الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعم الإمارات لمصر فاق المفاهيم التقليدية للتعاون بين الدول

دعم الإمارات لمصر فاق المفاهيم التقليدية للتعاون بين الدول
8 أغسطس 2014 16:03
وصف شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في أبوظبي الدعم الإماراتي لبلاده بأنه يفوق المفاهيم التقليدية للعلاقات بين الدول، ويتعداه إلى مرحلة التوحد في المصير والاشتراك في المستقبل. وأشاد بالعلاقات المتينة والقوية بين بلاده والإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه المشير عبدالفتاح السيسي، الرئيس المصري. وأشار في حوار مع «الاتحاد» إلى محطات هامة في التعاون الحالي بين مصر والإمارات حاليا، لافتاً إلى أن الإمارات وقعت مع مصر اتفاقا إطاريا في أكتوبر الماضي، قدمت بمقتضاه حزمة مساعدات اقتصادية إلى مصر بمبلغ 4 مليارات و900 مليون دولار، أعقبته سريعا بتأسيس «المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر برئاسة معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، للتواجد الدائم في ميادين تنفيذ هذه المشروعات، وحل جميع المشكلات التي تعترض سرعة إنجازها في وقت قياسي، وللتأكد من دعمها للمواطن المصري البسيط. وتركز هذه المساعدات على قطاعات حيوية في مجالات الطاقة والإسكان والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والمرافق. وأفاد بأن المكتب يتولى كذلك مهمة الربط بين الجهات الإماراتية والمصرية، لضمان سرعة وكفاءة تنفيذ المشروعات، وبما يكفل أن تحقق المساعدات أفضل عائد اقتصادي واجتماعي للشعب المصري. ونتيجة لهذه المنهجية في العمل، تحقق تقدم ملموس في مختلف المشاريع خلال فترة وجيزة. وأشادت الحكومة المصرية وكل الجهات المستفيدة من المشروعات الإماراتية بأسلوب العمل الإماراتي الرائد. علاقات استراتيجية وأضاف شعيب عبد الفتاح أن العلاقات بين البلدين الشقيقين لا تقف عند الحد الاقتصادي، فهناك تنسيق كامل على المستوى السياسي حول كل قضايا المنطقة، وايضا على الصعيد الاستراتيجي فقد أجرت الدولتان ولأول مرة مناورات عسكرية مشتركة، كانت الأولى في أبوظبي (مناورة زايد 1)، بمشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة لكلا البلدين، والثانية كانت مناورة مشتركة بين القوات البحرية المصرية والقوات الإماراتية (خليفة 1)، واستضافتها مصر في قاعدة البحر الأحمر، ما يؤكد أن العلاقات الإماراتية – المصرية دخلت إطاراً استراتيجياً دائماً ومستمراً، انطلاقا من الحرص الصادق على مكتسبات الأمة، والحفاظ على امنها واستقرارها، من دون التدخل في شؤون الدول، أو التعدي على حقوق الغير. قناة السويس الجديدة وحول التنمية الاقتصادية الشاملة في مصر قال شعيب عبد الفتاح إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود مصر بالفعل إلى آفاق تنموية فارقة وغير مسبوقة في تاريخها المعاصر، ففي الخامس من الشهر الجاري أطلق اشارة البدء في مشروع حفر قناة السويس الجديدة، بطول 72 كليومترا، منها 35 كليومتراً حفراً جافاً، و37 كليومتراً توسعة وتعميقاً لأجزاء من المجرى القديم للقناة، وسيوفر المشروع مليون فرصة عمل، وسيتم تنفيذ المشروع خلال عام واحد». وستعمل قناة السويس الجديدة على تخفيض زمن انتظار السفن في القناة من 11 ساعة إلى 3 فقط، وزيادة عدد السفن العابرة يوميا من 49 سفينة في المتوسط عام 2014، إلى 97 سفينة يوميا عام 2023. وسيجعل المشروع الذي