السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفينة الصحراء تحمل تاريخ الحياة الاقتصادية في ظفار العمانية

سفينة الصحراء تحمل تاريخ الحياة الاقتصادية في ظفار العمانية
16 يوليو 2012
وصل عدد الإبل في سلطنة عمان إلى 45 ألف رأس، 85 % منها في محافظة ظفار، ولعبت الإبل دوراً تاريخياً مهماً في الحياة الاقتصادية لأبناء المحافظة، حيث اشتهرت الإبل العمانية بسرعتها وطولها وجمالها، إذ تعرف بأنها إبل الركوب والسباق ولها شهرتها في هذا المجال وتتصف برأسها الصغير نسبيا، وطول جسمها وعنقها الرفيع والصدر العميق، كما أن قوائمها الإمامية مستقيمة وقريبة من بعضها والقوائم الخلفية مستقيمة، إلا أن عرقوبها متباعد وذنبها مرتفع وخفها متوسط الحجم وجلدها ناعم وخطواتها ثابتة. يوسف علي البلوشي (مسقط) - تتميز الإبل في سلطنة عمان بخصائص عدة تضعها في الدرجة الممتاز بالسباقات، حيث إنها تجري لمسافات بعيدة، كما أن السريع منها يباع بمبالغ كبيرة. وتنقسم الإبل العمانية الى سلالتين، الأولى إبل السباق، وهي إبل، والثانية الإبل العربية وتتميز بكبر حجمها مقارنة بإبل السباق وذات انتاج عالٍ من الألبان وتوجد بالصحراء كوسيلة للركوب والانتقال، وفي الجبال بمحافظة ظفار، إضافة إلى أنها تعد ايضا مصدراً هاماً للحوم. وتندرج من هذه السلالة الإبل المسماة بالضبيان في المنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة وإبل صوغان وأم صبيحان وتوجد في المناطق الجنوبية الشرقية وإبل جبار وتوجد في منطقة الباطنة وإبل الحزميات او الخوارة وتنتشر عادة في بادية الربع الخالي وهي كبيرة الحجم وسوداء اللون. الحياة الاقتصادية ولعبت الإبل دورا تاريخيا هاما في الحياة الاقتصادية لأبناء المحافظة، حيث استغلها الرعاة للعديد من المآرب في الحياة المختلفة ويوجد في السلطنة ما يقرب من 45 ألف رأس من الإبل حيث تحتوي محافظة ظفار على 85% منها، حيث قامت الحكومة بحصر وترقيم الإبل في محافظة ظفار كاول مشروع في الوطن العربي يعمل على توفير اعداد صحيحة للإبل في هذه المنطقة. ويفتخر العمانيون بالإبل منذ القدم وفي محافظة ظفار حرص الأهالي على امتلاك اعرقها نسبا وأكثرها شهرة وهي تحتل مكان الصدارة في حكاياتهم وأشعارهم وسامر مجالسهم اليومية حيث يتقاسمون مر الحياة وحلوها متنقلين معا في الصحراء الفسيحة والخيال الواسع والأراضي البكر مسترشدين بالنجوم في حلهم وترحالهم، مما أدى إلى وجود علاقة ورابطه راسخة أدت إلى الشعور بالارتباط القوي، حيث يعد راعي الإبل مجموعته كجزء من أسرته وأبنائه. وكان الأهالي يستغلون الإبل في العصور السابقة لعونهم في الحل والترحال وقطع الفيافي والصحاري القاحلة ويتخذون من أوبارها بيوتا وغطاء ومن جلودها نعلا ومن مرارتها لكحل العيون حيث يعتقد أنها تقي من أمراض العيون وطالما ارتبطت حياة كل منهما بالآخر وقد كانت هي المال وكان لها ايضا دور مشهود في وصول الإسلام وانتشاره في هذه المنطقة واستخدامها في الحروب إلا أن التطور الذي شهده العالم في كافة أمور الحياة العصرية أدى إلى استبدال الإبل بوسائل حديثة وهي لا تزال تحظى باهتمام بالغ من قبل المختصين بالغذاء العالمي وتحب الهجن حياة الجماعة في معيشتها وبالذات في مأكلها فهي تحب الرعي الجماعي في المناطق المفتوحة والأكل في إناء واحد ولا تتزاحم الإبل في المرعى والأكل ولا تتشاجر كبقية الحيوانات الأخرى. قيادة الإبل ويمكن قيادة الإبل والتحكم