السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغرب يعتمد على تعدد مقوماته السياحية

المغرب يعتمد على تعدد مقوماته السياحية
16 يوليو 2012
سكينة اصنيب (المغرب) - يعوّل المغرب على تعدد مؤهلاته السياحية للحفاظ على حصته من الأسواق، فعلى الرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة التي ميزت سنة 2011، تمكن المغرب من تحقيق نتائج مرضية والتغلب على الصعوبات التي شهدتها أهم الأسواق المصدرة للسياح وتزايد المنافسة. وقد أدى ارتفع أعداد السياح الوافدين على المغرب الى الرفع من قيمة مساهمة قطاع السياحة في الناتج الداخلي حيث أصبحت السياحة تشكل ثاني مصدر للعملة الصعبة بعد تحويلات المهاجرين المغاربة وتساهم بحوالي 9% من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد المغربي، ويساهم القطاع السياحي كذلك في توفير مناصب الشغل وتطوير قطاع البناء ودعم الصناعة التقليدية وإنعاش المدن السياحية. ويستقبل المغرب اعداداً كبيرة من السياح لتمضية العطلة الصيفية، اضافة الى المغاربة المهاجرين الذين يزورون بلادهم في الصيف للقاء الأهل والأصدقاء والاستمتاع بما يزخر به بلدهم من مؤهلات سياحية. ويلعب عامل القرب الجغرافي من أوروبا دورا رئيسيا في اقبال السياح الأوروبيين بكثرة على المغرب اضافة الى تعدد المؤهلات السياحية المتوافرة به والتي تشكل قوة تنافسية كبيرة جعلت المغرب يستقطب سنويا نحو عشرة ملايين سائح. وجهة للسياحة الدولية يقول ابراهيم العلمي (مرشد ومروّج سياحي) إن المغرب أرض لقاء الحضارات بامتياز، فقد عرف تعاقب عدة دول ورافق ذلك بقايا أثرية وتاريخية غنية ومتنوعة، مما أعطى للمغرب خاصيته المتميزة وشكل عاملا رئيسيا في اغنائه بالعادات والتقاليد المتوارثة أبا عن جد، اضافة الى التراث الحضاري الأصيل من فنون شعبية ومآثر عمرانية التي تجسد مختلف الفترات التاريخية للبلاد، ويضيف أن “المغرب بصفته بلد التقاء وتمازج الحضارات، يغري السائح بما يتميز به من عمق تاريخي وأصالة تراثه وتنوع مجتمعه فهو يزخر بالعديد من المواقع الأثرية المهمة اضافة الى المؤهلات السياحية التي يتوافر عليها المغرب من موقع جغرافي متميز ومناظر طبيعية جذابة ومناخ معتدل وتضاريس متنوعة من شواطئ وجبال وواحات وصحاري وسهول، وهي كلها تشكل عناصر جذب سياحي”. ويشير الى ان اغلب سياح المغرب هم من أوروبا خاصة من فرنسا واسبانيا وايطاليا وبريطانيا بينما يحتل السياح العرب مرتبة متأخرة. ويعتبر ان الدينامية التي يعرفها القطاع السياحي رسخت المغرب كوجهة للساحة الدولية، حيث ان نوعية المجهودات المبذولة ساعدت على تطوير هذا القطاع ورسخت حضور السياحة المغربية في السوق العالمية، ويضيف ان شركات السياحة والفنادق تطرح برامج ورحلات مغرية للمسافرين لفترات مختلفة تشمل زيارة معظم المناطق السياحية واستكشاف مناطق جديدة مع ترتيب النقل والحجز وتوفير المرشدين، وحتى الضيافة التقليدية مثل توفير الاقامة في البيوت الأثرية و”الرياضات” للاستمتاع بالضيافة التقليدية واغراء السياح الذين ملوا من المطاعم والفنادق والاستراحات”. ويشير إلى أن الاهتمام بالسياحة العائلية وسياحة المخيمات والسياحة العلاجية وسياحة المواسم والمهرجانات الثقافية ضمن للمغرب حصة جديدة من السياح خاصة مع تخفيض تكاليف الإقامة في الفنادق ومصاريف التنقل والجولات السياحية، ويضيف أن وضع خطط التسويق وبرامج الترويج السياحي وتنظيم الرحلات السياحية الجماعية بأسعار مخفضة ووضع تسهيلات متعددة مثل توفير خدمات متعددة ورحلات مختلفة كرحلات السفاري والرحلات البحرية واخرى لممارسة رياضات مختلفة، شكلت عاملا اساسيا لنجاح السياحة المغربية في تحقيق نتائج مهمة. دور الضيافة التقليدية وتفضل شريحة اخرى من سياح المغرب الاقامة بـ”الرياضات” على الاقامة بالفندق وهي دور الضيافة التقليدية التي تنقل السائح الى عراقة الماضي للاستمتاع بالطراز المغربي والعمارة المزدانة بالرسوم الزيتية والفسيفساء، ورغم ارتفاع قيمة الحجز في هذه الدور الا ان السياح يفضلونها على الفنادق لأنها أشبه بمتاحف الفنون والآثار التي تعرض مختصرات من مختلف الحقب التاريخية، ويستمتعون بعد جولاتهم اليومية في الأسواق بأمسيات تطبعها إيقاعات خالدة تختزل تاريخ الموروثات الموسيقية المغربية, بما فيها الرقصة الفلكلورية والأهازيج الغنائية التي يحكمها تنوع اللهجات والتقاليد. نتائج مرضية ويولي المغرب أهمية كبيرة للقطاع السياحي الذي يساهم بحوالي 9% من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد المغربي، وأكدت وزارة السياحة أن وتيرة تقدم الأوراش والمشاريع المفتوحة في القطاع تؤكد أن الطاقة الإيوائية الإجمالية ستحقق طموحات المغرب باستقبال 10 ملايين سائح كل عام. ويقول وزير السياحة المغربي لحسن حداد إن القطاع السياحي أثبت قدرته على المقاومة حيث استطاع أن يحافظ على حصته من الأسواق على الرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة وتمكن من تحقيق نتائج مرضية رغم الصعوبات التي شهدتها أهم الأسواق المصدرة للسياح وتزايد المنافسة القوية . ويعتبر أن هذه النتائج تؤكد نجاعة الاختيارات الاستراتيجية ونضج الصناعة السياحية المغربية والوجهة المغربية التي برهنت عن قدرتها على المقاومة بفضل اعتماد القطاع على ركائز أساسية. ويؤكد أنه بفضل وضع المغرب الاستثنائي، فإن المؤشرات السياحية تبقى مرضية مقارنة مع الوجهات السياحية المنافسة، حيث اختتمت العام الماضي بـ9.35 مليون سائح، أي نسبة نمو تقدر بـ 1%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©