سيتم تنفيذه بالتوازي مع تنفيذ مشروع «تنمية محور قناة السويس» من مصر مركزا صناعيا وتجاريا ولوجيستيا عالميا ويضاعف من دخل قناة السويس. وأوضح شعيب عبد الفتاح أن مشروعات تنمية محور قناة السويس تتمثل في إنشاء مدن صناعية على جانبي القناة، منها منطقة إنشاء سفن وحاويات، وتصنيع سيارات، ومشروعات تكنولوجيا متقدمة، وصناعات خشبية ومنسوجات، وأثاث وصناعات زجاجية، ومشروعات استصلاح أراضٍ لتوفير الأمن الغذائي من خلال إقامة مشاريع الاستزراع السمكي. عاصمة جديدة وأضاف: كما تم الإعلان عن مشروعات نوعية ضخمة تعمل على انتشار الكتلة السكنية على أكبر مساحة من ربوع مصر، وتتيح فرصا استثمارية كبرى أمام الاستثمار المصري والعربي والأجنبي. ومن هذه المشروعات إنشاء عاصمة حكومية جديدة على بعد نحو 60 كيلومترا من مدينة السويس والعين السخنة، وستخدم هذه العاصمة الإدارية المشروعات التنموية التي ستنشأ عند تنمية محور قناة السويس. البنية الأساسية وعلى صعيد البنية الأساسية قال المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في أبوظبي إنه تم البدء في تنفيذ خطة تطوير لشبكة الطرق يصل طولها إلى 3 آلاف كيلومتر، بكلفة 16,5 مليار جنيه، واستكمال خطوط مترو الأنفاق، وستستمر الخطة حتى عام 2032. وهناك ايضا مشروع إنشاء مدينة مطار القاهرة، على مساحة 10 ملايين متر مربع تقريبا، وبكلفة تتراوح من 10 إلى 12 مليار دولار، لتكون منطقة استثمارية داخل حدود مطار القاهرة الدولي، وتشمل عدداً من الأنشطة السياحية والتجارية والترفيهية والخدمية، ويساهم هذا المشروع في توفير نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة و90 ألف فرصة غير مباشرة. استصلاح مليون فدان وتابع: من المشروعات الضخمة التي أعلن عنها مؤخرا أيضا مشروع استصلاح مليون فدان في سيناء ومحافظات الصعيد، ومناطق الفرافرة الجديدة والقديمة وامتداد واحة الداخلة، وجنوب منخفض القطارة وغرب المنيا وشرق سيوة، في المرحلة أولى من برنامج التنمية الزراعية الذي يستهدف استصلاح 4 ملايين فدان، ما يحقق لمصر الاكتفاء الذاتي من الغذاء بنسب عالية ومرتفعة، كما سيعمل المشروع على زيادة الصادرات الزراعية المصرية الى الخارج بنسب كبيرة. إصلاح شامل وأكد أن مصر تتجه حالياً بقوة لإصلاح شامل على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية، فقد تم تخفيض الدعم عن الطاقة كخطوة لإصلاح الاقتصاد وسد عجز الموازنة، وتطبيق حد أقصى للأجور، ومضاعفة عدد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي من مليون ونصف المليون شخص إلى 3 ملايين شخص، وفرض ضريبة إضافية بنسبة 5% على الأغنياء لصالح الفقراء وفرض ضريبة على البورصة. وتابع أنه تم كذلك إصدار قرار بعلاج أي مواطن تعرض لحادث على نفقة الدولة لمدة 48 ساعة بأي مستشفى من المستشفيات حتى الخاصة. وطرح قانون التأمين الصحي الشامل، وقانوني العمل والمحاكم العمالية للحوار المجتمعي، وغير ذلك الكثير، ما أشاع حالة من الرضا الشعبي والاستقرار المجتمعي، وبث روح الأمل في نفوس الشعب المصري بمستقبل واعد بالتنمية الشاملة. الأوضاع الأمنية وحول الأوضاع الأمنية أكد المستشار الإعلامي أن الجميع يشهد بأن الأوضاع الحالية في مصر هي «إيجابية بصورة كبيرة للغاية» بعد تحسن الأوضاع الأمنية التي تساعد على استقرار كافة مظاهر الحياة، وعودة الأمن إلى الشارع المصري مرة أخرى، لتعود مصر آمنة كما كانت دائما. وأشار إلى أنه تم إصدار