك البدائل في كل وقت. وقال: الظاهرة موجودة في العالم كله، وهي موجودة عربياً وخليجياً ونحن جزء من العالم وهذه المنظومة وليس غريباً أن تحدث عندنا، وأرى أنه لا يوجد حل جذري لها، وكل ما يمكننا أن نفعله أن يكون هناك “ميثاق شرف” بين كل الأندية بعدم التعاقد مع مدرب ترك أحد أنديتنا وسط الموسم ورحل دون سبب منطقي لكي لا يعود مرة أخرى إلينا ويحصل على ما يريده ثم يكرر فعلته في مكان آخر. وأضاف: هذه الخطوة من الأندية وبدعم من اتحاد الكرة ورابطة المحترفين سيكون من شأنها زيادة احترام المدربين لتعاقداتهم مع أنديتنا وتحقق مصلحة الجميع، لأن الشرط الجزائي وحده لا يكفي فهو سلاح ذو حدين ولأن إجبار المدرب على البقاء أيضا لا يفيد النادي، حيث من الصعب أن يقدم المدرب كل ما لديه وهو يعمل على عكس رغبته، وتفكيره في مكان آخر يريد الذهاب إليه، ولذلك أرى أن قرار النادي بترك المدرب الذي يرغب في الرحيل هو الحل الأنسب بدلاً من التمسك به. وشدد عبدالقادر حسن على ضرورة معرفة السيرة الذاتية للمدرب قبل التعاقد معه لمعرفة “سوابقه” في مثل هذه الحالات سواء كان مدرباً كبيراً ذا تاريخ معروف أو مدرباً شاباً مغموراً، لأن هناك بعض الأسماء المحترمة في “دورينا” حالياً وفي مقدمتها البرازيلي براجا مدرب الجزيرة الذي تلقى العديد من العروض المغرية أثناء تواجده في الإمارات على مدار 3 مواسم لكنه تمسك بالبقاء واستكمال عقده مع النادي، وهذه هي النوعية التي نريدها من المدربين عندنا، وهناك غيره أيضاً الكثير من المدربين الملتزمين، لكنه لابد من وجود “شواذ” في كل قاعدة. أكد أن العقد شريعة المتعاقدين عبدالله الجنيبي: لا يمكن ضمان انتهاء الأزمات بين المدربين والأندية دبي (الاتحاد) - أكد عبدالله ناصر الجنيبي رئيس اللجنة الفنية في رابطة كرة القدم الإماراتية أن الالتزام ببنود التعاقد بين المدرب والنادي هو أمر لا يمكن لأي جهة أن تضمنه سواء كانت الرابطة أو حتى الاتحاد الدولي، وقال: القاعدة المعروفة تقول “العقد شريعة المتعاقدين”، وهذا وحده كفيل بحفظ حقوق كل طرف أمام الطرف الآخر. وأضاف: لا نجد حالات كثيرة لمدربين يرحلون برغبتهم دائماً في “دورينا”، بل على العكس نجد الكثير من الحالات التي يستغني فيها النادي عن المدرب لسوء النتائج، وفي كل الحالات لدي رأي آخر ونظرة مختلفة لهذه المواقف التي تجد الأندية نفسها فيها كون الحل يكمن في تحضير كل ناد للعديد من الكوادر الوطنية من أبناء النادي لتولي المهام الفنية الكاملة. وقال: ليس مقصوداً أن يكون المدرب المواطن جاهزاً للقيام بدور المنقذ فقط عند الأزمات، ولكن أن يكون المدرب المواطن مؤهلاً بالفعل للقيام بدور المدرب الأجنبي من خلال منحه فرصة الاحتكاك بالمدارس التدريبية مبكراً والحصول على الدورات اللازمة لتأهيله قبل العمل مع فرق الناشئين والشباب والرديف، وبعد سنوات قليلة سنجد مدربا قادرا على العمل مساعدا للأجنبي وأن يحل محله بسهولة. وأضاف رئيس اللجنة الفنية في الرابطة: نحن في رابطة المحترفين سوف ندرس طبيعة العلاقة بين المدربين والأندية من أجل الإسهام في عدم حدوث حالات تتسبب في أزمات لفرق الدوري، وهذه القضية لابد أن تعالج من الجذور وليس بمجرد إجراءات تضمن