الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخفيضات «حبر على ورق» وحيل التجار تغري المستهلكين

التخفيضات «حبر على ورق» وحيل التجار تغري المستهلكين
16 يوليو 2012
أوضح عدد من المستهلكين أن هناك تخفيضات وهمية باتت ملموسة في كل الأنشطة، من السيارات مرورا بالملابس الجاهزة، إلى العطور ومواد التجميل، وتذاكر السفر، وعروض الإقامة بالفنادق، وصولاً إلى المواد الغذائية والاستهلاكية وألعاب الأطفال، فيما أكد عدد من المحال التجارية مصداقية تلك التخفيضات، التي تشهدها الأسواق خلال المواسم المختلفة، لكنهم لم ينكروا تلاعب البعض برغبات المستهلك واستغلالها. وأشاروا إلى أن كل من يتجول بسيارته أو يقصد الذهاب إلى المحال التجارية، يلفت انتباهه أن الكثير من تلك المحال قد أعلنت عن بدء تخفيضات تتفاوت من 25% إلى 75% من القيمة الأصلية للقطعة أحيانا.ويرى متعاملون أن موسم العطلات يعتبر أهم الفترات بالنسبة للمحال التجارية على مدار العام، خاصة في السلع الاستهلاكية، فيما يشكل شهر رمضان الموسم الأهم في مبيعات السلع الغذائية، إلى جانب مواسم أخرى أبرزها عيدا الفطر والأضحى وغيرها من المناسبات. قال عدد من المستهلكين إن لافتات تخفيض الأسعار وتصفيات السلع، تتصدر واجهات المحال التجارية على اختلاف أنواعها، مما يعد أحد أهم عوامل الجذب إلى شراء الكثير من البضائع، على الرغم من عدم الحاجة إليها، موضحين أن الكثيرين يتعرضون إلى خدعة بعض التجار الذين يقيمون برفع قيمة سعر السلعة ثم يخفضون سعرها، ليصبح في حقيقة الأمر أعلى من قيمتها الحقيقية. وشددوا على أهمية ثقافة الادخار، وضرورة وضع خطة للشراء تحدد متطلبات الأسرة قبل الخروج إلى الأسواق، وعدم اعتبار التسوق نزهة أسبوعية، وأحياناً يومية تقوم خلالها الأسرة بشراء العديد من السلع، وهي ترشف أكواب العصير أو تتناول الآيس كريم، دون أن تدري ماذا تفعل، لتتفاجأ وهي أمام صندوق الدفع بحجم المبلغ المدفوع، مما يضع الأسرة في مأزق، أمام توفير نفقاتها حتى نهاية الشهر، حتى يتوفر راتب الشهر المقبل، وتعيد الكرة مرة أخرى. كما أشاروا إلى أن ما يزيد الوضع غموضا، استمرار «التنزيلات» على مدى عام كامل في بعض المحال التجارية، دون أن ترتبط بمواسم معينة، ما يطرح العديد من التساؤلات عن حقيقة الأمر، عما إذا كان في الأمر خدعة وتلاعب على المستهلك، الذي يندفع إلى شراء سلع معينة، مدفوعاً بعبارات التخفيضات البراقة التي تحمل نسبة عالية من الحسومات يسيل لها اللعاب، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الجميع ماهي حقيقة التخفيضات؟، وهل يكتفي التجار بهامش ربح بسيط كما يدعون؟ أم أن بعضها تلاعب واحتيال على المستهلك. وكان عبدالله ناصر، رب أسرة، برفقة أسرته في أحد المحال التجارية التي أعلنت عن وجود تخفيضات بنسبة 50%، حيث يقول في هذا الشأن إن التخفيضات ما هي إلا عملية جذب للمتسوقين، حيث تحرص المحال المشهورة والمعروفة كثيراً على وضع التخفيضات بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في العام تزامنا مع المواسم، فيما تتم عملية التخفيضات في كثير من المحال بشكل عشوائي وغير منظم وتجدها متواصلة، ما يدل على وجود تضليل واضح للمستهلكين. وأضاف، شدني في إحدى المرات، لوحة إعلانية على أحد المحال، تشير إلى وجود تخفيضات كبيرة، وبدخول المحل وجدت أن الأسعار عادية جدا ولا أثر لتخفيضات يمكن الحديث عنها، كما أن أسعارها السابقة هي الحالية نفسها، مما جعلني أتساءل عن سبب موجة التخفيضات. جذب المتسوقين أما بدرية جمعة التي ترافقها في عملية التسوق صديقتها، فزارتا أحد المحلات، الذي أعلن في إحدى الصحف