الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دهشة

دهشة
21 فبراير 2009 23:46
تابع مشاهدو التلفزيون مؤخراً الحلقة الأخيرة من برنامج "the menager" المخصص لاختيار مدير أعمال لنجمة جديدة، أدركت الأمور خواتيمها، وفاز أحد المتبارين، متقدماً على منافسيه، لا ينطوي الأمر على جديد، فقد جرت العادة أن يكون لكل مباراة فائز، ولكل سباق رابح، لكن ما يثير الاهتمام هو تمحور الحلقة الأخيرة من البرنامج حول النجمة نانسي عجرم، التي بدت كما لو أنَّ العمل التلفزيوني قد وُجد لأجلها، نانسي في صميم المشهد، ومعها مدير أعمال''ها''، وحديث لا يكاد ينتهي عن تجربت''ها''، وقضايا''ها'' الشخصية أيضاً، المفارقة أن كثيراً من الأمور التي خضعت للنقاش ليست حكراً على الضيفة بمفرد''ها''، فقد ساهم فيها آخرون، ولكنَّ، ولدواعي النجومية المطلقة، بدت نانسي وحدها معنية بكل ما يؤول إلى''ها'' مباشرة أو مداورة، ولم يكن سوا''ها'' إلا عناصر ملحقة تدور في فلك ''ها''· إنَّه أمر مثير للدهشة حقاً أن يكون شخص ما محط الاهتمام، وموئل الرجاء، وأن يصير من قضية حيوية بمثابة المركز من الدائرة، موقف كهذا قد يبعث على الرضا، لكنَّه يثير الخشية أيضاً، ذلك أنَّ إلقاء الأعباء مجتمعة، ولو كانت مخملية، على إمرئ بعينه لا يمكن اعتباره تكريماً في الغالب من الحالات، وأن يصار إلى تكريس شخص ما بوصفه مصدراً حصرياً للبهجة قد يكون أمراً ممتعاً للمكرِّسين، لكن هل هو كذلك فعلاً للمُكرَّس؟! الأغلب أننا لا نملك الإجابة الحقيقية على هذا السؤال، ذلك إنَّ أحداً لم يسأل شخصاً محورياً عن رأيه في مكانته الاستثنائية، انطلق الجميع من بداهة أنَّ الشخص المحاط بالاهتمام هو كائن مترع بالفرح حتماً ودوماً، وسارت الأمور على هذا النحو طويلاً، ولعل مجرد إثارة القضية من هذا الجانب قد يجري وضعه سريعاً في خانة لزوم ما لا يلزم، فالمتعارف عليه أنَّ الفرد حين يصير متربعاً في بؤرة الضوء يكون قد اكتفى من البحث عن مكان ومكانة جديدين، لكنَّ ذلك بعينه قد يكون موضع الشكوى، وإن كان مصدر الغبطة، والأرجح أن الإنسان يتعب من كونه محط الأنظار، وتخالجه الرغبة أحياناً في أن ينظر مدهوشاً ومفتوناً نحو آخر، أو آخرين· كعادتها كانت نانسي نجمة السهرة، ولكنَّ ثمة إشارات في عينيها كانت توحي بفقدانها بريق الدهشة، وفي الأمر ما يثير الهواجس· علي العزير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©