حل أي مشكلة بشكل مؤقت، ورغم أن الظاهرة موجودة في كل مكان في العالم فإن البحث عن حل يتناسب مع طبيعتنا ليس عيباً. وأشاد الجنيبي بالخطوات التي يتخذها اتحاد الكرة بشأن تأهيل الكوادر المواطنة من المدربين والاعتماد عليهم في المنتخبات الوطنية كلها، وهو شيء نتمنى أن يصل إلى الأندية حتى لا نكون تحت رحمة المدرب الأجنبي الذي يأتي لدينا للاستفادة المادية أو للسياحة أو غير ذلك، مع الاعتراف بوجود مدربين محترمين لكن القليل منهم من يحترم تعاقده ويرفض العرض الأكثر إغراء من مكان آخر. اتهم المدربين الأجانب بالبحث عن المال عبدالله مسفر: لا مكان للعواطف في العقود الاحترافية والالتزام «مسألة مبدأ» دبي (الاتحاد) - قال الدكتور عبدالله مسفر مدرب المنتخب الوطني السابق ومدرب فريق العروبة حالياً أن علاقة المدربين والأندية تحكمها في النهاية “مسألة مبدأ”، مؤكداً أن من أصول العمل التدريبي ألا يترك المدرب فريقه وسط الموسم، لكن المدربين الأجانب لا تحكمهم العواطف التي تحكمنا نحن العرب لأنهم ينظرون لكل الأمور بنظرة احترافية فقط، ويبحثون عن مصلحتهم ويقررون الرحيل دائما عندما يجدون العرض الأفضل. وأضاف: الحق يجب أن يقال، فمثلما يبحث المدرب عن مصلحته نجد الأندية أيضاً تبحث عن مصلحتها فتقرر الاستغناء عن المدرب إذا ساءت النتائج ورأت أنه من الأفضل تغيير الجهاز الفني، ولذلك لا يمكن أن نلوم المدرب الأجنبي على قرار الرحيل متى أراد. وقال: في حالة تيتي ونادي الوحدة أرى أن المدرب البرازيلي هو الخاسر لأنه كان يتولى مسؤولية فريق كبير وليس لديه المبرر المنطقي للابتعاد كون فريقه حامل لقب الدوري وينافس بقوة أيضاً هذا الموسم، والأهم من ذلك أنه كان يستعد لبطولة مونديال الأندية، وهو حدث كبير يسعد أي مدرب عالمي التواجد فيه، حيث يمثل رحيله علامة استفهام كبيرة، وأرى أن الوحدة لن يخسر كثيراً لأنه فريق كبير وناد كبير قادر على التعاقد مع بديل جيد بسرعة. وأكد مدرب العروبة أن الشروط الجزائية التي توضع في عقود المدربين الأجانب مع أنديتنا تكون دائماً في مصلحتهم للدرجة التي تدفع بعضهم لتعمد إثارة المشكلات من أجل إجبار الإدارة على إقالته، حتى يحصل على الشرط الجزائي الكبير بدلاً من الاستقالة وقيامه هو بسداد المبلغ الكبير، وفي النهاية تحكم تصرفاتهم نظرتهم المادية، والبحث عن المال، وهذا هو الاحتراف الذي ارتضينا به ولابد من التكيف مع كل تبعاته السيئة، لأن الأمر كان سيختلف لو أن الواقعة مع مدرب مواطن فكان يصعب عليه الرحيل عن الفريق مهما كان العرض الآخر مغرياً لأن النظرة في هذه الحالة ستكون عاطفية. واختتم مسفر كلامه مؤكداً أن إجبار أي مدرب على البقاء مع فريق لا يريد العمل معه أمر غير مقبول لأن المدرب وقتها سوف يعمل بلا تركيز وسوف يفقد الإخلاص المطلوب للنجاح في العمل، ووقتها ستكون الخسائر أكبر من التي تحدث في حالة رحيله، خاصة أن أنديتنا قادرة على التعاقد مع أكبر المدربين في أصعب الظروف، وفي حالة الوحدة سيجد الفريق أكثر من مدرب أجنبي يتمنى العمل معه قبل مونديال الأندية ليضع ذلك في سيرته الذاتية. عبدالرحمن محمد: الشروط الجزائية سلاح ذو حدين دبي (الاتحاد) - يرى عبدالرحمن محمد اللاعب الدولي