الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جورج بهجوري: أنا من أنصار نظرية المؤامرة.. في الفن

جورج بهجوري: أنا من أنصار نظرية المؤامرة.. في الفن
7 أغسطس 2014 22:48
محمد وردي (دبي) ريشة جورج بهجوري الكاريكاتورية لاذعة وغاضبة أحياناً، ومشحونة بالفرح والمسرات معظم الأحيان. وهذا ربما يفسر جنوحه للسخرية من ذاته في أحيان كثيرة، خصوصاً عندما تَعِزُّ عليه المادة التي تجر ريشته جراً إلى رحاب الفكرة الجديدة أو الفكرة الخلاقة. وهذا ما أهله للفوز بجائزة الكاريكاتير العالمية عامي 1985ـ 1987 في روما حسب تعبيره. وهو رئيس جماعة رسامي الكاريكاتير في العالم بترشيح من هيئة الأمم المتحدة خلال فترة كوفي عنان. يقول الفنان بهجوري في حديث خاص لـ«الاتحاد»: إنه بدأ حياته بالسخرية «لأن الناس كانوا يصادرون حريتي في التعبير والكلام، وكنت أسخر من الأحباء والكيمياء. (أي من الأهل والأصدقاء ومادة الكيمياء في المدرسة) وعندما دخلت كلية الفنون الجميلة بخمسينيات القرن الماضي، التقيت بالفنان الشهير حسين بكار، حينها بدأت أعرف الرسم كفن وتشكيل. فبدأت أرسم رفضي للدراسة ومدرسيها ومناهجها التلقينية الغبية، فتطورت الحكاية حتى صارت الشخبطة توزع في «روز اليوسف». وبعدها بدأت مرحلة تشابك الخطوط، بما يسمى الآن في «الأهرام» زاوية الخط الواحد، أي لا أرفع يدي عن الورقة حتى تنتهي الرسمة، فأعود إلى الخط الأول الذي انطلقت منه لتأكيد رؤيتي الأولى». ويعتبر الفنان جورج بهجوري في الوقت الراهن واحداً من أهم الفنانين المنتمين لمشروع الخط الواحد، الذي يبدأ به لوحته من نقطة واحدة وينتهي منها دون أن يرفع سن القلم عن الورق. فالخط عنده «واحد ومتصل في خفة وحيوية ورشاقة، ثم يتجه للباليته اللونية لتساعد في تعميق الإحساس بالمعنى والمضمون» الذي يرغب في توصيله للمتلقي. كذلك الحال بالنسبة لريشته التشكيلية. فهو من الفنانين الذين لا يقر لهم قرار بالمعنى الفني، لأنه مهجوس بالمغامرة والتجريب أو التمرد على كل الأشكال الفنية السائدة، لأنه يعتقد أن المشهد التشكيلي العربي الراهن يعاني من الاغتراب والاستلاب، بسبب وقوعه تحت سطوة إشكاليتين، لم يتخلص منهما حتى اللحظة الراهنة: الإشكالية الأولى هي التأثر بالغرب، وخصوصاً لجهة تدريس الفن وفق المنهجيات والأدوات الغربية بالمعاهد والكليات العربية عموماً، لأنه لا توجد مناهج ولا مدارس عربية. والإشكالية الثانية هي مسألة صناعة اللوحة بالمعنى الحرفي. «أي أننا نرسم ونحن مشغولين بفكرة جماليات الصورة وليس إعلاء قيمة المغامرة والاكتشاف أو الفتح الجديد والاستشراف للمستقبل»؟. وفيما يتعلق بخصوصية المنجز التشكيلي العربي في الوقت الراهن، وما إذا كانت له خصوصية فنية تميزه عن غيره من الفنون؟ يقول بهجوري: «أنا من الناس المؤمنين بنظرية المؤامرة حتى بالفن. نحن نمارس الغواية ليس من خلال الحديقة اللونية، وإنما من خلال الشكل المقولب أو المؤطر الفارغ من المضمون». ويعتقد أن معظم المنتج الفني العربي يقوم على «فكرة التلقائي بحيث تطفو الرموز الدالة على الهُوية على سطح اللوحة، ولكن لا يوجد فيها المنظور العميق، أو البعد الثالث، الذي ينظم علاقة الأشياء من ناحية القرب والبعد، والفنان العربي والشرقي عموما يسعى ويقارب هذه المسألة لكنه لم يتقن حتى اللحظة من حفر الهُوية أو الخصوصية في البعد الثالث». وعن الحوافز التي تدعوه للرسم؟ يقول بهجوري «إن اللوحة كما الفرقة الموسيقية أو الأوركسترا فهي تدعوك إلى الحب إلى الجمال إلى الوطن، فهي كالشخص الذي يكون أسرة، تجده دائماً مشدود إليها. لذلك يتعين على الفنان أن يقف إلى جانب شعبه ووطنه سواء بالكلمات أو الألوان التي نسميها الفن التشكيلي. أما بخصوص الحوافز فالنماذج كثيرة بالحياة التي تجذبني إلى فن الرسم مثل الموسيقى، وبالأخص المايسترو، الذي يقود عشرات الموسيقيين يقودهم ويوجههم ليخرج بنغم متجانس يسحر الألباب ويحير العقول. إنها لغة جميلة، أمضيت عمري وأنا أتعلم هذه اللغة التشكيلية، للقيام بدوري لإسعاد الإنسانية واكتشاف الخير والشر والجهل والنور ورسالة حب الناس والسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©