الرسومات والكتابة على الجدران صحف يومية في لبنان

عماد ملاح (بيروت) - قامت مجموعة من المدونين والرسامين بمنطقة الحمراء في لبنان، بحملات للكتابة على الجدران، التي تسمى «فن الجرانيت» دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير، وضد الرقابة على الأعمال الإبداعية، إلى ذلك قال محمد نعيم العاطل عن العمل: لا بد من أن نعبر عما في داخلنا، من هموم وأحزان، فانصرفنا إلى التعبير عما يجول في أنفسنا عبر الكتابة التي تتنوع عندي ولدى غيري، حسب ما في النفوس من طاقات مشحونة بالظروف التي تعيشها. وأضاف، الشاب نعيم، أن أبسط الطرق وأيسرها هي الجدران، على أساس إيصال رسالة سهلة للناس والمجتمع، وهي ليست بحاجة لساعي بريد، بل ان المارة يرونها ويقرؤونها وايضاً يرى الناظر الرسوم والاشكال المختلفة. والكتابة على الجدران في لبنان، ليس كما غيرها في الخارج، خصوصاً اذا ما اتجهت الأمور نحو المنحى السياسي فقط، حسب ما يشير علي «ف» إلى أن الهدف من الكتابة والرسم على جدران بيروت، توجيه رسالة معينة وواضحة تتعلق بتعبير كل شخص عن رأية أو وجهة نظره في موضوع معين، قد يصعب عليه التعبير عنه في وسائل الإعلام الأخرى. على الصعيد نفسه، تعد ظاهرة الكتابة على الجدران في نظر العديد، محاولة استغلال لبعض الشباب الذين يتغنون بآراء معينة، فيعمدون الى هذه الاماكن للكتابة والتعبير عما يجول في داخلهم، لكن بنزوات سلبية وأفكار متخلفة، وطبعاً السبب في نظر الدكتور محمد قبيسي الخبير في التوثيق والدراسات، أن هذه الظاهرة تعود لعادات، وهذا ما يضر بطريقة ايصال الافكار البناءة والسليمة لمجتمع ناضج يستوعب كل المتغيرات الحاصلة. وأوضح الدكتور قبيسي أن طرق الوقاية والعلاج من ظاهرة الكتابة على الجدران التي لم تعد تقتصر على المدارس والجامعات، بل ان العاصمة بيروت امتلأت جدرانها ومبانيها، برسومات وكتابات تعبر عن مشاعر مختلفة لأصاحبها. والكتابة الجدارية كما اصطلح علم الاجتماع على تعريفها، صنف يومي ينقل احاسيس حياة الافراد، وهذا ما اسهب السرد في ظاهرة تأخذ مصدرها من ما كتب على الجدران، ضمن الاطار الاجتماعي الذي يحكم العملية، لذلك نرى فكر الافراد مطبوعا على ذاكرة الجدران بكل تجلياتها وابعادها المصيرية واذا اخذنا القضية الفلسطينية كمثال هي حسب رأي الدكتور حاتم زراقط، وارتباط المواطن بأرضه وتراب وطنه ومستقبله، نرى اي صفحة قادمة تؤكد مصدرية الكتابات الجدارية. وظاهرة الكتابة على الجدران تحمل البساطة، لكنها رسالة سهلة الوصول، فيها الفصيح والشعبي، والشعر والأناشيد والأغاني.