بها بسهولة ويسر وتستطيع الإبل ان تحمل اكثر من 250 كيلوجراما وأن تقطع مسافة 150 كيلومترا في الرحلة الواحدة كما يقال إنها تستطيع ان تصبر عن العطش عاما كاملا في المناطق الباردة الغنية بالأعشاب الخضراء وحاسة الشم عند الإبل قوية جدا فهي تشم الماء دائما من على بعد يصل الى 200 كيلومتر ويمكن ان تستخدم كدليل الى مكان الماء ليلا وفي المناطق الجافة والصحراوية. وتتمتع الناقة بقدرة على الاستدلال ولا يمكن لها ان تضل طريقها الذي ابتعدت عنه او حين انتقالها من منطقة الى اخرى ولا بد لها العودة ولو بعد حين حيث إنها تشتهر بالإخلاص والوفاء الى درجة الدفاع عن صاحبها عندما تشعر انه معرض للخطر في بعض الظروف كما أنهاء توصف بالحقد الدفين عند سوء المعاملة. وقد اهتم العرب بالإبل كثيرا وكانت لها منازل لديهم وتنذر الناقة التي تنجي صاحبها من هلاك مقطع للراحة فلا ينتفع بركوبها ابدا ولا تحبس عن الماء ولا يمنعها احد عن الكلأ ?وفي السلطنة يتم اختيار الإبل المرموقة ذات الأصول المعروفة للمشاركة في السباقات بعد اعدادها جيدا بدءا بفصل الصيف القيض حيث يتم اطعامها مع التدريب والترويض وتطويعها على الخطام أي الرباط والتنويخ أي القعود ارضا يليها مرحلة التنشير وهي السير بالهجن لمسافة لا تقل عن 15 كيلومترا يوميا الى ان تتم مشاركتها في السباق.?ويتم نقل الناقة الى مضمار السباق في الأيام القليلة التي تتقدم يوم السباق ومن خلال التحفيز يتم تنويخها الى ان تشعر أنها على بداية المشاركة في سباق فتلقي ما في بطنها فورا وللتحفيز فوائد كثير لهجن السباق حيث تتعود النوق على الانطلاقة الجيدة بعد التخلص من الفضلات الزائدة بجسمها. أيام الشتاء ويتم تلحيف الهجن في أيام الشتاء وعقب السباقات بغطاء مخصص وذلك للخوف عليها من الأمراض وخاصة بعد التدريب القاسي والجهد الذي بذله المضمر لتدريبها ويمكن للفحة برد صغيره ان تحول بينها وبين مشاركتها في السباق الأمر الذي قد يضيع جهدا استغرق شهورا. وتصل سرعة الناقة الى 65 كيلومترا في الساعة قياسا بالكيلومتر الأول من السباق الا ان السرعة تبدأ بالتناقص. ويقول الخبراء إن الناقة التي تحافظ على سرعة بين 30 و40 كيلومترا في مضمار السباق يمكن ان تحقق فوزاً مؤكداً، وللناقة سرعات مختلفة تسمى حسب نوع كل منها وهي التهزيع او الأهذيل وهي المشي العادي يليها الخبيب وهي سرعة اكبر من المشي قليلا يليها الضعيف او الدرهام ويسميها البعض المتجمدة وهي سرعة أعلى من الخبيب وتقدم فيه الناقة خف الرجل على خف اليد اثناء الحركة وبعد ذلك يأتي الدلي وفيها تمد الناقة يديها على طولها والرجلين على طولهما وتقطع بها الناقة مسافة تعتمد على قدرتها وتبدأ الناقة الركض بهذه السرعة في بداية السباق الى ان تنتقل الى الربعان وهي اعلى سرعة لها وفيها تحمل الناقة يديها ورجليها معا وتجري بأقصى سرعة وكأنها تقفز قفزا الا أنها لا تستطيع ان تواصل الربعان لمسافة طويلة لتعود بعد ذلك الى مستوى الدلي وتحافظ على سرعتها. إضاءة يوجد من الإبل نوعان، الأول الإبل ذات السنام الواحد وهي الإبل العربية السريعة، وذات السنامين مثل المنغولي، وقد أشارت منظمة الغذاء والزراعة في تقريرها الأخير إلى أن عدد الإبل في العالم يبلغ حوالي سبعة عشر مليوناً، منها 15 مليوناً ذات سنام واحد، ويتفرع منها 10 ملايين في البلاد العربية أي بنسبة 62% من إجمالي الإبل في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©