الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤشر الثقة في وسائل الإعلام

16 يوليو 2012
لا أدري إن كان من حسن أو سوء الحظ عدم وجود مؤشر قياس للثقة بوسائل الإعلام العربية بشكل مشابه للدراسات الشهيرة التي يجريها معهد غالوب للأبحاث عن ثقة الأميركيين بالصحف منذ العام 1979 وثقتهم بأخبار التلفزيون منذ 1993. وربما يكون الوقت قد تأخّر الآن للبدء بمثل ذلك، خاصة بالنسبة للصحف التقليدية التي تفقد مكانتها لحساب صحافة لا زالت تبحث عن هويتها في العصر الرقمي. وحتى لو أمكن البدء عربياً بإجراء مثل هذه الأبحاث اليوم، فإن جزءً كبيراً من فائدتها لن يكون متاحاً في مرحلة كبيرة وذلك لتعذر إجراء المقارنة ورصد تراجع أو تقدم مؤشر الثقة إلاّ بعد سنوات طويلة قادمة، ومع ذلك لا بد من هكذا مؤشر يساعد على تقييم وضع وأثر وسائل الإعلام. لكن بدء مثل هذا المشروع الآن أو في المستقبل يحتاج إلى ادراج الأنواع الجديدة من وسائل الإعلام التي لم تكن معروفة، ومنها، مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة ومواقع تشارك الفيديو، وكذلك وسائل الإعلام التي يمكنني تسميتها بـالهجينة، مثل الصحيفة التي تمزج بين العمل المؤسسي العريق من خلال غرف الأخبار وشبكة المراسلين وبين إشراك الصحفيين والكتاب الذين باتوا يشاركون في العديد من محتوياتها ولهم صفحات خاصة لمدوناتهم ضمن مواقع الصحيفة نفسها. والأهم من كل ذلك هو حاجة المؤسسات الإعلامية والقائمين عليها إلى معرفة عناصر ومحددات هذه الثقة، وحاجة الوسط الإعلامي كله، لاسيما الصحفيين الجدد إلى ثقافة تعزيز هذه العناصر وسبل تصحيح الاختلالات . قبل عامين، عندما بدأت الأزمة المالية العالمية انكشفت الثقة بالصحف على اوسع نطاق في العالم الغربي، وظهر نوع من الشماتة التي طالت الإعلام كله ووصلت إلى حد تشكيك الإعلام القديم في نفسه. وكثيرون دفعوا الثمن منذ ذلك الحين ولازالوا جراء ذلك، ولاسيما الشركات والمؤسسات التي اتهمت بالإنحياز الفاضح لمصالح مالكيها، أو حتى اهمال التدقيق في معلومات نشرتها وكان لها وقع في مسار الأحداث، تلك الهزة كانت بمثابة جرس انذار من أجل التصحيح ومحاولة استعادة الثقة. صحيح أن المؤسسات الصحفية تعرضت للكثير من التغيير والتداعيات منذ ذلك الحين، لأسباب تكنولوجية ومهنية وسياسية أيضاً، ولكن الصحيح أيضاً أن معرفة كل أسباب هذا التداعي والتراجع تندرج تحت عنوان واحد:المصداقية وضرورية الانحياز لمصلحة القراء واحترامه والوفاء له. وفي مثل هذه التحولات تلعب المؤشرات والأبحاث- مثل التي يجريها معهد غالوب- دورا مهما للغاية ليس من أجل ضرورة التصحيح فقط بل من أجل معرفة إذا كان هذا التصحيح أو التطوير يسير في الطريق الصحيح أم لا أي أن ثمة علاقة جدلية بين مكونات الثقة وبين الإهتمام بمثل هذا التصحيح والتطوير، ومن هنا ضرورة دفع المهتمين عندنا باتجاه استحداث مؤشرات الثقة في الإعلام وأنواعه. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©