قانون مرور جديد سيضبط الشارع المصري كثيراً، يترافق مع حملات إزالة المرافق والأكشاك العشوائية وحملات التنظيف على مستوى جميع المحافظات. تعافي السياحة وأكد المسؤول المصري أنه على الصعيد العربي فإن دولة الإمارات تقود دعم تشجيع السياحة في مصر وزيادة معدلاتها، حيث ارتفع عدد السائحين الإماراتيين خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري إلى 10250 سائحا مقابل 7591 سائحا في الفترة نفسها من العام الماضي بنمو قدره 36,6%، فيما شهد شهرا أبريل ومايو الماضيان ارتفاعا متواصلا في عدد الإماراتيين الوافدين إلى مصر بزيادة 27,3% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفي ظاهرة أخوية صادقة دشنت مجموعة «مغردون للوطن» وهي تضم عددا من المدونين الإماراتيين هاشتاج «سأدعم سياحة مصر». عناق الأعلام وكشف أن بعض المدونين ورجال الأعمال الإماراتيين زاروا مصر ودعوة الشعوب العربية للسفر إليها، كما دشنوا أيضا هاشتاج «عيدنا في مصر عيدين» وقرروا قضاء العيد في مصر هذا العام مرتدين «قمصانا» عليها علم الإمارات وعلم مصر وعبارة «سأدعم سياحة مصر». لافتاً إلى أن وزير السياحة المصري هشام زعزوع يتفاوض حاليا مع شركات إماراتية كبرى للتعاون والترويج لمنتج السياحة المصري في أسواق مثل الهند ودول شرق آسيا. وعلى الصعيد الدولي أوضح أن كل المؤشرات تشير لبدء تعافي السياحة المصرية خلال الموسم الشتوي المقبل، خاصة بعد قيام 7 دول أوروبية هي ألمانيا وإيطاليا والدنمارك وأيرلندا وفرنسا وإسبانيا وفنلندا برفع الحظر عن السفر إلى مدينة شرم الشيخ، وهو القرار الذي سيساعد على عودة الحجوزات الأوروبية لمصر مرة أخرى، لأن الدول الأوروبية تفضل قضاء الشتاء في المنتجعات المصرية على البحر الأحمر، وبدأ بالفعل استئناف أولى رحلات الطيران العارض من مطار دوسلدورف الألماني إلى شرم الشيخ في 2 أغسطس الجاري. إعلام الدولتين وانطلاقاً من صفته المهنية، وصف المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية العلاقات الإعلامية بين الإمارات ومصر بأن الإعلام الإماراتي يقف في خندق واحد وكتفا بكتف مع الإعلام المصري لمواجهة الإرهاب وكل دعاوى التكفير والعنف والتطرف التي تجتاح عالمنا العربي حاليا، مضيفا أنهما نجحا معا في كشف الجماعات الإرهابية ومؤامراتها التي تستهدف تمزيق الشعوب العربية على أسس دينية وطائفية، وفضحا مخططاتها لهدم أوطان المنطقة لصالح ولاءات خارجية وأيديولوجيات ظلامية مريضة. واعتبر عبدالفتاح شعيب أن إعلام الدولتين الشقيقتين مرآة حقيقية لمسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين منذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971 وحتى اليوم، مشيرا إلى أنهما يرتبطان ببروتوكول تعاون إعلامي تم توقيعه عام 1988 لتعميق وتطوير ودفع التعاون الإعلامي بينهما، كما يوجد للعديد من الصحف الاماراتية مكاتب صحفية معتمدة في القاهرة، ومنها صحف الاتحاد والخليج والبيان والوطن. وتحرص هذه المكاتب على تغطية الشأن المصري بصورة ايجابية للغاية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو. كما يوجد للقنوات الفضائية الإماراتية مكاتب ومراسلون في القاهرة، وذلك مثل قنوات أبوظبي الفضائية، وقنوات دبي الفضائية، وقناة «سكاي نيوز عربية» المملوكة لشركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي وسكاي البريطانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©