عن وجود تخفيضات على عدد من الحقائب والعطور، فقالت إن وجود الكثير من لوحات التخفيضات المعروضة على أبواب المحال يثير الشكوك، وكأنها في سباق كبير على تصريف ما لديها من بضائع، ما جعلها تتساءل عن سبب موجة التخفيضات التي تغزو المحال، ومع ذلك ولجت هي وصديقتها إلى هذا المحل المتخصص في بيع تلك الحقائب والعطور بعدما أغراهما إعلان تخفيضات تصل إلى 80 في المائة، ولكن بعد دخولها تأكدت أن المحل يبالغ عادة في الأسعار، ولا وجود لتخفيضات حقيقية، بل المقصود هو جذب للمتسوقين في وقت يعاني فيه السوق من ركود واضح. وتتفق في الرأي صديقتها فوزية قمبر عوض 29 عاماً، والتي تبحث في أرفف المحل عن حقيبة مناسبة، تقول: رغم معرفتنا بتلاعب التجار قي موسم التخفيضات باعتبارها مجرد عروض مبطنة، تشمل أصنافا قليلة من السلع، إلا أننا نذهب للشراء من تلك المحال، لافتة إلى أن النساء لهن نصيب الأسد من الخداع المكشوف الذي يمارس بحق المتسوقين، خصوصاً أن هذه الفئة أكثر ارتباطا وانشغالا بالأسواق وما يدور في الأسواق، ففي مجالس النساء لا يعلو خبر سوى أخبار الأسواق وأخبار السلع وآخر الماركات، ودائما ما يدور الحديث عن التنزيلات ومقارنة الأسعار بين محل وآخر، وهنا تطالب فوزية المسؤولين في حماية المستهلك، تكثيف الجولات الميدانية للتأكد من حقيقة الأمر. خداع المستهلك إلى ذلك، اعتبر غيث الفلاسي 25 عاماً أن التجار يعلنون في حركة ذكية عن خفض الأسعار لسلع رديئة، في الوقت نفسه يبالغون في رفع أسعار السلع الجيدة وكله خداع في خداع، ويقول من خلال زياراته المتكررة للمحلات قبل التخفيضات وبعدها، إن التجار يستغلون المواسم والأعياد عموماً، فيعمدون إلى رفع الأسعار، وبعد انتهاء الموسم يعلنون عن تخفيضات للسلع نفسها لتكتشف في الأخير أنها معروضة بنفس السعر، في خطوة لا تخلو من التلاعب، فيما يبقى المستهلك في حيرة من أمره ولا يعلم إلى من يلجأ. ميزانية الأسرة وبحكم أن النساء في الغالب هن مسؤولات عن الميزانية داخل الأسر وعن عملية الإنفاق، ترى أم راشد، ربة بيت، أن هذه التخفيضات تؤثر على بعض الفئات أكثر من غيرها وبصراحة أكثر فإن هذه التخفيضات تجذب أصحاب الدخل المحدود، الذين تغريهم هذه العروض وتجذبهم من دون تفكير ووعي، فيشترون البضائع لأنها تحمل أرقاما خيالية تصل أحياناً إلى 50% أو 70%، وهو أمر يستحيل أن يكون حقيقياً، معربة عن شكوكها من أن هذه التخفيضات أقرب إلى الخداع منها إلى الحقيقة إلا في حالات نادرة.وتضيف: لا تزال هناك طبقة واعية لا تنساق لأن مثل هذه الحسومات تبين مدى استغلال التاجر للمشترين، لأن الأسعار الأساسية قبل التخفيضات تكون عالية، وهذا لا يعدو أن يكون غشا واستغلالاً للمستهلك ليس أكثر.‏ أما فيصل الطيب، رب أسرة، وأحد المترددين على محال التخفيضات، يقول: لا ألوم النساء ولا ألوم المحال التجارية لأن تصديق العنصر النسائي للإعلان يجعلهن يركضن نحو التخفيضات وينجذبن ويصدقن بسهولة، وعلى الرغم من علم الجميع أن هذه التخفيضات هي في الواقع مجرد خدع، إلا أن الجميع يهرول إليها وحين سألنا فيصل هل يشتري من هذه التخفيضات قال: أنا لا أستطيع الشراء من هذه الأماكن نظرا للزحام الدائم في هذه الفترة، فالزحام يجعلني أجد صعوبة في البحث عما أريده، مشيراً إلى أن بناته وزوجته يختلفن معه. ويوضح: فهن يخترن أماكن معينة يقمن بالشراء منها في هذه الفترة وهي تنحصر في المراكز التجارية الكبيرة ذات الأسماء اللامعة لأن مستوى الذوق والرقي في الموديلات فيها أفضل وذلك حسب رأيهن.