السابق والمستشار الفني لشركة النصر لكرة القدم أن علاقة المدرب بالنادي هي علاقة لا يمكن التحكم في كل جوانبها، مؤكداً أنه طالما يرى النادي أن من حقه الاستغناء عن مدربه في أي وقت، فإنه من العدل أن يكون للمدرب نفس الحق في فسخ عقده والرحيل وقتما أراد رغم الاعتراف بأن ذلك يؤثر بالسلب كثيرا على الأندية. وقال: الشروط الجزائية التي توضع في العقود هي “سلاح ذو حدين” لأنه عند وضع شرط جزائي كبير لضمان بقاء المدرب والتزامه بالعقد، قد تصطدم بضرورة سدادك نفس المبلغ الكبير عند وجود رغبة منك في إبعاد المدرب لسوء النتائج أو أي شيء آخر، وهو الموقف الذي حدث معنا في النصر مع المدرب البرازيلي أنجوس بوضع شرط “متوازن” في العقد يكون ملزماً للطرفين، وقد حصل المدرب على مرتب شهرين فقط بعد إقالته، وهو ما يعتبر الحل الوسط لهذه الإشكالية. وأضاف: هناك سلبية واضحة في تعامل الاتحاد الدولي مع قضية ترك المدربين لأنديتهم وسط الموسم، ولابد من وجود ما ينظم العلاقة بين المدرب والنادي مثلما أن هناك علاقة تنظم علاقة اللاعبين بالأندية أيضاً، حرصاً على كل أطراف اللعبة، لأن رحيل المدرب فجأة قد يفقد الفريق بطولة، مع الوضع في الاعتبار صعوبة إجبار مدرب على البقاء على عكس رغبته، وهو الأمر الذي يستلزم دراسة الموقف من جانب الاتحاد الدولي للوصول إلى نتيجة تضمن حقوق كل الأطراف. هاني يسلم: «الفيفا» جعل المدرب فوق الجميع دبي (الاتحاد) - أكد هاني يسلم وكيل اللاعبين أنه من حق المدرب أن يرحل عندما يرغب في ذلك على اعتبار أن الطرف الثاني وهو النادي يملك نفس الحق في إقالة المدرب في حال أراد ذلك وفي أي توقيت دون النظر إلى قدرة المدرب على توفير عقد بديل وسط الموسم، وهو ما يعني أن كل طرف يملك نفس الحق وهو أمر غير ظالم للطرفين. وقال: الاتحاد الدولي لا يمنع رحيل مدرب عن فريق وسط الموسم لإيمانه بأن المدرب من حقه البحث عن الأفضل مثلما من حق النادي ذلك، وقد تابع الجميع كيف انتقل البرتغالي مورينيو من إنتر ميلان للعمل مع ريال مدريد قبل بداية الموسم الحالي رغم أن عقده مع الإنتر كان سارياً وذلك بعد سداد 10 ملايين يورو للنادي الإيطالي كتعويض عن فسخ العقد. وأضاف: يعتبر الشرط الجزائي هو الفيصل في مثل هذه الحالات، فعندما تريد أن تضمن بقاء المدرب معك يمكنك وضع شرط جزائي كبير في حال رحيله، لكنك سوف تصطدم بنفس الشرط الجزائي الكبير في حال قررت أنت الاستغناء عن المدرب، وهو درس كبير ومهم للأندية التي تتسرع في إنهاء عقود مدربيها بعد خسارة مباراة أو مباراتين. وقال وكيل اللاعبين: لا يوجد في القانون أي شيء ضد المدرب الذي يفسخ تعاقده لأن التزامه ينبع من داخله فقط، على عكس اللاعب الذي لا يحق له ترك ناديه أثناء سريان عقده إلا بشروط كثيرة. «تهمة» تحاصر فارياس دبي (الاتحاد) - يعتبر البرازيلي فارياس مدرب الوصل الحالي أحد أكثر المدربين في “دورينا”، الذين تطاردهم شبهة حب الانتقال بين الأندية والمنتخبات وعدم احترام العقود، بعد أن سبق له ترك العمل في بوهانج الكوري ثم أهلي جدة بالدوري السعودي قبل الحضور إلى دبي لقيادة الوصل الذي ينافس بقوة حالياً على صدارة الدوري. ويحاول فارياس في مسيرته مع الوصل حالياً التخلص