حسان هاشم: ليس الغناء كـ «الطرب».. الجمهور يفرق بين الفن الهابط والنظيف

استطاع الفنان حسان هاشم بعد سنوات عديدة في مجال الغناء أن يثبت حضوره على الساحة الفنية على الرغم من إطلالاته الاعلامية الخجولة ووجوده خارج لبنان، فقد تميز بصوته الجميل إضافة إلى شخصيته المتواضعة وحبه لجمهوره، حيث يعتبر أن نجاح الفنان يعود لمحبة الناس له، وهذا أهم من أي شيء آخر، مؤكدا “حبه للفن وبموهبته التي يعتبرها نعمة من الله”. عمر الفنان حسان هاشم الفني أكثر من ثلاث عشرة سنة، ويقول “رغم عملي في مجال الفن منذ فترة طويلة إلا أن اسمي ليس متداولا كثيرا في لبنان، فأنا معروف أكثر في الدول العربية. ربما يعود سبب تأخر شهرتي كوني لم أبادر إلى دخول عالم الإصدارات الغنائية وطرح الألبومات الخاصة وإلى سوء الحظ، على كل إنني مؤمن بأن كل إنسان يأخذ فرصته في الحياة. أعمل في لبنان والعديد من الدول العربية. أتنقل اليوم بين لبنان وقطر، دخلت عالم الفن لأسباب عديدة، فأنا أؤمن بموهبتي وأحب الغناء، كما أنني أحب الناس أيضا، ولا أنكر أن الهدف المادي كان سببا في ذلك أيضا”. لا يؤمن هاشم بعبارة “الفن رسالة”، ويشرح: في الماضي كان الفنان وديع الصافي يظهر في رسالته أجمل ما في لبنان، لكنني لا أجد اليوم أن للفن رسالة، هذه كذبة، أنا مثلا ليس لدي رسالة أقدمها إنما أهوى الغناء ليحبني الناس. ومن الواضح اليوم أن تسمية “مطرب” صارت توزع جزافا، فليس كل من غنى أطرب، المطرب له مواصفات خاصة، لكن للأسف صارت هذه التسمية من الأخطاء الشائعة فصرنا نسمي كل من غنى مطربا وهذا غير مقبول. وفي النهاية، الفن الحقيقي يسمو بوجدان الناس والجمهور يفرق بين الفن الهابط المبني على العري والابتذال وبين الفن النظيف، كما أن الجمهور ما يزال يعشق الغناء الجيّد ولا يمكنه التخلّي عنه، ومن يقدّم الأغنية الجيّدة سيجد صدى طيباً لها لدى المستمعين. ويتابع حسان هاشم: لدي عتب على كل شخص إعلامي أو فنان يتعامل مع الآخر لهدف مادي أو لمصالح خاصة، كما عتبي أيضا “على بعض الإذاعات التي تنشر بعض الأخبار عن أشخاص دون ذكر أسمائهم، فهذا غير منطقي”. فيديو كليب حسان من الفنانين المقلين في تصوير أغانيهم بتقنية الفيديو كليب، وعن هذا العزوف يقول: من المؤكد أن الفيديو كليب مهم جدا للفنان، فهو يساهم في نجاح الأغنية، ومع أني صورت بعض الكليبات والحفلات، ولكن عدم وجودي في لبنان هو أحد الأسباب التي منعتني من تصوير أعمالي لأنه من الضروري أن أتابعها بشكل دائم. كما يتابع: لم يعد الكليب وحده كاف لنجاح الأغنية، ولم يعد حسن اختيار الكلمات والألحان العامل الوحيد لنجاح ما يقدمه الفنان، بل صار هناك أكثر من محرك مثل المؤسسات والمحطات الفضائية وهي مهمة جدا وتجارية، صارت الإبداعات الفنية أرقاما في سوق المبيعات، فإن لم تحقق الربح المادي لا تحرك ساكنا عند شركات الإنتاج. برامج الهواة يتابع حسان متحدثا عن برامج الهواة: باتت أغلب المحطات التلفزيونية تعمل على تصنيع وإطلاق نجوم جدد؛ لأنها تمنحهم الفرصة للظهور وتقديم ما لديهم، كذلك فإن ما تقدمه هذه البرامج لهم من نصح فني يضعهم على الطريق الصحيح. ويؤكد: أنا من مشجعي هذه البرامج بشرط أن تحافظ على الأصالة وتبتعد عن الإسفاف، إنني أحرص على متابعتها كلما سنحت لي الفرصة. ويكمل حديثه عن المحطات الفضائية، فيقول: تشكل المحطات فرصة ذهبية ونادرة لإثبات الذات وإظهار المواهب، ولكنها ليست إلا الخطوة الأولى في حياة الفنان ليأخذ بعدها سبلا أخرى مكملة ليستمر بعد ذلك في مسيرة طويلة تحتاج منه إلى الكثير من الجهد والتعب والعمل بحرص على ثقافته الفنية واختياراته ليقدم أعمالا تحقق له النجاح، ليس هذا فقط بل أن تبقى راسخة في ذاكرة الناس، على كل فنان صاعد ألا يركن إلى الشهرة التي حققها عبر الشاشة وعليه الاستمرار في العمل والتعلم من دون كلل أو ملل حتى يتحقق له مراده. نجم وأغنية وعن نجمه العربي المفضل يقول حسان: أنا متأثر بفنان لبناني أحبه وأحترمه كثيرا، هو راغب علامة، يلفتني أسلوبه وطريقة تعاطيه مع الجمهور فالناس يحبونه، وأنا أراقبه لأسرق منه بعض الأفكار. وتأسرني أغنية الفنان حسين الجسمي الجديدة وهي “تغرق الغرقان” خصوصا أنها مطلوبة مني كثيرا” في الحفلات في بعض الدول مثل قطر والبحرين.