‏ أصحاب المحال في المقابل أوضح سلمان توفيق صاحب محل ملابس أن تنزيلاته حقيقية، وهو يقوم بعمل الحسومات حتى يستفيد منها زبائنه، حتى يعودوا إليه من جديد لشراء بضائعه، مضيفا، أن عملية التلاعب بالأسعار ليست لمصلحة التاجر، إنما تضر به وبسمعته، قد يخسر السوق وزبائنه في حال ساورته نفسه بالتلاعب بالأسعار، وهنا يؤكد سلمان أن الحسومات الحقيقية هي لمصلحة صاحب المحل قبل أن تكون لمصلحة الزبون، لأنه بذلك يكسب زبائن أكثر، ويعزز من وجوده في السوق. على الجانب الآخر لم ينكر طارق كامل، بائع في محل تجاري، أن التخفيضات تقام بغرض ترويجي لصنف قل شراؤه، أو تكدست كميات كبيرة منه بالمخازن، لكنه أكد أنه لا تلاعب في تلك التخفيضات. وأضاف قد يكون هناك تفاوت بين أسعار السلع المتشابهة من حيث الجودة والشركة المصنعة، لأن هناك سلعا تباع بأسعار أقل من أسعار بعض المنتجات بعد التخفيض، فهذا لا يعتبر خداعا أو غشا، وذلك لاختلاف الأصل بين الأصناف، لافتاً إلى أن التخفيض بالنسبة للتجار يمثل متنفساً يستطيعون، من خلاله بيع البضاعة والبحث عن الجديد وهذا هو الحال في السوق، فإن لم يكن هناك تنزيلات فأصحاب المحال لن يربحوا. وأضاف: مع ارتفاع أجور المحال وغلاء المعيشة، ارتفع كل شيء وهذا هو حال السوق، فما يقوم به التجار هو على أساس جذب المشترين بمثل هذه الوسائل، مؤكداً أن الكثير من المستهلكين، ينخدعون بهذه التخفيضات ويهرعون للشراء، والكثير منهم يأخذون ما يلزمهم خاصة في أيام المناسبات والأعياد.‏ وذكر محمد «ع»، أن صاحب محل الملابس الذي يعمله به طلب رفع أسعار المعروضات خلال موسم التنزيلات، وعمل حسومات على السعر الجديد، لتصبح في أحيان كثيرة، أغلى من قيمتها قبل التخفيض. فرص وهمية في المقابل ترى راية خميس المحرزي، عضوة جمعية الإمارات لحماية المستهلك أن بعض الناس يعتبرون التخفيضات فرصة لا تعوض من خلال «تخفيضات، تنزيلات، عرض خاص، حسومات كبيرة، اشترِ قطعة واحصل على الأخرى مجاناً، اشترِ اثنتين والثالثة بنصف السعر»، مشيرة إلى أنها مجموعة من العبارات الرنانة التي يتفنن فيها أصحاب الشركات، والمحال التجارية، لتسويق بضائعهم المكدسة على أرفف المحلات، حيث تنتشر تلك العبارات غالبا في محلات الملابس الجاهزة، والأقمشة، والأحذية، التي نراها اليوم قد اجتاحت السوق، بقصد جذب أكبر عدد من الناس خلال هذه الفترة خلال موسم التنزيلات، حيث يقوم الناس بقصد التسوق والشراء على دفعات حتى لا يفوتهم الموسم، متسائلة: هل التخفيض المعلن عنه يعتبر حقيقياً؟ وتتابع المحرزي: أغلب ضحايا تلك العروض هم النساء، فعلى الرغم من علمهن أن بعض تلك العروض، يشوبها غش وتلاعب، إلا أنهن ينجرفن وراءها ويدفعن مبالغ طائلة تؤثر على ميزانية الأسرة، حيث تغريهن تلك العروض على أساس أنها فرصة لتوفير احتياجاتهن، مما يزيد الإقبال على شراء كميات كبيرة من السلع دون حاجة فعلية لهذه الكميات، داعية المستهلكين إلى تغير نمط التسوق، وترشيد الاستهلاك، ومحاولة التأكد من جودة البضائع المعروضة قبل التخفيض وبعده. إضاءة جدير بالذكر أن مبيعات السلع في المراكز التجارية بأبوظبي حققت ارتفاعاً بمعدلات وصلت إلى 60% خلال الأسابيع القليلة الماضية مقارنة بالربع الأول من العام، ما أرجعه البائعون إلى موسم السفر والعطلة الصيفية، إلى جانب حملات تخفيض الأسعار التي تشهدها الأسواق حالياً. وقال تجار إن العروض والتنزيلات الحالية خصوصا في المحال العاملة بالمراكز التجارية، أسهمت في تخفيض أسعار السلع بما يتراوح بين 25 و70%، مما أسهم في تنشيط المبيعات بصورة ملفتة أدت إلى إنعاش الأسواق، فيما أكد مستهلكون أن هذه التخفيضات حقيقية وتتسم بالجدية، ما أسهم في زيادة الإقبال عليها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©