من هذه “التهمة” التي تحاصره وتتسبب في انتقادات عديدة رغم تميزه الفني وشهادة الجميع بكفاءته في كل مكان عمل به، وهو يؤكد في كل مناسبة أنه لم يتعمد ترك أي فريق تولاه قبل انتهاء عقده رسمياً. و سبق للمدرب الحصول على لقب أفضل مدرب في آسيا عام 2007 وحقق العديد من البطولات مع الفرق البرازيلية ومع بوهانج الكوري محلياً وآسيوياً وأيضاً مع منتخبات المراحل السنية البرازيلية رغم صغر سنه، حيث لم يتعد عمره 44 عاماً فقط. أوليري.. ومقومات البقاء دبي (الاتحاد) - يرى الكثيرون أن الأيرلندي ديفيد أوليري مدرب الأهلي أحد أكثر المدربين الذين يملكون القدرة على الاستمرار مع الفريق لتكرار ما فعله البرازيلي براجا مع الجزيرة، حيث أصبح الثاني مثالاً للالتزام وتحقيق الطفرة الفنية المطلوبة من موسم لآخر. ويتحدث أوليري دائماً عن أنه يريد 3 سنوات لبناء الفريق الذي يتمناه للفرسان، ويجد المدرب رغبة متبادلة من إدارة النادي، التي لا تتعجل حصول الفريق على الألقاب بقدر رغبتها في بناء فريق قوي ينافس على كل البطولات لسنوات مقبلة. ومن المتوقع أن يبقى أوليري على رأس القيادة الفنية للأهلي لمواسم مقبلة في ظل قناعته بالفريق وقناعة إدارة الأهلي ولاعبيه وجماهيره بقدراته كمدرب يملك كل مقومات النجاح مع كرة الإمارات لأكثر من موسم واحد كما جرت العادة. أنجوس.. حالة عكسية دبي (الاتحاد) - تعرض البرازيلي أنجوس مدرب النصر السابق لموقف عكسي في علاقة المدرب بالنادي، حيث رفض المدرب عرضاً لتدريب فريق أهلي جدة السعودي في بداية شهر سبتمبر الماضي، وبالتحديد قبل ساعات من مباراة النصر والعين في الدوري، بعد إقالة مدرب أهلي جدة النرويجي يوهان سوليد عقب جولتين من الدوري السعودي. وفضل أنجوس في ذلك التوقيت البقاء مع “العميد” واحترام تعاقده، لكن النتائج الأخيرة للنصر لم تسعفه لتحقيق هدفه بالارتقاء بمستوى الفريق وتحسين ترتيبه في جدول الدوري بعد أن بدأ مهمته قبل نهاية الموسم الماضي وأنقذ الفريق من الهبوط، وكان يأمل الاستمرار هذا الموسم لاستكمال العمل وتحقيق ما وعد به قبل بدء الدوري، لكن الشيء الجيد أن علاقة المدرب مع النصر انتهت بشكل جيد في ظل احترام كل طرف للآخر. هروب أدفوكات.. حادثة لا تنسى دبي (الاتحاد) - من بين الوقائع التي لا تنساها جماهير الإمارات هروب الهولندي ديك أدفوكات في سبتمبر 2005 من أجل تدريب منتخب كوريا الجنوبية في مونديال 2006، رغم ارتباطه بعقد رسمي لقيادة “الأبيض” لم يكن قد مضى عليه الوقت الطويل، حيث فضل المدرب الهولندي قيادة المنتخب الكوري في كأس العالم بدلاً من قيادة منتخب الإمارات في بطولة كأس آسيا، رغبة في الظهور بالمحفل العالمي كفرصة يتمناها أي مدرب. ولم يهتم أدفوكات وقتها بما ينتظر المنتخب الوطني قبل كأس آسيا، وإن كان الوقت قد سمح بعدها بالبحث عن بديل كون الرحيل قد جاء قبل البطولة بأكثر من عام ونصف العام قبل النهائيات التي أقيمت في يوليو 2007، وما لا يمكن نسيانه هو الطريقة التي رحل بها المدرب حيث ترك مفاتيح شقته والسيارة مع حارس العقار وغادر الإمارات دون علم أحد ليظهر في وسائل الإعلام وهو يوقع للمنتخب الكوري الجنوبي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©