الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة عالمية

16 يوليو 2012
تعزف بعض الفرق من أجل المال، بينما تأمل فرق أخرى بالحصول على الشهرة التي تأتي مع أغنية تتربع على قائمة أفضل الأغاني. ورغم إغراءات الشهرة والثروة التي تحفّز العديد من الموسيقيين، هناك مجموعات تلهمها الموسيقى فقط، والفرصة في المشاركة برسالتها القوية. "ديبيو" (Debu)، الفرقة الموسيقية المكونة من 15 عازفاً وفناناً من الولايات المتحدة وإندونيسيا هي واحدة من الفرق التي لديها هذه الرسالة."لأننا مسلمون وترتدي النساء في فرقتنا الحجاب، يضعنا الناس بشكل طبيعي في خانة من يؤلف الموسيقى الإسلامية"، يشرح مصطفى، "لكننا لسنا فرقة مسلمة. نضع أنفسنا في خانة فرق الموسيقى العالمية، لأن رسالتنا للعالم". تدمج موسيقى ديبيو، وهي كلمة إندونيسية معناها "الغبار"، الشرق مع الغرب، فبالإضافة إلى آلات الجيتار والإيقاع العميق والموسيقى الإلكترونية، تستخدم ديبيو كذلك آلة «الباغلاما» التركية والعود والسنتور الإيراني والقانون الشرق أوسطي وقسماً للإيقاع يضم الطبول الهندية والبيروانية والفارسية والعربية والتركية والغربية. ويمكن فهم اندماج ديبيو الفريد بقوة عند الإصغاء إلى الفرقة في انطلاقها الكامل. "لم نكن في الأصل فرقة حقيقية"، يقول مصطفى داوود، المنشد الرئيسي ومؤلف الأغاني ومنسق موسيقى ديبيو. يتبع أعضاء الفرقة التقاليد الصوفية الإسلامية، كما يشرح مصطفى."الصوفيون ينشدون كتقليد، لذا كنا نجلس معاً ونغني لمدة ست إلى ثماني ساعات في اليوم"، يقول الموسيقي البالغ من العمر 30 سنة. "بعد حوالي السنتين تعلمنا بعض المهارات الموسيقية، ثم بدأ الناس يطلبون منا العزف والغناء، وبعدها انطلقنا". يقول مصطفى، الذي يشارك والده وابنه في الفرقة، حيث يكتب الأول الشعر لموسيقى الفرقة، ويعزف الثاني على الكمان، إن رسالة ديبيو مرتبطة بنفس الفكرة بغض النظر عن المكان الذي تعزف فيه."الموضوع هو رسالة الحب العالمية، حول معاملة الآخرين بالاحترام، والعيش بتناغم، حتى رغم كوننا من خلفيات متنوعة، تماماً كالمثل القائل "عندما تبتسم إلى العالم يبتسم العالم لك". عندما نغنّي للعالم يغني العالم لنا. إلى أي مكان نذهب إليه نحصل على نفس التجاوب. يستقبلوننا دائماً بأسلوب في منتهى الجمال". يرن صدى هذه الرسالة في إحدى أغنيات الفرقة الجديدة "صلاة كل إنسان"، التي يغني فيها مصطفى قائلاً: "طهروا قلوب بني البشر، اغفروا لكل امرأة ولكل رجل، أنعشوا كل قلب مات أو أصيب بالعمى، حوّلوا كل طاغية في كل بلد وأرض". "بالطبع، نحن ننادي الناس إلى جمال نراه في الإسلام، لكننا ندرك أن نظرتنا ليست بالضرورة كيف يرى الآخرون الإسلام"، يقول مصطفى. "عندما ذهبنا إلى كندا أخذْنا رسالتنا الجوهرية معنا، وشاركْنا الناس بها. كان التجاوب جميلاً". تجتذب ديبيو، التي تتسامى موسيقاها على الحدود والثقافات والمواقف، المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. سجلّت الفرقة ألبومات بالإنجليزية والعربية والصينية والإندونيسية والفارسية والإسبانية والتركية والإيطالية. لدى ديبيو قاعدة من المعجبين تمتد عبر العالم، و"يحب" 55 ألف شخص صفحتهم على الفيسبوك. اجتذبت ديبيو من خلال موسيقاها جمهوراً متنوعاً. وعلى سبيل المثال، اجتذبت موسيقى ديبيو مصطفى، البالغ من العمر 25 عاماً من بورتوريكو. "أحب فرقاً أمثال ميتاليكا وأنواع الروك الثقيل، لكنني أعتقد كذلك أن ديبيو عظيمة لأنهم يستخدمون آلات من جميع أنحاء العالم، ويحاول دمجها جميعاً في صوت واحد". ويضيف: "بالنسبة لي، موسيقى ديبيو هي عن رسائل الحياة الإيجابية". ويقول أندي الإندونيسي البالغ من العمر 38 سنة والمعجب بالفرقة منذ تأسيسها، إن "كلمات أغانيهم لها روح حقيقية، وأحب كيف يأتون بتأثيرات موسيقى البوب والجاز إلى الخليط الموسيقى". عزفت ديبيو كذلك في مناسبات حوار الأديان في إندونيسيا، وهي دولة فيها غالبية مسلمة من السكان، لكنها تعترف بالمسيحية والهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية، وقد دُعيَت للأداء في مناسبة مماثلة في أستراليا. "رسالة الصوفية عن المحبة العالمية هي رسالة للجميع"، يشرح مصطفى. "إنها عن الوصول في حالة معينة تأتيك بالراحة. وبالنسبة لنا كصوفيين، فقد حصل أن الإسلام هو طريقة للوصول إلى ذلك الوضع. لكن ذلك لا يعني أنك لا تستطيع الوصول إلى ذلك الوضع إذا لم تكن مسلماً. في نهاية المطاف، فإن موسيقانا هي عن الاحترام المتبادل". مارك ويلسون صحفي بريطاني مركزه جاكرتا ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©