المهرجانات تستبعد خيار السفر في الإجازات

لوريت كاتول تبحث كل عام عن بديل ترفيهي لأولادها، خصوصاً أنها تعتبر أن إجازة الصيف لا يصحّ أن تكون مراجعة للكتب المدرسية، بمعنى عدم الضغط على الأولاد في إجازتهم من هذه الناحية. وتقول “بطبيعة الحال، سيشعرون بالملل إذا اقتصر الأمر على الجلوس في المنزل طيلة النهار، ولطالما ألجأ إلى تسجيلهم في مخيمات صيفية لا تفرض عليهم الاستيقاظ باكراً”. توقيت مناسب تبدأ برامج المخيمات الصيفية في العادة من الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف صباحاً وتنتهي عند الساعة الواحدة أو الثانية بعد الظهر. إلى ذلك، تقول كاتول “هذا التوقيت مناسب جداً للمرأة العاملة أو غير العاملة، لأن المرأة في الحالتين تحتاج إلى إجازة من مسؤولياتها اليومية خلال السنة الدراسية في ملاحقة الأولاد للاستيقاظ باكراً، وعدم التأخر على الباص، وتحضير كلما يلزمهم، وعند عودتهم الاعتناء بمتابعة دراستهم. وتوفّر المخيمات الصيفية في مواقيتها هذه إجازة للأولاد وللأم على السواء، وفي بعض الأحيان يكون إيصال الأولاد متوفراً، وفي أحيان أخرى أوصلهم إلى مكان المخيم”. أما كيف تختار المخيم الصيفي الذي ترتاح إليه، فتقول لوريت “أسعى دائماً إلى التوجّه إلى الأشخاص الذين أعرفهم سابقاً مثل مدرّب كرة اليد أو سواه... فعامل الثقة مهمّ جداً في هذه الحالة، وأرتاح بأن أولادي سوف يمضون أوقاتاً جميلة ممتلئة بالمشاريع الترفيهية، والتي ينظم فيها الرسم والسباحة والرياضة واللعب، وأحياناً الموسيقى لمن يرغب ... وكل أسبوع تنظم للكبار من الأولاد رحلات إلى إمارات أخرى إلى أماكن ترفيهية، وللصغار رحلات بسيطة داخل إمارة أبوظبي، وقد زار أولادي مرة مكاتب جريدتكم وتعرفوا إلى سير العمل الصحافي وصولاً إلى مراحل الطباعة وكيفية التوزيع، كما زاروا مكاتب مجلة ماجد ورأوا بأم العين كيف تصنع المجلة ووزّعت عليهم نسخ المجلة وفرحوا بها كثيراً”. علاقات موسمية حول التعرّف إلى أشخاص جدد ضمن هذه الصيفيات، تقول كاتول “من النادر أن تستمر العلاقات التي تنشأ في المخيمات الصيفية هذه إلى ما بعدها، إلا إذا كانوا أساساً أصدقاء وذهبوا معاً إلى مخيم صيفي معيّن، إذ أن أيام المدرسة تعيدهم إلى زملائهم وأصدقائهم الدائمين، كون مكان لقائهم بهم واحداً طيلة العام الدراسي”. وتختلف النشاطات الصيفية من مراكز ومخيمات صيفية إلى أخرى، وتشير لوريت إلى أن المرء ينظر في مدى قدرته على إلحاق أولاده بهذا المركز أو المخيم أو ذاك. وتلفت إلى أن بعض الفنادق تقوم بنشاطات صيفية للأولاد يلجأ الأهل إلى إلحاق أولادهم بها، خصوصاً إذا كان لديهم اشتراك في أحد هذه الفنادق. ومع ذلك تشير لوريت إلى أن الأولاد حين يعودون إلى المنزل يشرعون بالتساؤل عمّا سيقومون به، إذ من الصعب فعلاً ربط الأولاد بين الجدران الأربعة حتى لو أمضوا طيلة قبل الظهر في اللعب والنشاطات الرياضية وفي التسلية . فتعمد لوريت إما لأخذهم في زيارة إلى أصدقائهم أو تدعوا أصدقاءهم لزيارتهم في المنزل فيجلسون معاً ويلعبون. وتقول “يعتقد البعض أن الإمارة تفرغ في فصل الصيف، ولكن نحن لا نشعر بالحرّ أبداً، فكل مكان مكيّف وليس هناك تعرض للحرّ إلا في مشوارنا من باب المنزل إلى باب السيارة، ولا نلجأ إلى المشاريع الخارجية التي نقوم بها خلال فصل الشتاء”. تفريغ الطاقة تمام صوايا، تتحدث عن المخيمات الصيفية التي كانت ترسل إليها أولادها خلال إجازة الصيف، وغالبيتها كانت تنظمها النوادي التي كان أولادها يتابعون فيها نشاطاً معيناً خلال العام الدراسي، مثل رياضة كرة اليد أو الكرة الطائرة. وتشير إلى التوقيت المريح في هذه النشاطات، حيث إنه ليس عليها الاستيقاظ باكراً لتحضير الأولاد للمدرسة. وتقول “اللافت أن كل النشاطات التي يقومون بها هي نشاطات حرة وتفرح وتسلّي الأولاد وتفرغ من طاقتهم فيعودون فرحين إلى المنزل”. ويشار إلى أن نادي التراث في الإمارات كان ولا يزال يقوم بالعديد من النشاطات الصيفية المفيدة للمواطنين، وهي تتابع أخبار هذه النشاطات، كما تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث العديد من النشاطات الصيفية التي يستفيد منها المواطنون والمقيمون خلال الصيف، ومنها دورات في الرسم والتصوير والخط. وتشير صوايا إلى أن المعارف التي تنشأ خلال هذه النشاطات قلما تدوم، ليس لشيء، إنما لأن عالم المدرسة في هذا العمر للأولاد هو الطاغي كما الأجواء العائلية وأصحاب الأهل وأولادهم. وتضيف أنه على الرغم من استراحتها وانصرافها لشؤونها قبل الظهر، عليها بعد الظهر أن تخترع أي نشاط وإن كان داخلياً لأولادها. وتتحدث عن موضوع محاولة استذكار تفاصيل الإجازات الصيفية التي لم تسافر فيها إلى بلدها لبنان، لأن أولادها باتوا أكبر سناً وبالتالي من السهل نزولهم إلى لبنان من دون والدهم ووالدتهم، حيث يمضون عطلة الصيف كلّها بين أحضان العائلتين.