السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا للتدخين (4)

13 أغسطس 2006 01:13
عدت إلى منزلي وأنا مرهق من عملي، فنمت سريعا من تعبي، ثم استيقظت على صلاة العصر، وذهبت إلى المسجد، هناك صليت بين مجموعة من الأشخاص الطيبين، وكان إلى جانبي شخص كبير في السن، يظهر على وجهه نور ممتلئ من أعماله الصالحة، انتهينا من الصلاة، وأخذنا نسبح ونهلل ونكبر في أماكننا، هذا الشيخ كان يسبح تارة ويشمني تارة أخرى، نعم كان يشمني وقد بانت على وجهه علامات الغرابة، والله لو لم يكن رجلاً صالحاً ويظهر عليه الخير والفلاح لضربته على ما يفعله، بقي الرجل على هذا المنوال يسبح ويشم، يسبح ويشم رائحتي، إلى أن قضيت الصلاة وذهبت الى منزلي، لأفتحه على الفور، وأرى في وجهي من؟ الرجل المسن الذي كان بجواري في المسجد، أدخلته إلى بيتي، وضيفته وسألته: لماذا كنت تشمني في المسجد؟ فقال لي: اسمع يا بني هذه القصة التي لا أنسجها من خيالي، بل هي حقيقة حدثت لي في وقت الظهيرة، كنت نائماً غارقاً في نومي، فحضر إليّ رجل يبلغني بأن هناك من سيأتي في صلاة العصر إلى قربي ويصلي معي، وهذا الشخص إنسان نبيل، كل خصاله طيبة، إلا أنه يدخن السجائر، فادعه إلى الإقلاع عن التدخين· نعم يا عزيزي القارئ، هذه إحدى القصص النادرة وإحدى الإشارات التي يبعثها الله تعالى ليبين للجميع خطر التدخين، فإن كنت محتاراً تفكر ليل نهار في فكرة الإقلاع، فإنني بداية أحييك على تفكيرك في الإقلاع عن هذا السم القاتل، والحمد لله أنك فكرت بالإقلاع لأن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وذلك بأن يأخذ عهداً بينه وبين المولى عز وجل بترك الدخان وبإرادة قوية· وبعد هذه الخطوة القوية، تأتينا خطوات أخرى، هي التقليل من التدخين، فأنا أعلم بأنه يستحيل على المرء التوقف فوراً عنه، لأنه لو توقف فجأة سيرجع إليها فجأة، فيتدرج في التدخين بعيداً عن أعين الناظرين، أي 3 في اليوم، ثم 2 ف 1 فيقلع عنها تماماً، وبعدها نتجه إلى الخطوة قبل الأخيرة وهي: اللجوء إلى الله والدعاء والتضرع إليه وسؤاله الثبات، ولعل هذه الخطوة ملخصة في خطوات بليغة ذكرها الله في قرآنه فقال: ''وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين''، وبعد هذه الخطوة إليك بخطوة أخيرة تثبت عزمك وصبرك: ارم ''باكيت'' السجائر في سلة المهملات، واستبدل هذه العلبة بالقرآن الكريم، نعم كرم الله قرآننا الكريم عن جميع ''باكيتات'' السجائر وعن كل شيء في هذه الدنيا، فاجعل القرآن في جيبك، كلما جاءك الشيطان يذكرك بأصبع السيجارة اللذيذ، أخرج قرآنك وحارب شيطانك، واقرأ من آيات الذكر الحكيم، واهزم الشيطان في حرب النفس هذه، لتنتصر في الأخير عليه إن كنت بالفعل قوي العزم متوكلا على الله وداعياً إليه بالخلاص من هذا الدمار· هيا أخي المدخن·· هيا أختي المدخنة·· اتخذوا القرار الشجاع الآن، والحقوا بركب المتقين، لتفوزوا برضا ربكم أولاً، وبجنته ثانياً، وبرضا والديكم ومن حولكم ثالثاً، وبصحة وعافية بعيداً كل البعد عن الأمراض والأورام يا عزيزي القارئ حتى لو كنت في السبعين من عمرك، وقررت الانقطاع عن التدخين، فلا بأس من ذلك، لأنك عرفت حقيقة السجائر، وقررت النضال حتى وإن كنت في أواخر عمرك، فمثل ما قال وليام شكسبير: أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً، وأن تتلاحق على روحك وتفوز برضى الرحمن أفضل من أن تموت وبيدك الدخان، الذي قد يكون السبب في موتك، لتخلد فيها، ولتتحسر على ما فاتك من أيام كان بإمكانك الخلاص من السيجارة في هذه الدنيا الفانية· ريا المحمودي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©