الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيروز.. تعانق عصافير «وشاية»

فيروز.. تعانق عصافير «وشاية»
16 نوفمبر 2017 03:57
القاهرة (الاتحاد) «أأنت الذي يا حبيبي نقلت، لبيض العصافير أخبارنا؟ فجاءت جموعاً جموعاً، تدقُ مناقيرها الحمر شباكنا، وتغرق مضجعنا زقزقات، وتغمر بالقش أبوابنا».. مقدمة إحدى روائع المطربة فيروز التي كتبها الشاعر نزار قباني ولحنها الأخوان رحباني وشدت بها في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وتحديداً عام 1956. قال الباحث والمؤرخ الموسيقي الدكتور سعد الله آغا القلعة، إن المقدمة الموسيقية لأغنية «وشاية» بنيت على آلتي البيانو والماندولين، واستبعد الأخوان رحباني الفرقة الموسيقية، واكتفيا بالبيانو مع تلك الآلة الغريبة التي تحدث رنيناً غريباً فعلاً بالنسبة للمستمع الشرقي، وأشار إلى أن الأخوين رحباني أدخلا تعديلاً واحداً على النص الذي كتبه نزار، حيث كان يقول: أأنت الذي يا حبيبي، نقلت لزرق العصافير أخبارنا؟ ويرد لاحقاً أن لون مناقير العصافير حمراء، فوجدا، وهذه وجهة نظر، أن لون العصافير البيض يلائم أكثر المناقير الحمراء، فقاما بتغيير كلمة زرق إلى بيض، وهذا تفصيل بسيط، ولكنه يدل على التمعن في كل حرف من حروف النص، وهكذا يكون الملحن المبدع الذي يدقق في النص ويختار كلمات مميزة فيه ليبني عناصر لحن عليها، وفي النص ورد: زقزقات العصافير، وهي نقطة مهمة لأن هذه الزقزقات محيطة بأجواء النص، وكان لا بد من التعبير عنها، وكان لا بد من رنين خاص يعبر عن الزقزقات، ومن هنا أتت آلة الماندولين، ولكنها لم تأت آلة واحدة، ولكنها مجموعة من آلات الماندولين، والسبب لم يكن اعتباطياً أيضاً، لأن النص يقول: فجاءت جموعاً جموعاً، إذن لم يكن بالإمكان استخدام آلة ماندولين واحدة، وفي هذه الأجواء لا ضرورة للفرقة الموسيقية، لأن الأجواء رومانسية وأتى البيانو ليحيط بهذا الجو الرومانسي، ولو تابعنا كامل الأغنية سنجد انه عندما تغيب العصافير عن أجواء النص، تغيب مجموعة آلات الماندولين، كما في باقي الأبيات: ومن أخبر النحل عن دارنا، فجاء يقاسمنا دارنا، وهل قلت للورد حتى تدلى، يزركش بالنور جدراننا؟ ومن قصّ قصتنا للفراش، فراح يلاحق آثارنا، سيفضحنا يا حبيبي العبير، فقد عرف الطيب ميعادنا. وأكد الدكتور سعد الله أن الأغنية تمثل فهماً للموسيقى العربية، وأنه وراء كل عمل دراسة وتخطيط وبحث وتمعن وتفحص، وأن الأعمال لا تأتي هكذا، وأنها لابد وأن تكون جديرة بالاحترام والاستماع والفهم، وأنه على الملحن المعاصر أن يتبع هذه الأساليب في فهم النص وإدراك تفاصيله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©