خبيرة اجتماعية: الصديقة المقربة "عقرب"

لطالما كان أرسطو يصف الصداقة بأنها "الفضيلة التي تجمع بين اثنين، ولكن عندما تتحول هذه الفضيلة في بعض الأحيان الى خيانة وسرقة واثارة المشاكل و الغيرة؛ فإنها تنعكس بشكل سلبي على حياة الأصدقاء. وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على الجانب السيء من الصداقة، حين تتحول الصديقة الى "خطافة رجالة" فتحاول لفت انتباه زوج صديقتها لتسرقه منها، وأخرى تحاول لفت انتباهه لتشعر بأنها انثى، واخرى تلفت نظر زوج اختها ليمدحها فتشعر بالرضا. وفي هذا الصدد، قالت مريم عبدالعزيز "طالبة جامعية تبلغ من العمر 23 سنة" إن تدخل صديقاتها أثناء حديثها مع خطيبها يجعلها تشعر بعدم الارتياح، لأنه حسب رأيها يمكن أن تصبح الصديقة المقربة "عقربة"، وتذكر مريم حكاية قد سمعتها عن فتاتين إحداهما كانت "معقود قرانها"، وكانت تتحدث مع زوجها في اكثر الاحيان بوجود صديقتها المقربة، كما إنها كانت كثيرا ما تمدح صديقتها أمام الزوج، وفي أحد الأيام تجرأت تلك الصديقة وأخذت رقم الزوج وتواصلت معه وأخبرته بأنه يجب أن ينهي علاقته بخطيبته لأنها فتاة سيئة ولا تناسبه كزوج، حينها أعجب الرجل بالصديقة وقبل اسبوع من زفافه على الاخرى طلقها وتزوج "العقربة" كما تقول عنها. وتؤكد فاطمة الرمسي "موظفة ومتزوجة منذ سنتين" حديث مريم في أنها لا تحبذ بتاتا أن تتحدث الفتاة مع زوجها في وجود احدى صديقاتها، لان الزوج سيندمج في حديث الصديقة كما انه سيبدأ في سؤال زوجته، من هذه؟ ماذا تريد؟، ما اسمها؟ مما يسبب الازعاج واشتعال الغيرة في قلب زوجته. وتضيف فاطمة أن هذا الأمر لا يقتصر على الفتيات العازبات بل يمتد حتى للمتزوجات، وتذكر فاطمة "في أحد المرات كنت أتحدث مع زوجي في الهاتف" وصديقتي "متزوجة" كانت تصلي في نفس الغرفة التي أنا بها، وكنت اتناقش بموضوع مهم مع زوجي، وحين انتهاء صديقتي من صلاتها قالت لي "وياه حق في اللي قاله انتي غلطانة" ! أي انها كانت مركزة في حديثنا أكثر من صلاتها مع انني كنت أراعي خفض صوتي حتى لا ألهيها أبدا"، وتؤكد بأن هذا التصرف أثار غيرتي وتعجبي في آن واحد. وقال عيسى عبدالله "متزوج منذ ثلاث سنوات" "حين كنت في فترة الخطوبة كانت زوجتي تتحدث معي دائما أمام صديقاتها وكنت قد تعرفت إليهم، حيث صادف يوم ميلاد خطيبتي وكنت قد نسيته تماماً، وحينها وردني "مسج" من هاتف غريب محتواه عيسى لو سمحت ممكن تعيد فطامي، اليوم يوم ميلادها" ويسترسل عيسى حينها استغربت من الرقم وعند اتصالي اكتشفت انها صديقة زوجتي، مضيفا مثل هذه التصرفات معيبة ولا يجدر بأي فتاة محترمة أن تقوم به بتاتا، وقد طلب من زوجته أن تتخلى عن صداقة هذه النوعيه من الفتيات اللواتي لا يجدن أي حرج في الحديث أو الاتصال بأزواج صديقاتهن، مؤكدا أن مثل هذا التصرف مرفوض في مجتمعاتنا. وأكدت (ن،ع) "طالبة جامعية تبلغ 21 سنة" أنها تلاحظ تدخلها الدائم في حديث صديقتها مع زوجها، فهي تجهل السبب الذي يدفعها لذلك، ولكنها تكون بمنتهى السعادة اذا ما تجاوب معها زوج صديقتها ومدحها او سأل عنها، مع أنها لا تحبه ولا تفكر به بطريقة مختلفه ولكنها تسعى دائما للفت انتباهه. من ناحية أخرى، ترى سهيلة سلطان "متزوجة منذ سنتين" أنه لا يمكن أن يكون للصداقة أثر سلبي فالحياة، مؤكدا أن صديقتها دائما ما تساعدها في الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية، وهي دائما ما تطلب المساعدة منها اذا ما صادفتها مشكلة عسيرة تتعلق بزواجها؛ وتذكر سهيلة أنه في احدى المرات اشتد الخلاف بينها وبين زوجها ووصلت إلى حد أن طلبت منه الطلاق، ولكن صديقتها المقربة تدخلت في الموضوع وأعادت المياه إلى مجاريها وتقول: ”لولا صديقتي لكنت تطلقت منذ أول سنة زواج”. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة "هبة شركس" استشارية نفسيه وخبيرة أسريه في مركز الرسالة بدبي، أن محاولة لفت الصديقة لانتباه زوج صديقتها شيء موجود حقا، وتعاني منه الكثيرات، وتقول إن هناك سببان لهذه الظاهرة فالأولى هي "حب الاستحواذ" أي أن الصديقة ترى بأنها تملك صديقتها فتغار عليها وتحاول لفت انتباهها وليس انتباه الزوج فتحاول دائما أن تكون في الصورة، أم السبب الثاني، فهو محاولة لفت انتباه الزوج لوجود فراغ عاطفي فهي تبحث عن رجل يثري حياتها ويملئ وقت فراغها. وتفسر "شركس" هذا التصرف بأن المتزوجة قد تكون تعاني من عدم الاستحسان او عدم الاهتمام من قبل زوجها، فتلجأ للفت انتباه زوج الصديقة ليزيد مستوى احساسها بذاتها، مضيفة أن من تقوم بمحاولة للفت انتباه رجل هي فتاة تفتقد العاطفة بحياتها فتحاول الحصول على اهتمام وتعوض نقصها باهتمام زوج صديقتها وقد تكون غير مدركة لذلك تماما أو ان يكون من باب الملل فتحاول فرض نفسها في حياة الآخرين. وتذكر "شركس" حادثة مشابهه لأخت كانت تحاول دائما لفت انتباه زوج اختها حيث كانت دائما ما تصنع الحلوى له أو تقوم باختيار ملابس اختها او تقوم بترتيب غرفة الجلوس، حتى يتم ذكر اسمها أمام زوج اختها ويثريها بالمديح. وتنصح شركس الفتيات المقبلات علي الزواج أو المتزوجات أن يراعين معنى"للبيوت أسرار" وأن يتحدثن مع أزواجهن بمعزل عن وجود أحد، كما أنها تنصح الفتيات اللواتي يتصرف بهذه الطريقة أن يتوقفن عن هذا السلوك على الفور وأن يحاولن ملىء اوقات فراغهم بأمور تجعل مستوى ثقافتهن وأدائهم أفضل.